من الأمور التى تجعلك مشمئزاً أنك تستطيع دخول الحدائق العامة بأسعار رمزية ثم تفاجئ بأنك مجبرا على دفع مبالغ أخرى مقابل الجلوس على إحدى الكراسى بسبب بلطجة البائعين فيها .
من الحدائق الجميلة التى تستمع بزيارتها انت واسرتك حديقة الأسماك بالجزيرة
فهذه الحديقة تطل على نهر النيل وتقع فى الزمالك فى شارع الجبلاية بالقاهرة .
تتكون الحديقة من مدخل من فتحتين تشبه فتحة خياشيم السمك وخلفها منطقة البهو، وفي جانب الفتحتين يوجد زعنفتان جانبيتان خلفهما ممرات الحديقة الأربعة.
أما الجبلاية من الداخل فقد روعي عند تصميها ان تكون على شكل ممرات او تجاويف داخل شعاب مرجانية تقبع في باطن البحر، فإذا ما نظرت إلى سقف أحد الممرات ستجده وكأنه واحد من بين تجاويف أخرى صنعتها الأمواج وهي تصاميم تعزف ألحاناً عند مرور الهواء بها تشبه إلى حد كبير حركة الماء وذلك من خلال حركة الهواء المندفع من المداخل الأربعة متنقلاً بين الكهوف.
كل هذا الجمال يسئ إليه مجموعة من البائعين داخل الحديقة يفرضون عليك الشراء منهم أو عدم الإستمتاع بالحديقه .
فمجرد الجلوس على إحدى الكراسى المصممه لاسترحة الزائرين تجد بائعا أمامك يخبرك أنه أستأجر هذه الإستراحة لذا يجب عليك ان تطلب مشروبا منه وإذا رفضت يجبرك على الإبتعاد عن الإستراحه .
إذا طلبت منه قائمة الأسعار يقول لك لا توجد قائمة .
اطلب ماتريد ثم يأتيك بالحساب .
( الغريب أن سعر كوب المانجو الصغير ثلاثون جنيها وسعر الزبادى ثلاثون جنيها وسعر زجاجة الماء الصغيرة ثمانية جنيهات وسعر كوب الليمون أربعون جنيها هذا بخلاف الخدمة وهذه أسعار مبالغ فيها جدآ مقارنة بمثيلتها فى الأندية أو المقاهى الخاصة أما الخدمة فهى عشر جنيهات ).
وإذا سألت لماذا هذه المبالغة فى السعر يقول أنها أسعار سياحية .
وإذا امتنعت عن الدفع يتكاثرون عليك والمسئولون عن الحديقة يشاهدون ما يحدث دون أن يحركوا ساكن وبعد فترة من الشد والجذب تجد أنك وقعت وسط عصابة .
هل اصبحت الحدائق العامة وأماكن التنزه ملكا للبلطجة ؟ هل المسئولون عن الحدائق يتقاسمون مع البائعين ؟
أتمنى أن يتحرك المسئولون عن هذه الحدائق لإعادة الضبط بها .