أخبار عاجلةأخبار عالميةأخبار مصرأهم الاخبارالأدب و الأدباءالتقارير والتحقيقاتحصرى لــ"العالم الحر"
كورونا… بين الذعر والإهمال وسر البقاء, الإعلامي الدكتور. محمّد عـامر
كيف أظهرت الأزمة أن الراديو والتليفزيون المصري، يُعدّان ضرورة، يجب حمايتها؟
هل ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الذعر والخوف؟
كيف وضعت أزمة تفشي وباء كورونا في أنحاء العالم، وسائل التواصل الاجتماعي في اختبار حقيقي؟، خصوصا والكثيرون يرون أنها فشلت في اختبار المصداقية؟
كيف أظهرت الأزمة أن الراديو والتليفزيون المصري، يُعدّان ضرورة، يجب حمايتها؟
وفي هذه الأوقات الحرجة، هل تعود الفرصة للمؤسسة الإعلامية التي تقدم خدمة عامة موثوق بها، لتبرهن على سر بقائها؟.
منذ بدأت الأزمة بانتشار فيروس كورونا في الصين أواخر العام الماضي2019م، ثم انتقاله لدول أخرى من العالم، بدا واضحا على العديد من منصات التواصل الاجتماعي، أن هناك ما يشبه حالة من الذعر والهلع الجماعي، التي يُروّج لها قطاع كبير من رواد تلك المنصات.
وبجانب تعمد البعض، اقتصار مشاركاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، على إبراز الجانب المظلم والقاتم، وتفاصيل حالات المصابين والوفايات، بما يعمق حالة الخوف، فإن هناك آخرين سعوا للاستفادة من الأزمة، عبر الترويج لأدوية زائفة، زعموا أنها تعالج وباء كورونا، أو(COVID-19).
وربما يكون ما يعيشه ملايين البشر حول العالم من ذعر، ليس بسبب الفيروس وسرعة انتشاره فقط، إنما بسبب تضخيم وسائل التواصل الاجتماعي للأمر، وإن كان هذا لا يعني التهوين من شأنه في الوقت ذاته. لكن جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، عليه أن يتحمل جانبا كبيرا من المسئولية، فيما يجري الحديث عنه من جوانب سلبية، أفرزها استخدام تلك الوسائل خلال الأزمة.
ورغم ما قدمته وسائل التواصل الاجتماعي على مدار السنوات الماضية من خدمات مهمة للبشرية، إلا أن الجمهور قد يهرع تلقائيا، في مثل هذه الأزمات إلى وسائل الإعلام التقليدية، خصوصا الرصينة منها، وهو ما يعكس أزمة فقدان الثقة في وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا في الأزمات.
وبعد أن تعطلت الحياة في معظم أنحاء العالم، بسبب فيروس كورونا المستجد، وما تركه من أثر على جميع نواحيها، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وبعد أن أظهرت هذه الأزمة أهمية دور الأطباء، والطواقم الطبية، الذين أصبحوا خط الدفاع الأول ضد المرض، إضافة إلى مقدمي الخدمات، ومنهم الباعة وموظفي البريد وغيرهم، يأتي دور وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، حيث تعد هي المصدر الأول لمعظم الأفراد، وهي التي يغامر مراسلوها كل يوم لنقل الأخبار حول لعالم.
ورغم ما يعانيه مبنى (ماسبيرو)، في الفترة الأخيرة، إلا أن رجل الشارع العادي مازال يتأثر كثيرا بهذا المبنى، الذي من الضروري أن يستعيد دوره مجددا في ضبط تشكيل الوعي لدى الأجيال القادمة، وكثيرا ما يؤكد وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل، استحالة استغناء الدولة عن إعلام الدولة، المتمثل في هذا الصرح ماسبيرو، وإعداده ليواكب الإعلام العالمي، وإعادته للطريق الصحيح، ليكون هو حائط الصد في مثل هذه الظروف العالمية.
وقد اتخذت الهيئة الوطنية للإعلام، جميع الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا مبكرا، في جميع إدارات مبنى ماسبيرو للحفاظ على سلامة العاملين، كما قدمت الهيئة الأدوات الطبية اللازمة، ونشر الإرشادات لتوعية العاملين بكيفية الوقاية من مرض كورونا، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، للوقوف على المستجدات حول الفيروس.
وقد ظهر بشكل مبكر أيضا، من يعملون بهذا الصرح على قدر المسئولية، في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم، ورغم ما يظهر من تهاون لدى العديد من الجماهير في التعامل مع الأزمة، خصوصا مع بداية شهر رمضان المبارك، وكأن الجمهور يريد أن يأخذ هدنة من حالة الترقب والخوف ببعض الغياب في متابعة الدراما الرمضانية، إلا أن التليفزيون المصري لم يترك الجمهور لوعيه فقط، ويحرص على أن ينبهه بهذه الرسالة القصيرة الدالة، التي تظهرعلى شاشاته المتعددة ليل نهار (احمي نفسك-احمي بلدك)، وغيرها من الرسائل، حتى لا تصبح كلمة (الوعي) مجرد كلمة في الهواء ليس لها أصل على الأرض.
وتبقى التساؤلات: كيف للجمهور أن يعي بحق دقة وخطورة اللحظات الراهنة؟، وهل يمكن حقا أن تعود وسائل الإعلام الرصينة من جديد لصدارة المشهد؟، وأن تبرهن على سر بقائها، خصوصا مع هذه الأزمة؟.