بحثًــا عن النَّهــار الآتِــي محاولةٌ لإجلاء تجربةٍ تتأسسُ على طموح الشعري في أن يبَقَى، في أن يؤدي وظائفَه، وفي أن يعبِّدَ دربًا للمستقبل؛ بكلمة: في أن يكون “النهار الآتي”؛ لهذا كان انتقاء الشاعر المصري رفعت سلام وأعماله الشعرية موضوعًا للكتاب – وسأوضح أسباب هذا الاختيار بعد هنيهةٍ – وكان اختيار نخبةٍ من نقاد الوطن العربي، وشعرائه، يقدمهم ويتقدمهم محمد عبدالمطلب ناقد الحداثة الشعرية الأول – وفق تعبير محمد فكري الجزار الذي عبر عن الواقع تمامًا – وكان منهج بناء الكتاب المحدد والصارم والموضوعي كما سيتبين للقارئ الكريم. يقسَّم الكتابِ إلى ثلاثة أبوابٍ؛ أولها (دراسات عامة)، ويتناول بعض القراءات الشاملة لتجربة سلام الشعرية، منذ وضوحها للنقاد، وحتى العمل على هذا الكتاب؛ أما الباب الثاني (دراسات الدواوين)، فيقدم دراستين مختارتين لكل ديوان. ثم يأتي باب (الشهادات) ليقدم رؤية بعض مجايلي الشاعر، ومعاصريه؛ وقد ختم الكتاب ببلوجرافيا وافية عن الشاعر والمترجم رفعت سلام. والدراسات النقدية هنا نوعان؛ الأول، الدراسات المنشورة قبلًا؛ والثاني، الدراسات التي طلبتُ من النقاد المشاركة بها، فكتبوها خصيصًا لهذا الكتاب. وقد آثرت حذف تاريخ نشر الدراسات، ومكان هذا النشر؛ حتى لا تُعاقَ الفكرة الأساسية: الفن لا يتأثر بالزمن. أما الشهادات، فتمثل الجمع بين الحميمية الذاتية والتأمل البصير. وهكذا فنحن أمام ثلاثين عامًّا من النقد، وهي المسافة بين أول قراءةٍ، وبين آخر قراءة، وهكذا – أيضًا – نحن أمام تطبيق عملي لمعظم النظريات النقدية الحديثة. (1) أما سؤال: لماذا رفعت سلام؟ فأظنني أجيب بما يلي: بحقٍّ، يمثل هذا الكتاب محاولة للبحث عن شعر رفعت سلَّام، من خلال طرق تطمح إلى تقديم صورة ضافية وواضحة عن الحداثة الشعرية الإنسانية، من خلال دراسة تجربةٍ واعيةٍ، ووفيةٍ، وصبورٍ، ومثابرةٍ، وصامدةٍ، وثريةٍ، ومؤثرةٍ، ومتطورةٍ. أما وعيها فيتمثل في فهم الشاعر لموقعه المصري والعربي والإنساني، من جهة، ومن جهة ثانية في إدراك الشاعر لكُنه الشعر وموجباته وأدواره؛ ومن ثالثة، في خبرة الشاعر بما سبقَ من كتاباتٍ ومواقف وتجارب؛ إذ يرى أن المظانَّ كلها إرثٌ له؛ فلا فرق بين ما فعل أبوللو في حفل ولادة أخيل، ولا ما قاله الحجاج في عمق الصحراء، ولا ما فعله وقاله رجلٌ شرقيٌّ يقفُ على أرض غربية ظهره لبحر الظلمات ووجهه للاشيء.. إن وفاء تجربة رفعت سلام جليًّ من نواحٍ؛ أولها أنه لم ينجرف منذ بواكيره الشعرية – التي كان وفيًّا لها وجمع قصائدها لأول مرة في ديوان (حَبو)، وجعله ضمن “ديوان رفعت سلام” الصادر عن هيئة الكتاب – للشعراء النجوم ذوي الشعبية الجارفة؛ منطلقات أو آليات، ولا للشعراء الكبار الذين آمن بتجديدهم وتجاربهم رغم علاقته القوية بهم، ومنهم قُطب الشعرية صلاح عبد الصبور – فقد ترك دم سلَّام المتساقط، أثناء مطاردته في مظاهرة، على مسودة مسرحية عبدالصبور الشعرية التي أعطاها له ليقرأها قبل طباعتها، رسالةً واضحة على قوة علاقة سلَّام بعبدالصبور – ولم ينجرف سلَّام لتبعية الشعراء المصريين الذين غادروا مصر ثم عادوا، واستطاعوا هم ومَن يتبعهم إدارة المجلات واللجان الرسمية الخاصة بالشعر؛ كما لم يتعلق بأهداب تجربة هذا أو ذاك من الشعراء العرب الذين لمعت أنجمهم والشاعر في طور التشكل أو النضج.. أقول بقيت تجربة سلَّام تقترب منها هي، وتنأى عما سواها هي؛ ما سمح لها بأن تكون هي. يتجلى صبرُ تجربةِ سلامٍ في انتظامِ عقدِها، منذُ الكلمةِ الأولى حتى الكلمة التي لما تُكتَب بعدُ، فكأنه ينحت تمثالًا في جبلٍ؛ لكأنه يشبه الفنان المصري القديم، الذي يحمل أدواته المخفية في عناية، ويبدأ في صياغة الجبل معبدًا، ومعراجًا للسماء يسميه البعض قبرًا، غير آبهٍ بعواء الذئاب، ولا بضجيج الحفلاتِ التي تغصُّ بفنانين ينحنون تحت أقدام الملوك؛ هذه أدوات رفعت سلام؛ قلم رصاص ودفتر على الأغلب؛ وهذا ما ينتج؛ دواوين وتراجم كاملة لكبار شعراء الحداثة. كيف يُمكنُ تفسيرُ تمسكِ رفعت سلام بما سمَّاه محمد عبد المطلب “الإحياء بالشعر“، وعدم تخليه عن تطويره؟ كيف يمكن تفسير عودة رفعت سلام لترجمة ريتسوس مرةً ثانية في أكثر من الألف صفحة؟ كيف يمكن تفسير قيامه بترجمة والت ويتمان، بعد بودلير ورامبو وكفافيس، رغم أنه كان في مخطط ترجماته قبلهم؟ كيف يمكن تفسير النموذج الفريد للتراجم الذي يقدمه سلَّام؛ فلا يكتفي بطبعة واحدة، بل يذهب إلى كل ما كتب الشاعر أو عنه ويفيد التجربة؟ إنها المثابرة. “أنت لا تنزل النهر مرتين“. وهكذا لا تقرأ نص رفعت سلام مرتين؛ فكل مرة يتغير شيء أو أشياء؛ ثمة تشكيل يأخذك، ثم معنى جديدٌ كلَّ مرة، كل مرة أنت أمام مرآة، ونافذة. حين تقرأ نصًّا لسلَّام، فأنت أمام تحاورٍ مع نصوص الحياة والتراث، ومع حوار داخلي مع هذا المقول، وحوار مع نفسك. بكلمة: أنتَ مع صوتٍ يخلصُ لخلاصِه. فالنص الناتج من سلَّام هو رحلة بحث ومحاورة واصطدام؛ رحلة لا تتوقف فيها عن التزود، والتغير، والتغيير؛ يمكنني تسمية هذا بأثره على القارئ: الإثراء والتأثر، وبجوهر النص: الثراء، والتأثير. قف أمام (حجرٍ يطفو على الماء) وأمام ما سبقه وما تلاه؛ ثمة تطور على مستوى الشكل؛ فأنت لأول مرة أمام نصٍّ بصريٍّ، تشعبيٍّ، دائريٍّ. ثم قارن بين هذا الديوان وما سبقه. ورغم عودة الدواوين التالية لما يشبه طريقة الكتابة السابقة له؛ فإنها تأخذ مسارها المجدِّد والمجوِّد، أليس هذا ما نسميه التطور؟ (2) “من أخصب تخير”. “من أخصب تحير”. لتختبر صدق المقولتين بالتطبيق على أي صاحب مشروع مهم، ولنختبر أهمية مشروع فلنجرب عليه هاتين المقولتين؛ فأين تضع يدك، تجد زادًا.. ومتى أردت أن تنشغل بثمرٍ دون سواه، تلقَ قلبًا متحيرًا بين ما في يدك، وما في عينك، وما يتوقع قلبك أن يعثر عليه. إذن فأنت بين زادٍ وأملٍ وشفقةٍ من أن تترك ما لا يُترَك. ومع رفعت سلام، ستجد أن المقولتين متجسدتان تماما؛ فأنت أمام ناقدٍ يبحثُ عن الدهشةِ، لا ليقبضَ عليها بل ليطلقَها من أجلِ الجمالِ؛ وأنت أمامَ مترجم لا يتوقفُ عن البحثِ عن القيمةِ لينقلَها بتوازنِ القابضِ على جمرةٍ، فلا يفلتها لتحرقَ، ولا يشددُ عليها فتؤلمه. إنه حاملُ النارِ المقدسة. وأنت أمام مؤسسٍ من طرازٍ رفيع؛ فهو يؤسس “إضاءة” لتعيد للمشهد حيويته، ثم يعود بـ “كتابات“، ثم يحلق بـ”المائة كتاب”. أما الدور الأول، فهو السبب في الأدوار السابقة؛ إنه الشاعر الذي كانت لأجله الأدوار الأربعة؛ الشعر الذي يحيا رفعت سلَّام لأجله، مهما اختلف دوره. فالصحافة لتوفير حياة كريمة تسمح للشاعر بأن يكتب بحرية واستقلال، والترجمة – كما يقول – اكتشاف للآخر، ومعرفة المساحات المشتركة. أما النقد، فتؤوله أولى كلمات عناوينه: (بحثًا)؛ وقد أجلت ذكر أحد أسباب بحثه لأقولها هنا، وهي تجاوز الدهشة، بإدهاش أكبر. فالشاعر الذي يقف في سلَّام – متواريًا كأنه غير موجود – يعرف أن مهمته قائمة على التجاوز، وأنه إن أراد أن يكون ذا مكان في عالم الشعر، فعليه أن (يعمر المدن الخربة عمرانًا غير مسبوق، فتصير عرائس
مسجد أحمد بن طولون،
اللواء محمد فوزى اليوم نستعرض تحفه اسلاميه رائعه كثير منا لا نعرف عنها شئ على اننا نشاهده كثيرا كل يوم صورته مطبوعه على ورقه عمله متداوله فى الاسواق كثيرون لا يعرفون أن مسجد أحمد بن طولون، المطبوعة صورته على ورقة فئة الخمسة جنيهات مصرية، هو المسجد الأقدم في مصر الذي لم تتغير معالِمُه منذ بنائه. ويعتبر “ابن طولون” ثالث المساجد المبنية في مصر الإسلامية بعد مسجدي عمرو ابن العاص، الذي تغيرت معظم معالمه بمرور الوقت، ومسجد العسكر الذي زال مع زوال مدينة العسكر التي كانت تشغل حي زين العابدين “المدبح” حاليًا. لمسات المعماري القبطي الفرغاني بعد أن فرغ ابن طولون من بناء قصره، قرر بناء المسجد فبدأ البناء عام 263هـ – 876م، واكتمل بناؤه عام 265هـ – 879م وإن ذهبت إلى المسجد ستجد هذا التاريخ مدون علي أكتاف رواق القبلة، وقد استعان طولون بالمعماري المصري القبطي سعيد بن كاتب الفرغاني لبناء المسجد ، وقد وصفه مسجد السيرة الطولونية بـ”حسن الهندسة والحاذق بها”. وعن قصة بناء المسجد كما جاءت في مسجد السيرة الطولونية “أراد أحمد بن طولون بناء المسجد فقدّر له 300 عمود فقيل له ما تجدها أو تنفذ إلى الكنائس في الأرياف والضياع الخراب فتحمل ذلك، فأنكره ولم يختره وتعذب قلبه بالفكر في أمره، وبلغ النصرانيّ وهو في المطبق الخبر، فكتب إليه: أنا أبنيه لك كما تُحب وتختار بلا عمد إلاّ عمودي القبلة فأحضره وقد طال شعره حتى تدلى على وجهه، فبناه وحسن البناء في عينى أحمد بن طولون”. تبلغ مساحة مسجد أحمد بن طولون حوالى 6 أفدنة ونصف الفدان، يبلغ طوله 138 