في الأول من شهر يوليو عام 2013 أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية هذا البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من القيادة العامة للقوات المسلحة
شهدت الساحة المصرية والعالم أجمع أمس مظاهرات وخروجاً لشعب مصر العظيم ليعبر عن رأيه وإرادته بشكل سلمى وحضاري غير مسبوق .
لقد رأى الجميع حركة الشعب المصري وسمعوا صوته بأقصى درجات الاحترام والاهتمام،ومن المحتم أن يتلقى الشعب رداً على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدراً من المسئولية في هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن .
إن القوات المسلحة المصرية كطرف رئيسي في معادلة المستقبل وانطلاقاً من مسئوليتها الوطنية والتاريخية في حماية أمن وسلامة هذا الوطن – تؤكد على الآتـــي :
إن القوات المسلحة لن تكون طرفاً فى دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها فى الفكر الديمقراطى الأصيل النابع من إرادة الشعب .
إن الأمن القومى للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التى تشهدها البلاد وهو يلقى علينا بمسئوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر .
لقد استشعرت القوات المسلحة مبكراً خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصرى العظيم … ولذلك فقد سبق أن حددت مهله أسبوعاً لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أى بادرة أو فعل …
وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذى أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام على المستوى الداخلى والإقليمى والدولى .
إن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيداّ من الانقسام والتصارع الذى حذرنا ولا زلنا نحذر منه .
لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه وهو ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على القوات المسلحة التى تجد لزاماً أن يتوقف الجميع عن أى شىء بخلاف احتضان هذا الشعب الأبى الذى برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفانى من أجله .
إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميــع [48] ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصر فى تحمل مسئولياتها .
وتهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاماً عليها استناداً لمسئوليتها الوطنية والتاريخية واحتراماً لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذى كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة … ودون إقصاء أو استبعاد لأحد.
– تحية تقدير وإعزاز إلى رجال القوات المسلحة المخلصين الأوفياء الذين كانوا ولا يزالوا متحملين مسئوليتهم الوطنية تجاه شعب مصر العظيم بكل عزيمة وإصرار وفخر واعتزاز .
حفظ الله مصر وشعبها الأبى العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيضا في الأول من شهر يوليو 2013 وفى ضوء ما تردد على لسان بعض الشخصيات على وسائل الإعلام المختلفة والتى تحاول توصيف بيان القيادة العامة للقوات المسلحة على أنه ” إنقلاب عسكرى ” – تؤكد المؤسسة العسكرية على ما يلى :
– أن عقيدة وثقافة القوات المسلحة المصرية لا تسمح بإنتهاج سياسة ” الإنقلابات العسكرية ” وقد سبق أن نزلت القوات المسلحة للشارع المصرى فى أعوام [ 1977 – 1986 – 2011 ] ولم تنقلب ، بل كانت دائماً تقف مع إرادة الشعب المصرى العظيم وطموحاته نحو التغيير والإصلاح .
– جاء بيان القوات المسلحة بغرض دفع جميع الأطراف السياسية بالدولة لسرعة إيجاد حلول للأزمة الراهنة والتوصل إلى صيغة من التوافق الوطنى الذى يلبى متطلبات الشعب المصرى .
– كما أننا نؤكد أن بيان القيادة العامة للقوات المسلحة يعد تفاعلاً مع نبض الشارع المصرى ، وقد أكد على أن القوات المسلحة لن تكون طرفاً فى دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها فى الفكر الديمقراطى الأصيل النابع من إرادة الشعب .
ثم أكدت القوات المسلحة على أن عناصر التأمين التابعة لها بالشارع المصرى موجودين فى أماكن ثابتة ، ولا يتحركون خارج هذه الأماكن إلا بأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة ، ولذلك نؤكد على الآتـــى :
1- أهمية توخى المواطنين المصريين بكافة أنحاء الجمهورية الحيطة والحذر من إقتراب أية أفراد يرتدون الزى العسكرى وأهمية التحقق من شخصيتهم قبل التعامل معهم .
2 – أن أفراد القوات المسلحة لديها أوامر عسكرية بالتعاون فى الكشف عن هويتهم وإبراز تحقيق الشخصية العسكرية فى حالة تطلب الموقف ذلك .
3- تحذر القوات المسلحة المصرية أية عناصر مدنية من إنتحال الصفة العسكرية أو إرتداء الزى العسكرى دون وجه حق … كما تحذر من أية أعمال إقتراب مشبوه تجاه الوحدات والمنشأت العسكرية وتجمعات المواطنين المصريين ، وأن من يخالف ذلك فسوف يعرض حياته للخطر أو للمسائلة القانونية وفقاً لمقتضيات القانون.
( من كتاب يونيو مصر للمؤرخ إبراهيم خليل إبراهيم ) .