كتب :- حسام الدين موسى ﺗﺸﻴﺮ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻣﻄﻠﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺳﺪ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺳﻴﻘﻮﺩ ﺣﺘﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺗﻤﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﺼﺮ . ﻭﺗﺆﻛﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﺮﺓ ﻟﺪﻱ ﺟﻬﺎﺕ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺴﺪ ﻋﻠﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻮﻑ ﺗﺤﺘﺠﺰ ﺧﻠﻔﻪ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﺤﻮ 74 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﺸﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﻨﺖ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻘﺪ ﻳﻨﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻭﻗﺖ، ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ، ﺣﻴﺚ ﺳﻴﻐﺮﻕ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﻣﺼﺮ ﻭﻳﺤﺪﺙ ﺗﺸﺮﻳﺪ ﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﻢ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻭﺯﺭﺍﻋﺎﺗﻬﻢ . ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﻧﻜﻮﺹ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻲ ﺑﺘﻌﻬﺪﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺣﻴﺚ ﺩﺃﺏ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﺄﺟﻴﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻭﻏﺔ ﻣﻦ ﺟﻮﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺇﻗﺪﺍﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻌﻤﻼﻕ، ﻭﻟﻢ ﺗﺤﺼﻞ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻬﺪﺕ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻴﺔ. ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺪ، ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺠﻨﺐ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺩﻭﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺕ ﻣﺨﺘﺼﺔ. ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻧﺎﺩﺭ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻱ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺪ ﻟﻦ ﻳﻄﻮﻝ ﻋﻤﺮﻩ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 25 ﻭ50 ﻋﺎﻣًﺎ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻹﻃﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ (420 ﺃﻟﻒ ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ ﺳﻨﻮﻳًﺎ) ، ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﺘﻮﺭﺑﻴﻨﺎﺕ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ، ﻭﺗﻨﺎﻗﺺ ﻓﻲ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﺴﺪ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴًﺎ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺰﻳﺪ ﻓﺮﺹ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﺴﺪ ﻟﻼﻧﻬﻴﺎﺭ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺍﻧﺪﻓﺎﻉ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻡ (ﺷﻬﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ) ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ ﻳﻮﻣﻴًّﺎ، ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﺩ ﺑﺘﺪﻣﻴﺮ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺠﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺸﺒﻪ " ﺗﺴﻮﻧﺎﻣﻲ" "ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ" 2011 ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﺮﺻﺔ ﺣﺪﻭﺙ ﺯﻻﺯﻝ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﺰﺍﻥ؛ ﻧﻈﺮًﺍ ﻟﻮﺯﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻣﺘﺸﻘﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ . ﺃﻣﺎ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻷﺳﺒﻖ، ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻣﻤﺪﻭﺡ ﻗﻄﺐ، ﻓﺄﻛﺪ ﺃﻥ " ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺪ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ" ، ﻛﻤﺎ ﺟﺪﺩ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺪ، ﻓﻘﺎﻝ : " ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﺤﻮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ" ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﺗﻌﺘﺰﻡ ﺑﻨﺎﺀﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ "ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻮﻋﻮﺭﺓ" ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺑﻪ 1.5 ﺩﺭﺟﺔ، ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻤﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺑﺎﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻠﻎ 8 ﺩﺭﺟﺎﺕ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭﻩ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﺣﺘﺠﺎﺯﻩ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﺤﻮ ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺗﺼﻞ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﺑﻌﺪ 18 ﻳﻮﻣﺎً ." ﻭﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﺪ ﻟﻦ ﻳﻤﺜﻞ ﺧﻄﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﺳﻴﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺿﺮﺍﺭﻩ ﺳﺘﻠﺤﻖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﺼﺮ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﻐﺮﻕ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﺘﻐﺮﻕ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﺳﻮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻴﺰﺓ -ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ- ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻧﺎﺩﺭ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ: " ﺇﺫﺍ ﻧﻬﺎﺭ "ﺳﺪ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ" ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻧﺎﺻﺮ ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺳﻴﻨﻬﺎﺭ ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺳﺘﻐﻤﺮ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭﺗﻨﺴﺎﺏ ﻓﻮﻗﻪ ﺑﻤﻌﺪﻝ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ .