اسليدرالأدب و الأدباءالاسلاميات

الصلاة والفيروس الأسود كورونا

بقلم : السعودي محمد

أُقنُت بالبيتِ وفي الليلِ … سَبِّحهُ طويلاً وتهجدْ
اغلقنَا مساجِدَ بلْدَتِنَا … مِنْ أجلِ نجاةٍ تتأكدْ
جَهَرَت بالفتويٰ مجامِعُنَا … والرَأيُ صحيحٌ ومسَدَدْ
فالعاقِلُ أسرعَ يُغْلِقُها … مِنْ أجلِ سلامتنا أوْصِدْ
فنفوسُ الخلقِ مُعَظَّمةٌ … قَدْ أكدَّ ذَا المعنىٰ أَحمدْ
صلواتُ ﷲِ لهُ تَتْرا … وسلامٌ مِنْ رَبٍ يُحْمَد
صلُّوا بالبيتِ صلاتَكُمُ … ليزولَ الفيروسُ ويَفْسدْ
رِفقاً بمؤذنِ حَيِّكُمُ … للرِفقِ أُجورٌ لا تَنْفَذْ
قَدْ كانَ يُنادينا خَمْسَاً …. أقْبِل بالبِشْرِ ولا تَرقُدْ
واليَوْمَ يُبَدِّلُها نداءً … صَلِّىٰ بالبيتِ ألا واسْجُدْ
قَدْ جرحَ القلبُ تَحوّلُهُ … بين الحالَيْنِ فَمَنْ يَضمِدْ
وسَألتُ مُؤَذِنَ قريتنا … عن حالِ الجامِعِ والمَسْجِدْ
فَأَجابَ جوابً لا يُغْني … بَلْ يُلهِبُ قلبَ المُتَرَدِدْ
وتقولُ سواريهِ بوجعٍ … قَدْ كُنتُ السِترَةَ والمَسْنَدْ
وتُناديٰ مَصَاحِفُهُ فينَا … قَدْ كُنتُ الوِجهَةَ والمَقصِدْ
وتصيحُ ثَرياتٍ طُفِئَتْ … أظْلَمْتُ وقَدْ كُنتُ الموقِدْ
أركانُ مسجِدُنا تَبْكي … بِلَهيبِ حَنينٍ لا يبْرَدْ
أيْنَ الزُوَّارُ أيَمْنَعُهُمْ … عَنِّي فيروس هُوَ الأبْعَدْ
أوَ ياعُشَّاقَ مَحَاريبٍ … أيَلِيقُ بعِشْقٍ أَنْ يَجْمَدْ
أيَليقُ بقلبٍ وَلْهَانٍ … أَنْ يَنسَىٰ جماعاتِ المسجدْ
مَنْ يُخبِرُ مَسْجِدَ بَلْدَتِنا … أَنَّا سَنَعُودُ وفي المَوْعِدْ
سَنَعُودُ ببشرٍ نَنْثُرُهُ … سَيَموتُ الفيروس الأَسْوَدْ
سَنُصلِّيٰ الجُمعَةَ أزْمَاناً … سَنُتَمِمُ ماضينا الأَمجَدْ
فالعَوْدُ بحَوْلِ المَنَّانِ … مَنْ كَانَ لهُ رَيْبٌ يَرصُدْ
قُومُوا للّهِ بوِجْدانٍ … لِنَحُوزَ رِضَاهُ ونَسْتَرْشِدْ
رُحْمَاكَ بِعَبْدٍ مِسكِينٍ … لَمْ يَأْلَفْ بُعداً أو يَعْتَدْ
سَنَعُودُ ببشرٍ نَنْثُرهُ … سَيَموتُ الفيروسُ الأَسْوَدْ

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى