الأدب و الأدباءالثقافةمقالات واراء

خربشات قلم مخنوق

احجز مساحتك الاعلانية

كتبت / مها حامد

ومع إن الكتابة في وقت كانت هوايتي والآن صارت صنعتي ، ورغم ذلك لم أسطر حرفا واحدا علي كثرة ما امتلأت أوراق وصحف وكتب بما كان يخرج من قلمي من مداد ، وبقدر ما فعلت هذا ولم أزل عرفنى ناس ، وتخيلنى ناس ، وكرهني ناس .
أحبني ناس لأن حروفي لامست أرواحهم وكلاماتي كانت صادقة ، وكرهني ناس تصوروا في داخلي قوة ليست إلا وهما وسرابا يخفي ضعفا و انكسارا .
لكن عندما يقبل المساء تتوقف الأحاديث وتكف الألسنة ، وتبدأ الأرواح والمشاعر بالحديث والثرثرة والجنون .
فندنو من أنفسنا ونقترب كالمد الى اليابسة ، ونبتعد عن انفسنا ونضطرب كالجزر بينها وبين المد والجزر ألف نبضة و ألف عبرة .
اليوم سأخرج عن المألوف ، سأكتب عن دفتر مذكراتي ، وهاتفى الذكى ، والذي صار غبيا من كثرة ضغطى عليه . ومن ورقة وضعتها داخل اجندتى ، داخل دولابى ، فى غرفتى .
دفتري الصغير المختبئ دائما تحت وسادتي ، من محبرتي السوداء ، وقلمي المهموم ، عن يومي الممتلئ ضحك وبكاء وكل أنواع التعب والعناء .
تخرج حروفي لتبل جفاف ورقتي الصفراء ، أرسم خربشات و أكتب حكايات و أكتب خواطر جديدة بخطي الركيك الذى أعشقه كما أعشق أخطائي الإملائية .
سنوات وسنوات وأنا اركض بقلبي و روحي في عمق حياة الناس أبكي في قلبي لأحزانهم ويعجز قلمي عن تصويرها مهما حاولت .
رأيت الشر وكرهته وعرفت الظلم وقاومته قدر قوتي وضعفي تجرعت مرارة القهر وذل تحكم الظالم وافتراءه علي الضعيف ولمست الضعف في نفسي وفي غيري ورأيت في لحظة كيف ينقلب الأرنب الخائف وحشا كاسرا ينهش غيره ثم يلتهم نفسه .
عرفت قانون الحياة لا بقاء للبسيط صاحب البراءة إنما للأقوي حامل السيف ذي الانياب والمخالب . ودهستني الدنيا وسقطت أجنحتي فهويت من فوق السحاب الي قرار سابع أرض .
جفت أقلامي ورفعت صحفي ورأيت فرأيت أنني كتبت ولم أكتب قلت ولم أنطق ومع أنها صنعتي وحرفتي!!
فهدوئي ليس أدبا ، وأبتسامتى التى لا تفارق وجهي ليست سعادة . قد تهدأ وفي داخلك يثور بركان ، وقد تبتسم وبك أوجاع مدينة . ﺃﻥ ﺗﺒﺘﺴﻢ دائما ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ هموما ﻭ ﺃﺣﺰﺍﻧﺎ.. ﺑﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻚ قررت ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻄﺎﻫﺎ .
أنا لست صاحب قلب قوي يتحمل كل شي ، ولكنني صاحبة صمت خفي قادر على كتم كل شي .
فأكثر الأشياء إرهاقاً للنفس هو كتمان ما نحن بحاجة لقوله ..! فالقلوب الحساسة لا تجد منافذ للتعبير عما في داخلها سوى نافذتي الإنسحاب أو الصمت !!
ﺟﻤﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﺩﺍﺋﻤًﺎ منتظرا ﺗﺒﺎﺷﻴﺮ ﺍﻟﻔﺮﺡ ، ﻣﻬﻤﺎ ﺻﺎﺩﻓﺘﻚ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ . ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺑﺄﻥّ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﺳﺘﺮﻓﻌﻚ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ .
أشياء تتراكم في أعماق القلب إن فتحنا لها الأبواب الموصدة ستمطر من العين دموع ضائعة قبل ان تكون مداد الكتابة اوكلمات فما هى الا إحساسيس متناثرة وضجة مشاعر تأخذنا إلي حيث لا نريد
نقطة في نهاية السطر و أغلق دفتري الحنون بعدما إمتلأ . كم تحملتني ، المعذرة منك يا دفتري لن أزعجك بعد اليوم لقد إمتلأت وإمتلأت .
جفت الأقلام و رفعت الصحف ونفد الصبر .
قبل أن تكتب لى النهاية كل ما أتمناه كل يوم عند طلوع الشمس أن ينتهى يومى بهدوووء .
وكنت ومازلت أسأل الله الحنان المنان الرحمن أن تكون النهاية هادئة ..
فأنا حقا لا أعرف النهاية وقبل أن أختم بنقطة أو علامة تعجب أو إستفهام أعتدت أن أكتب ماذا بعد ..!
و لأنه لا يزال للحياة بقية ..!
هــذه قناعاتـي .. وهذه أفكاري … وهذه كتاباتي بين أيديكم ..
طبتم وطاب كل الأحباب من الأهل والأصدقاء الأوفياء واللعنة علي كل كذاب خناس

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى