انها سيناء .. أرض الشهداء والدماء النقية.. وهناك اختلطت حبات الرمال بنجيع الشهداء الأخيار، وتواصلت المسيرة من الأبناء البررة وامتد الحب وتوارثت الأجيال نقاء الأرض وصفاءها، وبقيت بصماتها عبر الزمن الذي شهد لها أنها في قلوب أبنائها وفي عيون أهلها.
نعم هي سيناء .. الأرض والتاريخ والدماء، فإلى هناك حيث يأخذنا الآسر، حيث ندري ولا ندري كيف احتضنت هذا الجبال وهذا الحب الأزلي، فلها ألف حكاية وحكاية، والتاريخ دائمًا هو الذي ينقلنا حيث لا نريد، فمصر ملئية بالمواقع التي تثيرك، فكل المواقع والآثار لها وقع خاص بها ولها حكاية تسرك، فلابد من كشف السر المدفون في أعماقك الذي جعلك تهيم فيها حبًّا وهيامًا، يجب أن تبوح لها بسرّك لكي تبادلك البوح في بعض سرّها وبعض نصف الحقيقة، وتحبك بأقل ما أحببتها، أو تمنحك بعض الحب عند حاجتها.. أو عند كرهها للآخر، فالمكان تمامًا كالمعشوق الذي لا يفارقك خياله أو ظله المتجذر فيك، فكيف إذا كانت هذه هي سيناء التاريخ والشهداء والعلم والإنسان الطيب.. آه أيتها الرائعة المتجذرة فينا كحد السيف لا نقدر إلا أن نبقى على اندهاشنا عندما نغادر جمالها وناسها مرددين:
يا سيناء الأحرار يا رجع الصدى
يا موئل الأبرار يا نبع الفدا
عهدًا ستبقي للعروبة محتدا
والله لا ننسى انبيائها
أقسمت بالرحمن بالشعب الأبي
بالثورة الكبرى تبناها أبي
أقسمت بالأرض الطهور وبالذرى
أن لا يقر على ثراها معتدي
يقول الله سبحانه وتعالى: “وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ” (الأعراف 143)
أقرأ التالي
04/02/2024
إضرام النار في الإدارة العامة للدعاية في زاهدان
04/02/2024
غارات جوية ضد أهداف عسكرية حوثية تابعة لإيران في اليمن
17/01/2024
البيت الأبيض يقرر إدراج الحوثيين على قائمة “الإرهاب العالمي”
17/01/2024
عودة قوية لمخرج الروائع مجدي أبو عميرة في السباق الرمضاني 2024
14/01/2024
عبد الحليم جزء من تكويني _ جيهان حكيم
04/01/2024
مسلمات _ جيهان حكيم
زر الذهاب إلى الأعلى