نشهد في الآونة الاخيرة على صفحات الجرائد والمجلات وندوات وسائل الاعلام جدلا حادا حول مساواة المرأة بالرجل في مجالات العمل ومزاحمته والاختلاط به في النوادي والملاهي والمؤتمرات وشتى التجمعات ، بل وصل الامر الى المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة في كافة الحقوق والواجبات . كل هذه الأصوات النشاز تشربت النظرة العلمانية الغربية التي لا تقوم على حقائق منطقية عقلانية ، وبأعلى مباديء أخلاقية ولا على دراسات علمية تجريبية بل تستند على ثورة ضد الأديان والاخلاق والقيم والفضائل . إن حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة في الاسلام علاقة تكاملية وليست علاقة تنافسية كما هي عند الغرب ، بمعنى أن كل منهما يكمل الاخر ، فالاسلام ينظر الى الرجل والمرأة على أنهما كيان واحد هو الانسان ، وأن هذا الإنسان مكون من جنسين ؛ الرجل والمرأة ولكنهما غير متساويان في التكوين والقدرات وبالتالي يستحيل أن يتساويا في الحقوق والواجبات ! إن قوة الرجل الجسدية والنفسية تناسب مواجهة ظروف الحياة الخارجية للإسرة لحمايتها
وتموينها ، ولكن قوة
المرأة الجسدية والنفسية هي التي تخلق الطمأنينة والسكن والسكينة التي تحتاجها الاسرة في جوها الداخلي . إن الوظيفة الانسانية العظمى للأنثى هي الأمومة ورعاية الأسرة لان هذه فطرة الله لها ولهذا ستظل المرأة إمرأة والرجل رجلا . وقد توجد بعض النساء أعقل من بعض الرجال ولكن ليس هذا هو الأصل ولا الأكثر والشريعة تُبنى على الاعم والأغلب . كما أنه توجد بعض النساء أذكى من بعض الرجال وأقوى منهم ذاكرة ولكن هذا ايضا لا يُلغي الأصل والأكثر . المرأة تماثل الرجل في أمور وتفارقه في أخرى وأكثر أحكام الشريعة الإسلامية تنطبق على الرجال والنساء سواء، وما جاء من التفريق بين الجنسين ينظر اليه المسلم على أنه من رحمة الله وعلمه بخلقه وينظر اليه الكافر المكابر على انه ظُلْم . الدين الاسلامي هو دين العدل وليس المساواة ومصطلح المساواة بين الجنسين في مجالات الحياة المتعددة مصطلح قائم على إعوجاج وقلة إدراك. فالإسلام لم يساو بين الرجل والمرأة في المجالات التي لو ساوى بينهما لظلم أحدهما لإن المساواة في غير مكانها ظلم . فمثلا فرض الجهاد على الرجال أما النساء فلا ، أليس هذا رحمة من الله بهن ؟ هل تستطيع المرأة ان تعمل في مناجم الفحم مهما كانت هذه مهيأة الظروف للعمل ؟ ولكن لو أرادت المرأة ان تصلي فعليها الوضوء مثل الرجل ، وتصوم مثل صيامه الا ان تكون في حالة حيض أو نفاس ، وتزكي مثله اذا ملكت نصاب الزكاة وتحج كحجة …….ولكن الشريعة الاسلامية أكدت على إختلاف المرأة عن الرجل في الأمور التي يكون سبب الإختلاف فيها بُنية المرأة او الأنثى النفسية والجسدية ، فالمرأة يجب الا تعمل في أعمال شاقة يقوم بها الرجل ولم تكلفها الشريعة بمهمة الإنفاق على البيت فتسعى لأجل ذلك في تحصيل العمل كما يفعل الرجل .وهنا يمكنني القول انه لا يعني إختلاف الرجل عن المرأة في بعض الأمور وجود الظلم وعدم المساواة بل هو فهم حقيقي لطبيعة الحياة الانسانية وخصائص وميزات كل من الذكر والأنثى فيها . وللأسف من حين لآخر تعوي بعض الأصوات بتطبيق الفكر الغربي العلماني في المجتمعات الإسلامية أي نمط التفكير الغربي في أن الظلم سائد في مجتمعاتنا بسبب تحكم وسيطرة الرجل . وهذا افتراء وهراء . يطالب رئيس دولة عربية بنفس الحقوق في الميراث للذكر والأنثى وكأنه لم يقرأ أو يسمع آيات الله في هذا الموضوع ! هل هذا الشخص المسؤول يتعالى على الله وبيان الحكمة في تقسيم الارث ؟ لست هنا بصدد تقسيم الارث ولكن أقول أن المرأة تحصل على النصف والربع والسدس والثُمن حسب الشريعة ، فمن هو هذا الشخص الذي ينسف كلام الله بهذه البساطة ؟ الدين الاسلامي هو الذي صان حقوق وواجبات المرأة وعلا شأنها كالرجل ، كل منهما عليه حقوق ولديه واجبات ، أما ان لا يتقيد أحدهما أو كلاهما بما فرضه الله فهذا امر شخصي راجع له او لها او لكليهما وهذا ليس التشريع الاسلامي العادل ، هما اللذان شذا عن التشريع !!!!