اسليدرالأدب و الأدباءالثقافةقرأت لك

القمة, للكاتبة المبدعه والمتألقة دائما , شيماء موسى

الكاتبة المبدعه / شيماء موسى

ظل في الحياة ضيوف ، نبدأ رحلتنا بطفل ملهوف، طفل متعلق بامه او ابيه او اي من مقربيه ،دون سبب مُحدد غير ان هذا هو الملجأ الامن والمهجع المعروف ،والذي فيه الوطن ، طفل علي الفطرة يريد كل شيء ولا يفقه بالامور شيء، نكبر قليلا ونتعلم كثيرا ونبدأ ان ندخل في مرحلة الفهم والتعلق بالامور التي يريدها القلب، تجتاحنا عواطف عدة وقد نقاومها وقد نُسارع لملاقاتها، لكن ما اعرف واتيقن ان الوحدة عدوة الانسان في هذا الزمان، تقتله ويُقاتلها، تُصارعه ويُصارعها، يقضي عليها بقربه من اهله او باقترانه بحبيبة نجحت في التجول بالاعماق من داخله ونالت موافقة قلبه وعاطفته، نصل لهذه المرحلة سريعا وقد يُخطيء البعض ويظن ان هذا هو الحب والاكتمال، وقد يتبادر لذهنك سؤال هنا،، كيف اصل لمرحلة عشق وانا لم اعرف ما هو العشق بعد، لم اعشه ولم احسه!!!!!! فحياتنا بها الكثير من الاشياء لنتأمل فيها ونُبدع في عشقها وليس هنا المقصود العشق بين الأحبة ، لكن العشق قد يتلبس قلبك لكثير من الامور، قد تعشق الطبيعة وما جلبته لنا من فرح و بهجة للقلوب،يكفي قلبي مشاهد ة الطيور المهاجرة او السماء المتعامدة او السُحب المترجلة من عليائها لترسم احلي اللوحات من القدرة،قد يفضل احدكم العلوم او الفنون او الترحال بين البلدان، ما اريد ان اصل اليه هو ان مراحلنا لابد ان تصل لقمة كقمة الجبل فتصل لقمتك الخاصة بتحقيق هدفك ، اعلم يا صديقي ان الانسان دون هدف ليس سوى عدد او رقم،لذا لابد ان نُعود انفسنا وأبناءنا علي فكرة الهدف وانه لابد ان يرسو الشخص علي مرفأه المريح الدافيء كي يعطي مأربه الصحيحة التي وُجد من اجلها ، والجميل ربي رب العالمين ابدع حين سوانا لذا فالانسان عمل كامل متقن الصنع ، اعطنا الله العقل الذي به نقرر الهدف الذى تم صياغتنا من اجل تحقيقه ، هذا الهدف لا يُملي عليك ولكن انت تختاره وتشير اليه وتلجاء ناحيته بخطي حسيسة حتي لو تأخر الزمن عليك في ادراك ما تحب وتهوى نفسك، القمة بها درجات ، اولها التعرف ونكون هنا اطفال من جديد حيث نتلمس ونتحسس طريقنا ، تليها مرحلة التودد والتقرب وهي مرحلة نمدد فيها جسور الوصال بيننا وبين ما نهوى، تأتي بعد ذلك مرحلة التعلق والاتقان. حيث نبدأ في التوحد مع ما نعشق ونسكن داخله ويسكن داخلنا، القمة تنتهي كما بدأت ليبدأ المرء في الزهد بالشيء وعد التعلق ربما لضجر بالنفس او لقلة حيلة من امره،لتبدأ مرحلة جديدة هي الهبوط والترك، فتجد المرء يترك الامر ويبتعد والهبوط تدريجي وليس مفاجىء ، يحدث انحدار للانسان من القمة الي مكان البداية مرة اخري مع هدف وفكر جديد في حياته او شخص جديد في حياته، وتُعاد الدورة مرة اخري ما بين صعود وقمة ومراحلها وهبوط، مرحلة القمة تشغل بالي واُمثلها كدورة حياة الفراشة التي تمر بمراحل اولها البيضة واخرها الفراشة البالغة وهي مرحله تكتمل فيها الفراشة وتتوقف عن النمو وتخرج لتستكشف الكون وتُعيد عملية التبويض بوضع عدة بيضات، وقد نظن انها تهيأت اخيرا للعيش ولكن نجد ان هذه المرحلة قصيرة جدا، تتمتع فيها الفراشة بكامل الحرية ولكن سرعان ما تفقدها، كالقمة بالضبط عمرها قصير وسعيها مُلح وسعادتها لا تُقارن. #شيماءموسى مقال القمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى