اسليدراهم المقالاتمقالات واراء

واجب المواطن نحو الاستقرار الامني في مصر بعد الافتتاح العظيم لقناة السويس

احجز مساحتك الاعلانية

كتب : لواء دكتور علي زين العابدين

“أستاذ القانون العام باكاديمية الشرطة والمحاضر القانوني بأكاديمية الشرطة”
أن رغبة الرئيس السيسي في التغيير والإصلاح في كل خطاباته هي إشارة جلية نحو تحقيق الآفاق التنموية في مختلف المجالات للحفاظ على الأمن الوطني والمكتسبات الوطنية ، وتعزيز أجواء الانفتاح سواء كانت سياسية أو أمنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية والتعليمية …. ألخ
ومشاركة المواطنين يعتبر عنصر هام في الاستقرار الامني وبالتالي انعكاسه علي النمو الاقتصادي لمصرنا
فمسئولية تحقيق الأمن الاجتماعي ليست مسئولية جهة معينة في المجتمع ولكنها مسئولية مشتركة فردية وجماعية ومجتمعية تقوم بها مختلف الأجهزة والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية كل في مجال تخصصها في إطار تكاملي وتنسيقي لقيامها بدورها من خلال اتخاذ الإجراءات التي تسهم في حفظ التوازن ومنع الجريمة والانحراف عن القواعد والمعايير التي وضعها المجتمع لكي يعيش كل فرد وهو آمن على حياته وماله وأولاده وعرضه ومستقبله ،
فلم يعد الأمن حبيس مفهوم فرض كفاية يقوم به رجال الأمن ويسقط عن باقي أروقه المجتمع ، فهو مسؤولية جماعية يشارك في استتبابه الفرد والجماعة مع أجهزة الأمن لتتوازن معادلة المسؤولية الأمنية التي تقوم على أساس نظرية تكاملية بين مجهود أمني وآخر مجتمعي من خلال تطبيق استراتيجيه مجتمعية أمنية متكاملة
فالأمن مطلب بشري فطري يبحث عنه الإنسان منذ وجد على الارض حتى تستقر نفسه ويهنأ في عيشه
لذا لابد من تجميع الجهود والطاقات وبلورة رؤية وإستراتيجية واضحة لتفعيل الاستقرار الامني بعد 4 سنوات عجاف علي مصر وشهدنا جرائم جديدة تطفو فوق سطح المجتمع المصري المتدين بطبعه ويكره وينبذ الجريمة سواء من مسلم او مسيحي
فالأمن مرهون بوجود شراكة بين كافة النظم القائمة في المجتمع والمؤسسات الأمنية للعمل معاً على منع الجريمة عبر إجراءات وسبل تكفل مساهمة الجميع وفق منهجية تتفق وأيديولوجية وطبيعة كل دولة
ويتم ذلك في ضوء سياسة موجهه نحو تحقيق كفاءة أكثر وفاعليه أعلى في مكافحة الجريمة يكون الجمهور فيها أكثر التصاقاً بجهاز الشرطة والنظام الأمني.
فلم تعد النظرية الأمنية قاصرة أو أحادية الجانب بل تطورت تبعاً لتطور المجتمعات ، ولم تعد الأجهزة الأمنية هي المسئولة وحدها عن الحفاظ على أمن المجتمع واستقراره
ففي ضوء نظرية الأمن الشامل أصبح كل مواطن مسئولاً ضمن هذه المنظومة الشاملة لإيجاد مجتمع يتجاوز كل مظاهر التفكك والتمرد والشعور بالأمن في يومه الذي يعيشه وغده الذي ينتظره .
وتحمل المواطن لمسئوليته الاجتماعية بدرجة تجعله أكثر بذلاً للجهد والعطاء من أجل الحفاظ على أمنه وأمن مجتمعه
فما هو دور المواطن الان وإحساسه بان مصر الأن تخطو نحو التقدم والازدهار ؟
أن للمواطن دورًا فعّالا في تحقيق أهداف الاستقرار الامني ، وهذا الدور يمكن أن ينظر إليه من ناحيتين :-
الاولي وقائية :- تتمثل في تحصين الفرد لنفسه من وقوعه ضحية للإجرام والانحراف وتجنيب أبنائه وأفراد أسرته ارتكاب الأفعال الإجرامية أو الوقوع ضحية لها
– والثانية علاجية :- تتمثل في الإسهام في مجالات مساعدة رجال الشرطة في القبض على المجرمين ، وذلك من خلال التبليغ والشهادة والمحافظة على مسرح الجريمة وغيرها من الأعمال التي تساعد رجال الشرطة على الوصول إلى مرتكبي الأفعال الإجرامية في أقصر وقت وبأقل التكاليف
ولكي يقوم المواطن بدوره الفعّال في مجال زيادة فعالية العمل الشرطي نقترح الاتي :-
أولا :- أن يكون المواطن مقتنعًا بأهمية دوره في الاستقرار الامني
ثانيًا :- ان يكون على علاقة وطيدة وحميدة مع رجال الشرطة ، ولذلك فإنه ينبغي التعرف على طبيعة العلاقات بين المواطنين ورجال الشرطة ، من أجل تبصير المواطنين بماهية العمل الشرطي ، عن طريق القيام بحملات إعلامية مستمرة هدفها الأساسي تعريف المواطن بالشرطة وبما تهدف إليه وكيفية مساعدتها لزيادة أمن وأمان المواطن وتنمية مهارات رجال الشرطة المرتبطة بتطبيق المبادئ السلوكية الإنسانية في تعاملهم مع المواطنين وفي أثناء تأديتهم لأعمالهم المختلفة وحتى أثناء حياتهم العادية.
ثالثا :- تدعيم دور الأسرة في أمن المجتمع فهي الحصن الطبيعي الذي ينشأ فيه الطفل وهي المسئول الأول عن تربيته ، وأن الأسرة هي التي تخرج للمجتمع أفراداً صالحين ، وأي تربية خارج نطاق الأسرة في الغالب يكون فيها قصور وتخرج لنا أفراداً يعانون من مشكلات نفسية ، واجتماعية .
رابعا :- ويجب خلق ثقافة أمنية جديدة لأجهزة الشرطة والمنظمات الأمنية والمجتمع على حد سواء
خامسا :- تعزيز إدراك أفراد المجتمع لدورهم في تحقيق الاستقرار والأمن الاجتماعي عبر الأنشطة الأمنية المشتركة .
سادسا :- التبليغ عن الجرائم إن قيام المواطنين بالتبليغ عن الجرائم وتقديم البلاغات والشكاوي يساعد على كشف الجرائم ويسهل معاقبة مرتكبيها ويعاون الشرطة على حفظ النظام والأمن العام ، ولا شك أن تبليغ المواطنين عما يصل إلى علمهم من الجرائم أو ما يعانونه من الوقائع الجنائية يساعد الشرطة في تحقيق أهدافها في حماية الأرواح والأموال والأعراض ومكافحة الجريمة في مهدها أو منعها قبل وقوعها .
سابعا التقدم للشهادة :- حيث يقع على عاتق المواطنين واجب يتمثل في عدم كتمان الشهادة ، فالشهادة في الاسلام والمسيحية من الأمور المأمور بها ولا يصح كتمانها
والتقدم للشهادة يساعد رجال الشرطة على ضبط الجريمة والتوصل إلى معرفة مرتكبيها وتقديمهم للمحاكمة ، ومساعدة المواطنين على التقدم للشهادة دون تردد أو رهبة وخوف
ثامنا المساعدة في القبض على المجرمين :- حيث انه إذا ما أدرك المواطنون أهمية دورهم فإنهم سوف يتعاونون مع رجال الشرطة في القيام بجميع المهام والواجبات التي تؤدي إلى زيادة فعالية العمل الشرطي
دور المؤسسات التعليمية في تدعيم الشرطة تاسعا :-
بعد الذي شهدناه من توتر العلاقات بين شباب الجامعة والشرطة خلال هذا العام الدراسي فيجب العمل علي تحسين العلاقات بين الشرطة وشباب الجامعات
فتعمل المدارس والجامعات على إيجاد ثقافة أمنية لدى الطلاب وقيام ضباط الشرطة المؤهلين لإلقاء بعض المحاضرات ذات العلاقة بالثقافة الأمنية وعلاقة الفرد مع المؤسسات الأمنية ،
إضافة إلى تدريس بعض المواد الأمنية في الوحدات الدراسية التي تكسب الطالب ثقافة قانونية ،
وعقد ندوات يشارك بها رجال الأمن ويلتقون مع الطلاب حتى ينتهي الحاجز النفسي بينهما ، ويأتي ذلك عن طريق تنفيذ حملات للمشاركة والتشجيع والحث على احترام القوانين والأنظمة واللوائح وتحقيق الوقاية من الجريمة كمسئولية يشارك فيها المجتمع كله
اخيرا الاستقرار الامني في مصر لن يتحقق إلا بالتعاون بين المواطن والشرطة وهذا له دور لكل اجهزة الدولة وليس تحقيق الامن يقع فقط علي الشرطة

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى