في سياق تنامي الدعم الدولي للمقاومة الإيرانية، أكد السيد جوفروا بولار، عمدة الدائرة السابعة عشرة في باريس، في مقابلة خاصة مع تلفزيون المقاومة الإيرانية «سيماي آزادي»، على استمرار وتوسيع دعم المنتخبين الفرنسيين لنضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية. وأوضح أنّ هذا الدعم يضمّ أكثر من 1000 عمدة فرنسي من مختلف الأطياف السياسية، توحدوا خلف مطلب إقامة بديل ديمقراطي للنظام الديني القائم في إيران. العمدة بولار شدّد على أنّ سياسة الاسترضاء أثبتت فشلها، وأنّ الوقت قد حان لانتهاج الحزم عبر فرض عقوبات صارمة على النظام الحاكم في طهران، محمّلاً إياه مسؤولية الإرهاب الدولي، قمع الحريات، وانتهاكات حقوق الإنسان ولا سيما الإعدامات الجماعية. كما أبرز دعمه الواضح لقيادة السيدة مريم رجوي وخطتها ذات البنود العشرة التي تمثل خارطة طريق لإقامة جمهورية ديمقراطية، علمانية، وغير نووية في إيران. هذا الموقف يأتي في وقت تستعد فيه العاصمة البلجيكية بروكسل لاحتضان تظاهرة كبرى في 6 أيلول/سبتمبر، بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. آلاف الإيرانيين وأنصار المقاومة سيتجمعون ليجددوا عهدهم بمواصلة الكفاح من أجل الحرية، رافعين شعار: «لا لنظام الشاه، لا لنظام الملالي»، في رسالة واضحة برفض جميع أشكال الديكتاتورية. التظاهرة التي تحظى بدعم واسع من شخصيات سياسية وبرلمانية دولية ستؤكد على ما يُعرف بـ الحل الثالث: لا للحرب الخارجية، ولا لاسترضاء النظام الديني، بل التغيير على يد الشعب والمقاومة المنظمة. كما ستسلط الضوء على جرائم الإعدامات السياسية في إيران، وعلى دور شباب الانتفاضة ووحدات المقاومة باعتبارهم القوة الحقيقية القادرة على إسقاط النظام وبناء مستقبل ديمقراطي. وبينما يشدد المنتخبون الفرنسيون على تضامنهم مع الشعب الإيراني، تأتي تظاهرة بروكسل لتعكس أنّ هذا الدعم بات اليوم حركةً شعبية وسياسية دولية متنامية. إنها رسالة مزدوجة: من باريس وبروكسل إلى طهران، مفادها أنّ النظام الديني في إيران محاصر بالعزلة، وأنّ العالم يقف أكثر فأكثر إلى جانب الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة في سعيهم نحو الحرية والديمقراطية.
شباب الانتفاضة في إيران يستهدفون مراكز القمع للنظام الإيراني
رداً على مقتل شابين برصاص القوات القمعية في مدينة همدان، نفذ شباب الانتفاضة الإيرانية سلسلة من العمليات الشجاعة يوم السبت 12 يوليو، استهدفوا خلالها مراكز ومقرات تابعة للنظام في عدة مدن إيرانية، مؤكدين على استمرار وتصاعد الغضب الشعبي ضد نظام الملالي. شملت العمليات مدن طهران، قوچان، رودبار، خاش، كرج، دزفول، دورود، لردکان، سراوان، وسرباز، وتضمنت هجمات مباشرة على رموز القمع والفساد، ومن أبرزها وكذلك تم تنفيذ 3 تفجيرات استهدفت مقراً لقوات الشرطة القمعية في مدينة قوجان وإضرام النار في أحد مقار تعبئة (الباسيج) التابعة لحرس النظام الإيراني في طهران. الطلاب والانتفاضة الايرانية ونجج شباب الانتفاضة تنفيذ 3 تفجيرات ضد مقر لقوات الشرطة القمعية في منطقة كليشم بمدينة رودبار وإضرام النار في مبنى بلدية المنطقة 14 في طهران، والتي توصف بأنها رمز للنهب والفساد الحكومي. وتم إضرام النار في قاعدة للباسيج تابعة لحرس النظام الإيراني في طهران فضلا عن إضرام النار في وحدة للباسيج تابعة لحرس النظام الإيراني في مدينة خاش. ومن العمليات التي قام بها شباب الانتفاضة إضرام النار في لافتات وصور حكومية تحمل صور رموز النظام مثل خميني، خامنئي، رئيسي، وقاسم سليماني في مدن كرج، دزفول، دورود، لردکان، سراوان، وسرباز. وجاءت هذه العمليات رداً على جريمة وقعت فجر الثلاثاء 1 يوليو 2024، في منطقة “تاريك دره” بهمدان، حيث أطلقت عناصر الباسيج والقوات القمعية النار على سيارة، مما أدى إلى مقتل شابين هما مهدي عبائي وعلي رضا كرباسي، وإصابة شخص آخر. على إثر هذه الجريمة، خرجت حشود غفيرة من أهالي همدان يوم الخميس 3 يوليو لتشييع جثامين الشابين، وهتفوا بشعارات قوية ضد النظام، منها: “الموت للظالم”، و”عدونا هنا، يكذبون ويقولون أمريكا”، والشعار التاريخي الذي يتردد في كل انتفاضة: “سأقتل، سأقتل من قتل أخي”. هذا الشعار يعكس استمرارية روح المقاومة في إيران، حيث تردد منذ أيام الثورة ضد الشاه، مروراً بانتفاضات 2017 و2019 و2022، التي سقط فيها آلاف الشباب برصاص حرس النظام، وردد فيها شباب الانتفاضة نفس الصرخة في الشوارع التي رُويت بدماء رفاقهم. 25 عملية نفذها شباب الانتفاضة ضد قواعد الباسيج والحرس الثوري الإيراني ولم تتوقف الأنشطة عند هذا الحد، ففي يوم الأحد 13 يوليو، نفذت وحدات المقاومة 33 نشاطاً ثورياً في مختلف أنحاء البلاد، عكسوا من خلالها إصرار الشعب الإيراني على مواصلة النضال ضد الديكتاتورية. وتأتي هذه الأنشطة في وقت يحاول فيه حرس النظام فرض أجواء الحرب والترهيب وقمع أي صوت للاحتجاج. ومن بين الشعارات التي كُتبت على جدران مدن مشهد، شاهين شهر، طهران، الأهواز، شهركرد، زاهدان، شهريار، تبريز، أصفهان، بجنورد، شاهرود، وأنديمشك هذا عام الدم، سيسقط خامنئي… الموت للديكتاتور: الموت لخامنئي ومن الشعارات التي ويلٌ لليوم الذي نتسلح فيه والموت لعناصر الحرس طريق الخلاص الوحيد: السلاح وإسقاط النظام الموت للظالم، سواء كان الشاه أو خامنئي ، طريق الخلاص الوحيد هو طريق مجاهدي خلق شباب الانتفاضة رفع كذلك شعارات التحية لرجوي، والموت لخامنئي و خامنئي، مع قنبلة نووية أو بدونها، ستسقط حتما ،هل هناك طريق سوى الانتفاضة والإطاحة بالنظام؟. واستمر شباب الانتفاضة في ترديد شعارات حرية إيران قسمنا الذي نتمسك به الوطن المحتل يمكن تحريره، الموت لمبدأ ولاية الفقيه، عاش جيش التحرير.
ديكتاتورية خامنئي الفاسدة تغذي ست أزمات مدمرة تدفع الإيرانيين إلى الهاوية
وفقاً لتقرير تحليلي نشره موقع “يوراسيا ريفيو” دفعت الديكتاتورية الإيرانية الفاسدة والنهابة البلاد إلى مستويات غير مسبوقة من الفقر والبؤس والغضب. لقد وصلت معدلات التضخم، وانقطاع المياه والكهرباء، والأجور المتدنية، بالملايين من الإيرانيين إلى أقصى حدود تحملهم، وتتردد أصداء “الظروف العصيبة” واحتمال “اضطرابات كبرى” من قبل مسؤولي النظام بشكل أعلى من أي وقت مضى داخل أروقة الحكم. يلقي هذا التقرير نظرة على ست أزمات اجتماعية واقتصادية رئيسية تكشف مدى هذا “الوضع العصيب” والظروف المتفجرة التي تعيشها إيران. الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة تضخم الغذاء: لقد دمر تضخم أسعار المواد الغذائية حياة الناس وحولها إلى كابوس. أفاد البنك الدولي أن تضخم أسعار الغذاء تجاوز 40%، وفي الأشهر الثمانية الأولى من إدارة رئيس النظام مسعود بزشكيان، وصل إلى 168%. ارتفع سعر حبة الفول الواحدة إلى 1750 ريالاً، وأصبحت منتجات اللحوم والألبان حلماً للكثيرين. وقد حذر موقع “خبر أونلاين” الحكومي من أن “أجراس الإنذار بعودة التضخم ثلاثي الأرقام” تدق، مما يغذي الغضب الشعبي. تضخم الإسكان وأزمة التشرد: لقد حطم تضخم أسعار الإسكان حتى حلم امتلاك منزل. وصل سعر المتر المربع للسكن في طهران إلى 1.1 مليار ريال في مارس 2025، وارتفعت فترة الانتظار لشراء منزل إلى “أكثر من 580 عاماً” (وفقاً لـ”عصر إيران”، الحکومیة). وقد أفاد مركز أبحاث مجلس ،الذراع البحثي للبرلمان الإيراني، بـ”انتشار ثمانية نماذج من التشرد: النوم على الأسطح، النوم في غرف الغلايات، النوم في السيارات، النوم في القبور، التعايش بدافع الضرورة، الترحال، الأسر متعددة الأسر، والسكن في الأحياء الفقيرة”. هذه الكارثة ناتجة عن نهب مافيا الإسكان تحت الإشراف المباشر للوليالفقیة للنظام علي خامنئي. تضخم الأدوية وأزمة المستحضرات الصيدلانية: لقد احتجزت التكلفة العالية للأدوية حياة الناس كرهائن وحولت أمل المرضى إلى يأس. ارتفع سعر الأدوية للمرضى ذوي الحالات الخاصة بنسبة تصل إلى 400%، مما يحرم الكثيرين من العلاج. تصرخ التقارير المؤلمة بأن “الوصفات الطبية باهظة الثمن تدفع المرضى نحو الموت” و”صدمة أسعار الأدوية المرتفعة؛ في بعض الأحيان، 3 من كل 10 من عملاء الصيدليات يقررون عدم الشراء بعد رؤية السعر” (وفقاً لوكالة إرنا، وكالة الأنباء الرسمية للدولة). أزمة انقطاع التيار الكهربائي: لقد شل انقطاع التيار الكهربائي حياة الناس ودفع الغضب الاجتماعي إلى ذروته. في مايو 2025، زادت حكومة بزشكيان انقطاع التيار الكهربائي من ساعتين إلى أربع ساعات يومياً، وتحذر التقارير من أن “الانقطاعات ستزداد بشدة في الصيف”. في الوقت نفسه، نمت الاحتجاجات العامة على انقطاع التيار الكهربائي وتدمير العمل وسبل العيش بشكل كبير، مع نشر مقاطع فيديو غاضبة من المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي يومياً. هذه الأزمة ناجمة أساساً عن النهب الواسع للكهرباء من قبل مزارع تعدين العملات المشفرة الكبيرة التي يديرها حرس النظام الإيراني. أزمة نقص المياه: لقد حولت أزمة المياه حياة الناس إلى جحيم وأشعلت الغضب الاجتماعي. في أبريل 2025، أدت انقطاعات المياه واسعة النطاق في طهران ومدن أخرى إلى تعطيل الحياة، ويلجأ الشعب البلوشي إلى البحيرات الخطرة للحصول على كوب واحد من الماء. الكارثة هائلة لدرجة أن وسائل الإعلام التابعة للدولة، مثل وكالة تسنيم للأنباء، تتحدث عن “جحيم صيف 2025”. الفقر المدقع والأجور دون خط الفقر بكثير: وصل خط الفقر إلى “470 إلى 500 مليون ريال” شهرياً، و”يمكن القول إن 90% من الشعب الإيراني فقير”، و”أكثر من 45 مليون إيراني بأجورهم الدنيا هم 4 مرات دون خط الفقر”، وفقاً لـ”أنديشه نو”، وهي مطبوعة تابعة للنظام. إن أجور العمال التي تتراوح بين 100 إلى 120 مليون ريال بعيدة فلكياً عن خط الفقر، وقد حولت الفجوة بين الأجور والمصروفات “قضية الأجور في البلاد إلى أزمة وطنية”. مجتمع على حافة الانفجار يؤكد تقرير “يوراسيا ريفيو” أن مجموع هذه الأزمات قد حول المجتمع الإيراني إلى برميل بارود من الغضب، ويمكن لأي من هذه الكوارث وحدها أن تكون الشرارة التي تشعل هذا البرميل. بسبب الفساد الهيكلي، فإن خامنئي ليس فقط غير قادر على تخفيف هذه الأزمات، بل إن تصرفات نظامه تؤدي باستمرار إلى تفاقمها. لذلك، يمكن التنبؤ بأن انفجاراً اجتماعياً هائلاً وشيك بلا شك. خاصة وأن شباب الانتفاضة، بعملياتهم النارية وممارساتهم الثورية، يوجهون غضب هذا المجتمع المتفجر نحو الانتفاضة والاشتعال، ويظهرون لهذا المجتمع، الذي دفع إلى أقصى حدوده، أن: السبيل الوحيد للتحرر هو اجتثاث نظام الملالي، هذا النموذج للفساد والنهب.
شباب الانتفاضة في إيران: يوم العمال يتحول إلى ساحة مواجهة مفتوحة
شهدت إيران في الأول من مايو 2025 مشهدًا غير مسبوق في تاريخ الحركة العمالية، حيث تحولت ذكرى يوم العمال العالمي إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين شباب الانتفاضة وقوى القمع التابعة للنظام. في ظل الفقر المتفاقم، البطالة، وانفجار بندر عباس الذي أودى بحياة عشرات العمال، لم يكن اليوم مناسبة للاحتفال، بل فرصة لتصعيد الغضب الشعبي ضد نظام ولاية الفقيه. نفذ شباب الانتفاضة عمليات نوعية في أكثر من عشرين مدينة، استهدفت مقرات الحرس الثوري، وحدات البسيج، مراكز دينية تابعة للنظام، ولجان خميني، وحتى بلديات النظام. لم تقتصر التحركات على الهجمات المباشرة، بل شملت كتابة شعارات على الجدران، تعليق لافتات، توزيع منشورات، وإحراق صور رموز النظام. كانت الرسالة واضحة: العامل الإيراني لم يعد يطالب فقط بحقوقه المعيشية، بل أصبح جزءًا من معركة الشعب لإسقاط الدكتاتورية. عمليات نوعية ورسائل ثورية استهدفت الهجمات وحدات البسيج في طهران، التي تعمل كأذرع أمنية داخل المصانع والأحياء العمالية، وتمنع أي احتجاج أو تشكيل نقابي مستقل عبر التجسس والاعتقال. في آزادشهر وأصفهان، تعرضت قواعد “الحوزة العلمية” لتفجيرات، وهي مراكز دينية ظاهرًا لكنها في الواقع محاضن لغسل الأدمغة وتأهيل كوادر عقائدية لخدمة أجهزة القمع. كما تعرضت لجان خميني في كرمانشاه وإيذه وطهران لهجمات مباشرة، وهي مؤسسات تستخدم غطاء الإغاثة لتجنيد البسطاء وتمويل البسيج. في أورمية وكرمانشاه ونيكشهر وخاش، أُحرقت مقرات البسيج، التي تلعب دورًا أساسيًا في مراقبة الطلاب والشباب والتجار، والمشاركة في قمع الاحتجاجات عبر فرق مسلحة. استهداف بلدية النظام في فارسان كان رسالة بأن البلديات في إيران ليست مؤسسات خدمية فقط، بل أدوات رقابية أمنية تتعاون مع المخابرات لقمع الناشطين. أما في بروجرد وسراوان وشوش وبافت، فقد أُحرقت لافتات النظام وصور قادته، في كسر واضح لحاجز الخوف وترهيب السلطة. صدى الثورة في عشرات المدن ترافقت العمليات الميدانية مع نشاط واسع من الجداريات والمنشورات في طهران، كرج، تبريز، مشهد، أصفهان، الأهواز، رشت، بوشهر، همدان، شاهرود، ساري، زنجان، ياسوج، ساوه، قائمشهر، لاهيجان، شوش، بندرعباس وغيرها. الشعارات التي رُفعت مثل “الفقر، الفساد، الغلاء… مستمرون حتى إسقاط النظام” و”الموت لولاية الفقيه… الموت لخامنئي… تحية لرجوي” لم تكن شعارات نقابية فقط، بل تعبير عن وعي طبقي بأن الاستغلال الاقتصادي والقمع السياسي وجهان لعملة واحدة. ارتباط الطبقة العاملة بالمقاومة المنظمة تجلى في شعارات مثل “يا عمال إيران المحرومين، مجاهدو خلق هم أنصاركم” و”في معاناتكم تكمن طاقة التحرر”. هذا الترابط جاء نتيجة تراكم الثقة وتجربة مشتركة من القمع، ورغبة حقيقية في تغيير جذري بعيدًا عن وعود الإصلاح الزائفة. في بعض المدن، ظهرت شعارات مثل “نحن جوعى، نحن جوعى” و”أبشع أنواع الظلم تُمارَس ضد العمال”، في إدانة مباشرة لسياسة التجويع وغياب التأمين وتضييق كل مسار قانوني أمام العمال للاحتجاج أو المطالبة. مقاومة لا تتوقف ورسالة رجوي أكدت رئيسة جمهورية المقاومة مريم رجوي أن طريق نيل الحقوق يبدأ من مقاومة شجاعة ضد أصل الاستبداد، وقالت: “حقوق العمال لا تُنتزع إلا عبر الانضمام إلى المقاومة، ومَن يريد الأجور الكافية، العقود الدائمة، الحق في الإضراب والتنظيم، عليه أن يقاتل من أجل إسقاط هذا النظام الفاسد”. ما شهدته إيران في الأول من مايو لم يكن مجرد ذكرى نقابية، بل إعلان عملي بأن طريق الحرية يمر من خلال التصعيد الميداني والتنسيق الثوري واستهداف مفاصل القمع في كل حي ومدينة. شباب الانتفاضة أثبتوا أنهم ليسوا مجرد ناشطين، بل قادة ميدانيون في معركة مصيرية من أجل إيران جديدة خالية من الاستبداد.
عام 1404 الإيراني وريث حقول الغضب الطبقي الموشك على الانفجار
عام 1404 الإيراني وريث حقول الغضب الطبقي الموشك على الانفجار الغلاء، البطالة، التضخّم، الركود، واتّساع خطّ الفقر، هي كرات نارية ثقيلة تدحرجت من عام 1403 إلى عام 1404 (مارس 2024 – مارس 2025)، وتواصل ضرب أركان نظام الملالي بارتجافات زلزالية. هذه القضايا الاقتصادية، إضافة إلى التحديات السياسية الداخلية والدولية، تحوّلت إلى كوابيس سياسية وطبقية حقيقية تهدّد بقاء الحكم. إنّ حضور مؤسسات القوّة السياسية والبنوك الخاصة في قلب الاقتصاد الإيراني يشكّل اليوم أورامًا سرطانية لا يُمكن استئصالها دون تفكيك النظام نفسه. وهل تعني “مؤسسات القوّة” شيئًا آخر غير قوات الحرس والمؤسسات المرتبطة مباشرة بـعلي خامنئي؟ وهل البنوك الخاصة سوى أدوات بأيدي حلفاء الولي الفقيه؟ عقد من الأزمات المتراكمة تحت عنوان صريح نُشر في صحيفة جهان صنعت بتاريخ 18 مارس 2025، جاء التحذير التالي: «إذا أردنا أن نكتب عن عشرات العقد والمشكلات الكبيرة والصغيرة التي تطوّق حياة الإيرانيين ومعيشتهم وأعمالهم، لاحتجنا إلى آلاف السطور. الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بلغت حدًّا جعل المواطن ينسى كيف يسير بشكل طبيعي». هذا الميراث الثقيل الذي ينتقل من عام إلى آخر ويتضخّم دون أفق للنجاة، هو نتاج اقتصاد خاضع بالكامل للسلطة السياسية – الدينية المطلقة، حيث تُرتكب فيه كلّ الجرائم بحقّ السياسة والاقتصاد والأخلاق (جهان صنعت – 18 مارس 2025). صحيفة آرمان امروز كتبت في اليوم نفسه: «العديد من المشكلات الاقتصادية في البلاد تعود إلى أسباب غير اقتصادية، ولن تُحلّ الأزمات الاقتصادية ما لم تُعالج تلك الأسباب» (آرمان امروز – 18 مارس 2025). أخطر الإرث: هجرة الكفاءات لا يقتصر الميراث الكارثي على الوضع الاقتصادي، بل يشمل نزيفًا بشريًا خطيرًا يهدّد مستقبل البلاد. في تقرير آخر لصحيفة جهان صنعت، جاء: «في عام 1403، لم تعد الهجرة مقتصرة على النخب فقط، بل امتدت إلى شرائح واسعة من المجتمع. المتخصصون في النفط، الكوادر الطبية، الفنيّون، والعمال المهرة، جميعهم اصطفّوا لمغادرة البلاد. من المتوقع أن تستمر هذه الهجرة في عام 1404، وهي واحدة من أسوأ تَبِعات العام الماضي» (جهان صنعت – 18 مارس 2025). نحو ثورة طبقية شاملة ما تُجمع عليه وسائل الإعلام الحكومية والخبراء الاقتصاديون، هو أن الانفجار الطبقي بات قريبًا. لم يعد الخبز والكهرباء والماء والمسكن والمعيشة قضايا “مطلبية” فحسب، بل تحوّلت إلى وقود لثورة شاملة. ومع انقطاع صلة الشعب بالنظام، أصبحت الفجوة الطبقية المتسارعة تمثّل تهديدًا وجوديًا لحكم الملالي. لكن النظام لا يملك أيّ حلول سياسية أو اقتصادية، لأنّ حلّ الأزمة يعني: إنهاء التدخّل في شؤون دول المنطقة تقليص ميزانيات الحرس والمؤسسات الدينية القمعية وقف تمويل الإرهاب والفساد المؤسسي وكلّ ذلك يعني تفكيك أركان النظام ذاته. لذا، نحن أمام طريق مسدود لا يُمكن تجاوزه دون كسر منظومة ولاية الفقيه. عام الحصار والانفجار سيكون عام 1404 (مارس 2025 – مارس 2026) عام الحصار الاقتصادي الشامل للنظام، ممّا سيقود حتمًا إلى مواجهة سياسية كبرى بين النظام والمجتمع. إذ تتّسم هذه الأزمات بطبيعتها المتفجّرة، وهي تمثّل الآن لحظة وعي سياسي واجتماعي ناضج، يُعيد تركيز التفكير الوطني على قلب نظام ولاية الفقيه، المتسلّط منذ 46 عامًا. هكذا تبدأ إيران عامها الجديد، وسط دوّامة من الغضب الطبقي، والمجتمع يتهيّأ لمواجهة مصيرية مع ديكتاتورية فقدت كلّ شرعية، ولم يعد لديها إلا القمع والنهب والتضليل.
إضرام النار في الإدارة العامة للدعاية في زاهدان
إضرام النار في الإدارة العامة للدعاية في زاهدان-أضرم شباب الانتفاضة في زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان في جنوب شرق إيران، النار في مقر إدارة الدعاية لنظام الملالي. تمت هذه العملية ردًا على قتل سبهر شيراني على يد عناصر نظام الملالي. وهو كان طالبا من المواطنين البلوش 19 عامًا، والذي كان بريئا وقُتل ظلمًا، وانضم إلى شهداء جمعة زاهدان الدامية. وكان سبهر قد كتب عبارة على صورة الولي الفقيه للنظام علي خامنئي جاء فيها: الإله الذي يعتقد أنه إلهنا ليس إلهًا بل هو بليتنا العظيمة”. هذا هو الأحدث في سلسلة من الهجمات المستهدفة التي يقوم بها شباب الانتفاضة ضد مراكز القمع والإرهاب ونهب الممتلكات العامة التابعة للنظام. ويقوم شباب الانتفاضة في إيران بتحدي جهود النظام لإثارة الخوف في الرأي العام والسيطرة على الاضطراب المتزايد في المجتمع من خلال القمع والإعدام والعقوبات العنيفة. وفي 31 كانون الثاني/يناير، استهدف شباب الإنتفاضة في تبريز مركزا قمعيا آخر للنظام ردا على موجة الإجراءات القمعية. في 29 كانون الثاني/يناير استهدف شباب الإنتفاضة في غورغاب في أصفهان ، أحد مراكز نهب النظام تضامنا مع مزارعي أصفهان الذين كانوا يحتجون على سرقة الحكومة لمياه نهر زاينده رود، وهو أمر ضروري لأنشطتهم الزراعية. وقد طالب المزارعون بحقوقهم المناسبة في المياه في السنوات الماضية، ولكن لم يتم الرد عليهم إلا من خلال تدابير قمعية من قبل قوات الأمن التابعة للنظام. وفي 28 كانون الثاني/يناير أضرم شباب الانتفاضة في كرمانشاه النار في مقر قيادة “فرقة نبي أكرم” التابعة للحرس. ويعتبر الحرس الكيان الرئيسي المكلف بالقمع داخل البلاد والإرهاب في الخارج. وقد كان للحرس وذراعه شبه العسكري، الباسيج، دور كبير في قمع وقتل المتظاهرين خلال الانتفاضات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة. وتم تنفيذ الهجوم تضامنًا مع السجناء السياسيين في سجن قزل حصار، الذين تعرضوا لهجوم من قبل حراس السجن التابعين للنظام في نفس اليوم. خلال الاقتحام، أصيب السجناء وتم تدمير أو سرقة ممتلكاتهم من قبل حراس السجن. واحد من السجناء المصابين هو أفشين بايماني، الذي يقضي في السجن منذ 24 عامًا بتهمة دعم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وفي 27 يناير، أضرم شباب الانتفاضة، النارفي مقر مؤسسة خميني للإغاثة، وهي منظمة حکومیة تسرق ممتلكات الشعب الإيراني الفقير. كان الهجوم تضامنا مع عمال الصلب في الأهواز، الذين نظموا عدة أيام متتالية من الإضرابات والاحتجاجات حيث يواصل النظام تجاهل مطالبهم بظروف عمل أفضل، وأمن وظيفي، وأجور أعلى، ووضع حد لسياسات الإدارة القمعية. وتجري هذه الأنشطة على الرغم من الجهود المكثفة التي يبذلها النظام لقمع أي شكل من أشكال الاحتجاج والمعارضة. نفذ النظام عددا قياسيا من عمليات الإعدام في الأشهر الأخيرة من عام 2023 وبدأ عام 2024 بموجة عنيفة أخرى من الإعدامات. ويقوم النظام بتنفيذ عدد مقلق من عمليات الإعدام السياسية وشنق الشباب الذين شاركوا في الانتفاضات في جميع أنحاء البلاد في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى السجناء السياسيين الذين يتم احتجازهم في السجون لفترات طويلة. كما يزداد النظام في تكثيف إجراءاته القمعية ضد السجناء السياسيين، ومن بينها حملة وحشية تستهدف السجناء السياسيين في سجن قزل حصار في 28 كانون الثاني/يناير. تلك الإجراءات القمعية تعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وتؤكد على استمرار النظام في قمع الحريات الأساسية واحتجاز المعارضين السياسيين كما يحاول النظام نشر الخوف والرعب من خلال تنفيذ عقوبات عنيفة. قام النظام مؤخرا ببتر يد رجل متهم بالسرقة ويخطط لقلع عيون متظاهر متهم بتعمية ضابط أمن هاجمه خلال الاحتجاجات السلمية في عام 2018. كما نفذ النظام عقوبة الجلد على امرأة زعم أنها انتهكت قواعد الحجاب المعادية للنساء التي فرضها الملالي الحاكمون. ولكن كما تظهر تصرفات الشباب الثوار، لن يثني أي قدر من التدابير القمعية، الشعب الإيراني عن هدفه المتمثل في الإطاحة بالنظام وإقامة جمهورية ديمقراطية.
محاولات الهروب الفاشلة
محاولات الهروب الفاشلة –استهدف شبان الانتفاضة في ايران المقر المركزي لوزارة المخابرات، موجهين صفعة قوية لحكم الولي الفقيه، ردا على إعدام “ميلاد زهره وند” بتهمة قتل مأمور حكومي. جاءت العملية بعد تلقين نظام الملالي عددا من الدروس، عبر استهداف المقر التنفيذي لمرسوم خميني، مقر القضاء في مدينة مشهد، بالاضافة الى تنفيذ 640 ممارسة ثورية خارقة لأجواء الكبت في 83 مدينة ايرانية، بمناسبة ذكرى انتفاضة نوفمبر الكبرى عام 2019. للمقر المركزي لوزارة المخابرات في “باغ مهران” دلالاته لدى الايرانيين، فهو نفس مبنى شرطة نظام الشاه السرية “السافاك” في شارع سلطنت آباد، حيث كان رؤساء ذلك الجهاز المجرم مثل برويز ثابتي متورطين في جميع أنواع المؤامرات والجرائم ضد رواد الثورة والحرية، وخدم عدد منهم الملالي بعد الثورة. وجه شبان الانتفاضة ضربتهم التي اضافوها الى ضرباتهم السابقة في الوقت الذي يحاول خامنئي التغطية على الأزمة الداخلية والوضع المتفجر للمجتمع الإيراني بإثارته الحروب والقمع. . جددوا التأكيد على عن أن هدفهم “رأس أفعى” المثير للحرب والجريمة، رغم اعين وكاميرات الحرس المسلحين، موجهين رسالة واضحة، مفادها استمرار التمرد والنار، والاصرار على تحطيم جدران الخنق والترهيب المتمثل في الإعدامات التي ينفذها حكم الولي الفقيه، اثلجوا الصدور، اشاعوا البهجة في القلوب الحزينة، وكان فعلهم ملهما للايرانيين التواقين الى الحرية. تحول موقع “باغ مهران” منذ اليوم التالي للثورة إلى مركز لمؤامرات الاستبداد الديني ضد القوى الثورية، صار فيما بعد مقرا رئيسيا لوزارة المخابرات وهدفا لطلاب الحرية، يعيد استهدافه وعمليات التحدي السابقة الى الاذهان ما قاله زعيم المقاومة مسعود رجوي بعد الجرائم الوحشية التي ارتكبها الملالي خلال في انتفاضة نوفمبر 2019، حين اشار الى ان “الانتفاضة والتمرد من أجل الإطاحة بالنظام وتحقيق حكم الشعب لا يتوقفان، وينبغي أن يقال للولي الفقيه وحرسه ان الباب مفتوح امام توسع ونشر وحدات المقاومة والأحياء والمدن المنتفضة، وليس توقفها، وان المطروح على الطاولة هو طي صفحة نظام ولاية الفقيه وأذنابه بالكامل” . يحاول نظام الجلادين الترويج للحروب، توظيف كوارث غزة في فرض أجواء الكبت على الايرانيين، وتحويلها الى حاجز يعترض الانتفاضة الشعبية في إيران، لتضاف الى اعدام 106 سجناء في شهر واحد، وتوسع المخططات القمعية التي تاخذ اشكال حارسات الحجاب والدوريات المتنقلة، وجاءت العمليات الاخيرة لتوجه رسالة واضحة بفشل محاولات الهروب الى الامام.