مترًا، وعرضه 118 مترًا تقريبًا، وقد وأنفق علي بنائه 120 ألف دينار، وهو من المساجد المعلقة، أي يصعد إلى أبوابه بدرجات دائرية الشكل، ويتوسط المسجد صحن مربع. أما شبابيك المسجد فتحيط به من جهاته الأربع وعددها 128 شباكاً، وفى وسط الصحن قبة كبيرة ترتكز على 4 عقود، وتعتبر مأذنته الوحيدة فى مصر ذات السلم الخارجي وهي مكونة من 4 طوابق وهي ملوية على طراز ملوية مسجد سامراء بالعراق، ويبلغ ارتفاع المئذنة عن سطح الأرض (40.44م)، ويبلغ عدد مداخل مسجد ابن طولون 19 مدخلاً، إلا أن المدخل الرئيسي حاليًّا هو المدخل المجاور لمتحف جاير أندرسون، حيث يوجد أعلاه لوحة تجديد ترجع إلى عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله. ترميم المسجد امتدت يد الترميم والإصلاح إلى مسجد ابن طولون فى العديد من الفترات، إلا أن أهمها، كان ذلك الذي قام به السلطان حسام الدين “لاجين” المملوكي، فقد أنشأ القبة المقامة وسط الصحن عوضًا عن القبة التى شيدها الخليفة الفاطمى العزيز بالله، والتى كان قد أقامها بدلاً من القبة الأصلية التى احترقت سنة 376هـ. وللسلطان المملوكي “لاجين” قصة مع المسجد رواها السيوطي فى كتابه التاريخي، مفادها أنّ لاجين كان أحد المماليك الذين قاموا بقتل الملك الأشرف خليل بن قلاوون، ومن ثم أخذ مماليك وحلفاء الأشرف فى البحث عن لاجين ليثأروا منه، فما كان من “لاجين” إلا أن احتمى فى منارة هذا المسجد الذي كان قد هجره الناس وتحول إلى مربط للخيل، ونذر بتجديد وأعمار المسجد إذا مرت هذه المحنة، وتمر الأزمة ويتولى لاجين عرش مصر، ويلقب بـ”المنصور”، وأول ما قام به هو الوفاء بنذره، فأعاد إعمار المسجد بعد خرابه بأكثر من 400 عام. وفى القرن 12 الهجري كان هذا المسجد يستعمل كمصنع للأحزمة الصوفية، كما استعمل فى منتصف القرن الثامن عشر ملجأ للعجزة، ثم أتت لجنة حفظ الآثار العربية سنة 1882م، وأخذت فى إصلاحه وترميمه، إلى أن كانت سنة 1918م، حين أمر الملك فؤاد الأول بإعداد مشروع لإصلاحه إصلاحًا شاملاً، وتخلية ما حوله من الأبنية، راصدًا لذلك 40 ألف جنيه، أنفقت فى تقويم ما تداعى من بنائه، وتجديد السقف.
جهلاء فى ثوب ثوار
كتب / فااااادي محمد جهلاء فى ثوب ثوار
تاج الملكه فريده الزوجه الاولى للملك فاروق الاول
اللواء محمد فوزى يوم نستعرض تحفه من متحف المجوهرات الملكيه بالاسكندرية تاج الملكه فريده الزوجه الاولى للملك فاروق الاول و هو من البلاتين و الذهب على هيئه ورود مرصع ب( 1506 ) ماسه
من هو تومي خريستو… صانع سعادة الأطفال
بقلم اللواء محمد فوزى تدين أجيال كثيرة من أطفال المصريين لهذا الرجل السويسري بالسعادة، عموما كانت البهجة كاملة تتجلى في الغزالة النحيلة الموجودة على غلاف الشيكولاتة، كانت رمزا للسعادة، وفى الوقت نفسه رمز شركة كورونا الذى اختاره الخواجة تومى خريستو أول من أدخل صناعة الشيكولاتة إلى مصر، الرجل الذى تدين له قلوب أجيال كثيرة من أطفال المصريين بالسعادة. يقول عقد شراء الأرض التي أقيم عليها المصنع عام 1919 أن المشترى (تومى خريستو ابن ايفن غيبور) مولود و مقيم بالإسكندرية، وانه دفع ثمنا لقطعة الأرض الموجودة في محرم بك ما يقرب من ألفى جنيه، لكنها ليست البداية، بدأ خريستو نشاطه بمصنع صغير في الإسماعيلية أطلق على منتجاته اسم (شيكولاتة رويال)، ثم انتقل إلى الإسكندرية و بدأ بقطعة أرض صغيرة ،كان خريستو ينتقى العاملين بعناية، لأن الماكينات التي استوردها من أوربا لعمل عجينة الشيكولاتة تحتاج لمهارة ما، وكانت البداية بعدد قليل من اليونانيين و المصريين..كان خريستو يؤمن بشرط مهم لصناعة الشيكولاتة، وهو أهمية ان يكون صانع كل هذه السعادة سعيدا، اختار قطعة أرض قريبة من المصنع و أعدها كملعب كرة قدم، كان تقام عليه مباريات بين العاملين يديرها بنفسه. في الوقت نفسه كان يرى السينما و هي تدخل إلى مصر ببطء لكن بثقة، وقع في غرامها و أراد ان يشارك في التجربة، فبنى دارى عرض هما الأشهر في الإسكندرية حتى الآن ( سينما ستراند، و سينما رويال)، وكانت مكافاة نهاية الأسبوع للعاملين هي دعوات مجانية لإصطحاب عائلاتهم لمشاهدة الأفلام، عهد إلى شقيقه ديمى خريستو بإدارة العمل معظم الوقت و كانت وصيته هي حالتهم النفسية، فعجينة الشيكولاتة حساسة جدا وتلتقط بسهولة مزاج من يطبخها. عرف المصريون ثلاثة أنواع من شوكولاتة كورونا: ذات الغلاف التركواز المخطط بالأصفر وكانت بالحليب، وذات الغلاف الأزرق، أما ذات الغلاف الأحمر فهي بالبندق. استقرت شوكولاتة خريستو في تفاصيل حياة المصريين، وكان الجميع يعرفون الشعار المميز لإعلاناتها التي حملت شعار “لنأكلها سوياً” وذيُلت بجملة “كورونا.. حلم جميل يداعب طفلك” مع صورة لطفل نائم نوماً عميقاً. على مقربة منه قام رجل يونانى اسمه بولين موريس نادلر، بإقامة مصنع آخر للحلويات، لكنه تخصص في البونبونى و الأرواح، كان مصنعا صغيرا و لسبب ما حدث ما يشبه الشراكة بينه و بين مصنع خريستو، كان خريستو يستخدم حلويات نادلر لخلطها بالشيكولاتة و تقديم أنواع جديدة، و كانت شراكة ناجحة، و بالرغم من أنها لم تكن شراكة رسمية . في عام 1963 أصدرت الحكومة المصرية قراراً بتأميم كورونا، وضمت إليها أيضاً شركة “نادلر” ، وتم اعتبارهما كياناً واحداً تحت مسمى شركة “الإسكندرية”. كان التأميم محبطا لـ (آل خريستو)، استقر تومى في سويسرا إلى الأبد، أما شقيقه (ديمى) فقد مات حزنا على ضياع الحلم بعد فترة قصيرة و أوصى بدفنه في الأسكندرية، بعدها حولت الدولة منزله إلى مقر تابع للأمن، أما (نادلر) فلا أخبار عنه سوى أن ابنته الكبرى (ليا) تزوجت من دبلوماسي صغير صار أمينا للأمم المتحدة اسمه (بطرس غالى)، وتزوجت شقيقتها من وزير اسرائيلى، ويقال أن الأختين كان لهما دور ما في بدايات معاهدة السلام.
هل تعرف المهندس الذى صمم وشيد برج القاهره
بقلم اللواء محمد فوزى نعوم شبيب معمارى ومصمم يهودى مصرى وواحد من المهندسين المصريين الرئيسيين في عصره وأبو العمارة الحديثة في مصر ومهندس إنشاءات ومقاول ومبتكر. وهو من اصول لبنانيه من الجيل التانى. اتولد فى 28 نوفمبر 1915 فى القاهره ، مصر واتوفى فى 13 مايو 1985، مونتريال ، كندا وكان له شركة نعوم شبيب، للعمارة والإنشاء والمقاولات،اللى تأسست فى سنة 1940 بكالوريوس فى الهندسة المعمارية (مع مرتبة الشرف)سنة 1937الماجستير فى هندسة الميكانيك والتربة سنة 1954ماجستير فى الهندسة الانشائية سنة 1956عضو فى قصر سام كيبيك للمهندسين كندا زوجته أرليت شبيب و له اربع اطفال اشهر اعماله برج القاهره سنة 1961مبنى جريدة الاهرام سنة 1968اول ناطحاتين سحاب فى مصرعماره ثابت ثابت (عمارة بلمونت)، (شيدت سنة 1958) فى جاردن سيتي 30 دور، برج الراديو (شيدت سنة 1954) شارع رشدى 22 دور ،عماره تشارلز كنتوز اتبنت سنة(1955) 5 شارع بولس حنا الدقي ، سينما ومسرح علي بابا ،مدرسة القللى الخيرية ، مبنى كايرو موتور لتجارة السيارات كنيسه سانت كاترين ، كنيسه سانت تريز حياته أدار نعوم شبيب طوال ثلاثين سنه تقريبا شركته الخاصة اللي ضمت حوالي خمسة عشر موظفا. وفي أوقات معينة بلغ عدد العاملين في جميع مواقع الأشغال 1000 عامل. وكان نعوم شبيب معروف في الوسط المهني والمجتمع بكامله بالنزاهة والكفاءة في أعمال المعمار والهندسة الإنشائية والمقاولات. عرف نعوم شبيب كيف يتغلب بجرأة وشجاعة على التحديات المعمارية والإنشائية التي واجهته وذلك بفضل كفاءته التقنية العالية في بداية سنة 1950 لم يكن في العاصمة المصرية مبان تعلو على اثني عشر طابقا لأنها لم تكن في ذلك الوقت تستخدم التقنيات الحديثة لبناء المباني الشاهقة. ولم يكن أحد يجرؤ على بناء مبان شاهقة على أرض طينية في القاهرة. ومع ذلك كانت عند نعوم شبيب القدرة الفكرية والجرأة الكافيتان لقيامه بإنشاء أول ناطحتي سحاب في مصر. سمحت خبرة نعوم شبيب في مجال الهندسة الإنشائية له بتصميم وبناء برج القاهرة اللي كان يتطلب أساسا متينا يرتكز على الطبقة الصخرية الموجودة على عمق 35 متر. ويتكون هيكل البرج من نصاب مركزي من الخرسانة المسلحة تحيط به أربعة أعمدة، ومن منصات مركبة واحدة فوق الأخرى على ارتفاع البرج. وهذه المنصات تساند الغلاف الخارجي للبرج الذي يأخذ شكل متوازيات أضلاع متزايدة الحجم من الخرسانة المسلحة و من طرائف بناء البرج عندما استعان به جمال عبد الناصر ليشيد برج القاهرة، سأل الأخير ناعوم عن توقعه لارتفاع البرج، فقال شبيب: أطول من الهرم الأكبر، ظن عبد الناصر إجابة شبيب دعابة، لكن حينما انتهى بناء البرج، كان يعلو الهرم الأكبر باثنين وأربعين مترا. وعلاوة على ذلك هناك تصميم السقوف المقببة الرقيقة من الخرسانة المسلحة والمسندة بأعمدة لتهيئ مساحات كبيرة، وهو تصميم يتطلب حسابات معقدة ودراية متعمقة بمواصفات الخرسانة. وابتداء من سنة 1946 استخدمت قباب نعوم شبيب الرقيقة والفردية أو المتعددة في مختلف أنواع المباني، لاسيما دار السينما “على بابا” والمبنى التجاري لشركة كايرو موتور والعديد من الكنائس. وفي سنة 1955 شارك نعوم شبيب نتائج أبحاثه مع زملائه في أمستردام إبان مؤتمر الاتحاد الدولي للخرسانة سابقة الإجهاد . كان نعوم شبيب محبا للخير وشديد الارتباط بمجتمعه وحريصا على تلبية احتياجاته، مما دفعه لأن يقدم خدماته بدون مقابل إلى عدد من المشاريع، لاسيما بناء مدرسة بكاملها كعمل خيري في حي القللي، وهو حي فقير بالقاهرة، وتصميم ثلاث كنائس هي: كنيسة الحمل الطاهر “أيماكوليه كونسبسيون” بالقاهرة وكنيسة سانت تيريز ببورسعيد وكنيسة سانت كاترين بمصر الجديدة. وفي كندا، بين سنة 1974 وسنة 1977، عمل نعوم شبيب مهندسا إنشاءات لشركة “اس ان سي” للمشورة الهندسية ، مستخدما كفاءاته في إنشاء قباب رقيقة من الخرسانة سابقة الإجهاد. ومن بين المشاريع التي قام بها، تصميم مبنى المركز النووي في مدينة جانتيي.
جامع شاهين الخلوتى بالاباجية – المقطم
اللواء محمد فوزى جامع شاهين الخلوتى، بنى عام(945 هجرية- 1538 ميلادية)، وكانت مصر آنذاك ولاية عثمانية واليها داوود باشا الخصى (945-956) هجرية، بناه جمال الدين شاهين لوالده الشيخ الصالح العارف بالله شاهين الخلوتى الذي توفى عام953 هجرية. من هو شاهين الخلوتى ولد الشيخ الصالح العابد شاهين المحمدى بمدينة تبريز بإيران في القرن التاسع الهجري إذ لا يعرف تاريخ ميلاده على وجه التحديد، وامضي في فارس طفولته ومعظم شبابه ثم رحل إلى مصر في عهد السلطان الأشرف قايتباى ، وكان ذا همة وشجاعة جميل الخلقة ممشوق القوام، فاشتراه السلطان وأصبح من مماليكة الجلبان، وانتظم في جنده. و لكن حياة المماليك والجندية لم توافق مزاج شاهين ولا طبيعته التي فطر عليها، فقد كان منطويا يحب العزلة ولا يطمئنُ إلا إلي صحبة الفقهاء ورجال الدين، فحفظ القرآن والكثير من الأحاديث. فلما عرف السلطان عنه ذلك قربه منه وصار لا يبارح مجلسه ولما طلب منه شاهين أن يتركه ويخليه لعبادة ربه فعل واعتقه فساح إلى بلاد فارس وهناك تتلمذ علي يد الشيخ العارف بالله عمر روشنى الموجود بالمدينة، حتى أصبح من أقرب تلاميذه ومريديه إليه، واخذ عنه الطريق. ثم رجع إلى مصر وصاحب ولى الله محمد الدمرداش بالعباسية وأصبح من اعز رفقائه ومريديه، ولذلك عرف بشاهين الدمرداشى المحمدى، كذلك أخذ الشيخ شاهين عن الشيخ أحمد بن عقبة اليمنى وحسين جابى المدفون بزاوية الدمرداش، ولما توفي الشيخ الدمرداش ترك العباسية وسكن جبل المقطم وبنى له فيه معبدا وحفر له فيه قبرا، وكان طبيعيا أن يلجأ الزهاد والمتصوفون إلى جبل المقطم يتخذون من سفحه مقاما ومن أوديته مناما بعد أن عرفوا تقديس الديانات السماوية السابقة على الإسلام له، وتكريم المسلمين أيضا, و لم يزل الشيخ شاهين مقيما في خلوته في جبل المقطم لا ينزل منه نحو ثلاثين سنة، واشتعر أمره فتردد عليه الأمراء والوزراء لزيارته والتبرك به، وكان كثير المكاشفة قليل الكلام جدا، وفي ذلك يقول الشعرانى: كنا نجلس عنده اليوم كاملا لا تكاد تسمع منه كلمة، وكان كثير السهر متقشفا في الملبس معتزلا عن الناس وظل كذلك حتى توفى سنة 901 هجريه. موقع المسجد هو يقع في سفح جبل المقطم بمنطقة الأباجية، يمكن رؤيته اثناءقيادة السياره على طريق الأوتوستراد نحو قلعة صلاح الدين ومدافن الأباجية ،حيث يظهر خلف المدافن منحوتًا في الجبل ، وكانت هذه المنطقة تسمى قديما وادي المستضعفين. وصفه هو ضمن مجموعة تضم المسجد وضريح وثلاثة قبور أكبرهم لشاهين الخلوتي ثم آخران لجمال الدين شاهين وابنه محمد شاهين، والصعود اليه بمزلقان، باب القبة يعلوه قطعة رخام مكتوب عليها بسم الله الرحمن الرحيم أنشأ هذا الجامع ووقفه العبد الفقير إلى الله جمال الدين عبد الله نجل العارف بالله الشيخ شاهين افتتح عام 945 هجرية. كان بالمسجد أربعة أعمدة من الحجر, وقبلته مشغولة بقطع من الرخام الملون والصدف، وداخل القبة أيضا مكتوب تاريخ تجديدها عام 1007 هجرية، ويقال انه كان يوجد صهريج مياه (بئر).