الشاعر محمود السلطان
يا قسوة الأيامِ كفاكِ تعذيبي …
… إنِّي من الأشواقِ قد نُلتُ تهذيبي .
تروحُ الروحَ بلا إذنٍ ولا سببٍ …
… ويضربني الحنينُ لصقلِ تأديبي .
دارت بِيَّ الدُنيا وما بها دارُ …
… ودارَ الفؤادُ وزاد تقلِيبي .
كُنَّا معاً يستظل العشاق بنا …
… ويُدوِّنَ العِشقُ ما كان يَرويني .
والليلُ يرتقبُ المغيب لِضَمِّنا …
… ونَديِمُه يُفرزَ ليَّ التوت والتينِ .
إن الثَمالةَ قد أشفقت أذِيَّتُنا …
… من حدِ إفراطٍ بسقياها تُسقيني .
إن غابَ عقلي تستفيقُ أجِنَّتي …
… أدنو إليها أشُم العِطرَ والطيبِ .
كنتُ بالأحضانِ سيِّدُ عِشقها …
… وكانت إليَّ الرِّقةَ واللَّينِ .
كانتْ الألحانُ تعزفَ شوقنا …
… وترنِّمَ الأعوادُ عزفٌ يوافيني .
جاءت الأيامُ ترسو بشطآننا …
… وتحتلُ قساوتها ما كان يُحييني .
وموجُ الفراقِ يُحطِّمُ بي مجاديفي …
… يواري فؤادي الترابَ والطينِ .
ماتَ الحبيبُ وما عُدتُ أحضُنَه …
… وحضني أساهُ يفوقُ تعذيبي .
غزا الأسى واستوطنَ القلبِ …
… وقيَّد الروحَ قضبان السِنينِ .
يا رميةَ الأيام كفاكِ ترميني …
… بسهام الشوق كفاكِ تَلقِيني .
ويا قسوةَ الأيامِ كفاكِ تعذيبي …
… إني بلا اللقاء عانقتُ الأنينِ .