مقالات واراء

هل حقأ يسقط الانقلاب

احجز مساحتك الاعلانية

كتب : كريم دسوقي
يطل علينا كل فترة العديد من السياسيين ومناضلي المنفى والذين يقيمون خارج مصر منذ الانقلاب العسكري، ويذكر أحدهم الأسباب العشرة لسقوط الانقلاب، وآخر يذكر الأسباب الخمسة، وثالث يقدم الوصفة السحرية لدحر الانقلابات العسكرية.. مثل قول أحدهم إن وقف دول الخليج دعمها لمصر سيسقط الانقلاب، أو إن تزايد معارضي السيسي ممن كانوا من قبل يؤيدونه سيؤدي إلى إسقاطه. ويذكر آخر، إن تسارع القوى الغربيه في تنفيذ مخططاتها القذرة فى المنطقة لعلمها أن الانقلاب في مصر ساقط لا محالة. ناهيك عن الرؤى والأحلام التي تنتهي دائماً بهلاك السيسي.
وتمر الأيام والشهور ولا يحدث ما توقعوه أو تنبأوا به، بل يزداد الانقلاب تماسكاً وتثبيتاً لأركانه ويزداد الثوار ضعفاً ووهناً!.
سيتم تعديل الدستور وسيزداد الدكتاتور قوة وستبتلع المؤسسة العسكرية ما تبقى من مصر. وبدلاً من الكلام العام فليذكر لنا هؤلاء السياسيون شكل سقوط الانقلاب؟ أو ما هو السيناريو المتوقع حدوثه؟ .. عندها سنقر أن الانقلاب قد سقط أو بدأ في الانهيار.
هل مثلاً يتوقعون أن تخرج الجماهير الغفيرة من كل ربوع مصر تطالب برحيل العسكر؟. هل يتوقعون أن يخرج جزء من الجيش غير راض عن قيادته فيعزلها؟. هل استمرار المظاهرات في الحواري والأزقه يساعد في سقوط الانقلاب؟. هل العمليات النوعية والتفجيرات هنا وهناك ستسقط الانقلاب؟.. وإذا حدث هذا، ما هو السيناريو المتوقع حدوثه بعد ذلك؟
ليست استقالة حكومة أو إقالتها بداعي الفساد، من عوامل ضعف الانقلاب أو سقوطه، فالحكومة وغيرها ليست إلا أدوات يستعملها العسكر وقتما أرادوا ويستبدلونها وقتما أرادوا.
ليس انهيار السياحة بعد مقتل السياح المكسيكيين على يد الجيش المصري يشغل بال العسكر أو يؤدي إلى زعزعة موقفهم!؟
نحن أمام مبنى يزداد ارتفاعاً وضخامة، ونحن نقف أمامه بمعول ومطرقة ونريد هدمه.. فهل حقاً سيهدم؟
كل هذه الأمور تدعونا إلى مراجعة شاملة لكل ما قمنا ونقوم به، وإلى أن نعيد حساباتنا ومخطاطاتنا، وأن نضع تصوراً محدداً لسقوط الانقلاب، برؤية استراتيجية متكامله بعيدة المدى بأهداف واضحة ومحددة، وأن نبحث في الأدوات المتاحة لنا والأدوات التي نحن بحاجة إليها لتنفيذ هذه الاستراتيجية. ومن ثم البدء في التنفيذ.

صورة ‏‎Karim Almohands‎‏.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى