أخبار مصرالأدب و الأدباءالثقافةحصرى لــ"العالم الحر"صفحات من تاريخ مصرقرأت لك

قراءة مبسطة فى رواية اللعنة الأخيرة للكاتب محمد عبد الرازق بقلم أحمد فتحى رزق

عندما تلمس الغلاف للوهلة الإولى تشعر وكأنك على العتبات المقدسة

عندما تلمس الغلاف للوهلة الإولى تشعر وكأنك على العتبات المقدسة بالمباخر والأناشيد الصوفية وعبق الجامع الأزهر وساحة مولانا الحسين ثم تتحول فجأة وباحترافية

شديدة لبوابات المجد الفرعونى الى ان تصل بشكل مدهش للعصر الفاطمى ولقاء بعض شخصيات التاريخ كما تتمنى فى جولاتك خلال القراءة والاستمتاع أو فى الحقيقة .

محمد عبد الرازق كاتب متمرس على تلك اللقطات فيأخذ القارئ من يدة ليفتح أبواب الدهشة بنفسة وقد لا ينفك عنة  أبدا الا بعد إتمام القراءة .

الرواية فى طبعتها الإولى والثانية باسم ( تربة الزعفران ) حيث محور الآحداث إلا أن الكاتب وبالاتفاق مع ناشر جديد تحول الى اسم  ( اللعنة الأخيرة ) كعنوان رئيسي وبعد أن تم دراسة ذلك من خلال الرواية والملحقات بها خمنا أن الكاتب أراد أن ينفى تماما فكرة لعنة الفراعنة وحول الأمر برمتة الى اسس ومعادلات علمية وطبية كما أوضح , وهذا يعزى أن الكاتب درس الكيمياء وعلوم الطبيعة كما تأثر بدراستة بجامعة الأزهر والعيش لفترة وسط ذاك الزخم التاريخى من قاهرة المعز كما يؤمن بفكرة العلم بشكل عقلانى و بعيدا عن الأساطير .

الرواية 268 صفحة من القطع المتوسط ويتوسط الغلاف الأمامى بوابة كبيرة يتخللها سلم ويقف أمامها شخص بظهرة مما يوحى الى فكرة المجهول فى التاريخ والمستقبل أيضا فقد اوعز مصمم الغلاف بالفكرة أن محور الحياة مجهول كما فى حياة الكاتب وكل انسان بالضرورة دون العودة الى الحقائق مهما تم تزييف التاريخ بواسطة منتفعى كل العصور .

الغلاف الأخير للرواية يحمل مقتطف من الرواية بقلم الكاتب وصورة لة ونبذة عنة تساعد القارى فى التعرف على بعض من جوانب الشخصية وهذا مفيد بالتأكيد لروح القراءة والكتابة .

رغم أن الرواية يتخللها أحداثا تاريخية كثيرة الا انك لا تشعر أبدا بالإقتباس أو النسخ من مراجع أخرى رغم اشارة الكاتب لذلك للأمانة العلمية بل أوضح فى تعقيبة الأخير فكرة اللعنة وبعض استخدامات الأعشاب والأدوية حيث بطل الرواية  تاجرا للعطارة ويوحى بتاثير مكان اقامة الكاتب على فترات متباعدة بتلك المنطقة .

التحول المشهدى خلال النص مفاجئ ولكن بشكل جديد وبدايتة توحى بأنك ستدخل عالما لا نهائيا من الأحداث وأرى أن الرواية قابلة للفرد والتطويل لتصل لأكثر من 500 صفحة كما أن النص يصلح بالتأكيد لعمل درامى ضخم بفكرة الربط بين العصور التاريخية وفكرة التقدم العملى والسفر عبر الزمن .

التأكيد على فكرة الالتزام الدينى والآخلاقي ضرورة لازمة لتستقيم الحياة بشكل أفضل الا أن ذلك لا يعنى الهروب من القدر والمحتوم الذى قدرة الله تعالى وفكرة الرضا والتسليم .

تفنيد المزاعم الخرافية بالعلم والأسانيد والبراهين أعطى العمل جدية والتزام أدبى ومجتمعى فتلك الرواية  لا تخجل من وجودها فى مكتبتك لأهلك وللأبناء , فهى تلتزم بالآداب العامة للسلوك الانسانى الرشيد .

اشتمل أسلوب السرد على سرعة الأحداث رغم بعد الفترات الزمنية مما يلقي روح الاصرار على استكمال القراءة بعد التشويق  الذى لا ينتهى حتى فى جملة الخاتمة .

الرواية تشارك الان فى معرض الشارقة الدولى للكتاب .

والى اللقاء مع كاتب آخر .

أحمد فتحى رزق

 

 

احمد فتحي رزق

المشرف العام
زر الذهاب إلى الأعلى