مهما يحاول الصهاينة الإسرائيليون أن يكذبوا ويدعوا أن القدس تحوى آثاراً تدل على يهودية الدولة تظل القدس نفسها هى الدليل الأكبر على “عربية” الأرض بما تحتويه من آثار عربية وإسلامية. وأطماع الصهاينة فى السيطرة على الأماكن المقدسة فى فلسطين قديمة،فهم يريدون الاستيلاء عليها بشتى الوسائل ففى صيف 1929،ركّز اليهود جهودهم على الحائط الغربى للمسجد الأقصى وهو مكان البراق الشريف،ودعوا إلى التسلح والإعتماد على العنف والقوة لتحقيق أهدافهم بالإستيلاء على جدار البراق تمهيداً للإستيلاء على المسجد الأقصى.
وإنطلقت عصابات الإرهاب الصهيونى تفسد فى الأرض وتعتدى على عائلات وأفراد العرب فى الحى اليهودى فى القدس ويافا،ومن الآثار العربية والإسلامية:
يطلق اسم الحرم الشريف على المسجد الأقصى ومسجد الصخرة وما حولهما من مساحات ومنشآت حتى الأسوار،وتبلغ مساحته 141 دونماً،وتقوم رقعة الحرم على جبل “موريا”.
ومنذ القرن الخامس الميلادى بقى مكان الحرم الشريف ساحة مهملة ومهجورة إلى أن جاء الخليفة عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – فأمر بتنظيف الصخرة وإظهارها، وأمر ببناء مسجد فى مكان الحرم يتسع لثلاثة آلاف من المصلين.
وقد عاد إلى هذا المكان رونقه وأهميته حينما بنيت قبة الصخرة والمسجد الأقصى وصار الناس يزورونه من كافة بلاد العالم.
وهو يقع فى الجهة الجنوبية من رقعة الحرم الشريف،وقد شرع فى بنائه الخليفة الأموى عبدالملك بن مروان “73- 86هـ”وأتمه إبنه الخليفة الوليد بن عبدالملك “86- 96هـ”،ويبلغ طول المسجد 88 متراً وعرضه 32 متراً ويقوم على 53 عموداً من الرخام،و49 سارية مربعة الشكل.
وكانت أبوابه ملبسة بصفائح من الذهب والفضة ولكن أبا جعفر المنصور الخليفة العباسى أمر بقلعها وصرفها دنانير تنفق على إعادة بناء المسجد وترميمه بعد الزلزال الذى أصابه،وفى أوائل القرن الحادى عشر أصلحت بعض أجزائه وصنعت قبته وأبوابه الشمالية،ولما إحتل الصليبيون القدس جعلوا قسماً منه كنيسة،واتخذوا القسم الآخر مسكناً لفرسان الهيكل،ومستودعاً لذخائرهم،ولكن صلاح الدين الأيوبى إسترد القدس منهم وأمر بإصلاح المسجد وجدد محرابه وكسا قبته بالفسيفساء،وأتى بالمنبر الخشبى ووضعه فيه.
وفى داخل الأقصى جامع مستطيل يسمونه جامع عمر،وإيوان كبير يسمونه “مقام عزيز” وإيوان صغير جميل فيه “محراب زكريا”،وأمام المسجد من الشمال رواق كبير أنشأه الملك عيسى أحد ملوك الأيوبيين عام 1217 وهو مؤلف من سبع قناطر مقصورة،كل واحدة منها تقابل باباً من أبواب المسجد.
للصخرة المشرّفة تاريخ دينى عريق هى التى عرج النبى صلى الله عليه وسلم من فوقها إلى السماوات العلى ليلة الإسراء والمعراج،وأول من بنى فوقها مسجداً فى العصر الإسلامى هو الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان “63- 86هـ/685- 691م”. وهو المسجد المعروف بمسجد الصخرة والمشهور بقبته الذهبية على المبنى المثمن،الذى تنصرف الأذهان إلى صورته كلما ذكر اسم المسجد الأقصى.
هو حائط كبير مبنى من الحجارة الضخمة،يبلغ طوله حوالى 56 قدماً وإرتفاعه 65 قدماً،يقدّسه المسلمون نظراً لعلاقته الوثيقة بقصة إسراء الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس إذ تذكر الروايات أن الرسول الكريم أوقف براقه ليلة الإسراء هناك،ويؤلف هذا المكان اليوم جزءاً من الجدار الغربى للحرم القدسي،وقد أقيم عنده مسجد صغير لصلاة النافلة.
أقيمت حول مدينة القدس أسوار عدّة،ويذكر التاريخ أن اليبوسيين هم أول من فكر فى بناء الأسوار حولها وكان ذلك عام 2000 ق. م،وهو السور الأول،وقد حصّنها بعد ذلك آخرون حتى جاء سليمان فبنى السور الثانى ليضم أبنيتها الجديدة. وأثناء الزحف الآشورى بُنى السور الثالث،ويظهر أن هذا السور هدمه “نبوخذ نصر” ثم عُمّر ما بين القرن الخامس والثانى قبل الميلاد،وأنشأ “هيرودوس” بعض التجديد فى أقسامه كما بنى حفيده السور الرابع،وجاء صلاح الدين الأيوبى إلى القدس وأقام أبراجاً عديدة من باب العمود إلى باب الخليل وحفر حول السور خندقاً،وكان يشرف على العمل بنفسه،والسور الذى نراه اليوم جدد الكثير من أجزائه السلطان سليمان القانونى العثمانى عام 1542،ومحيط السور 5 أميال وارتفاعه نحو 40 قدماً وعليه 34 برجاً وله سبعة أبواب هي: باب العمود،باب الساهرة،باب الأسباط،باب المغاربة،باب النبى داود،باب الخليل والباب الجديد.
وهو الجامع الذى أقيم فى المكان الذى صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – عندما حضرته الصلاة وهو فى كنيسة القيامة،وطلب منه البطريرك أن يصلى فى الكنيسة فأبى لئلا ينازع المسلمون المسيحيين حيث صلى عمر،فخرج ورمى بحجر وصلى عند مرمى الحجر،فأقيم فى ذلك المكان المسجد العمرى الذى أصبح أحد المزارات الإسلامية المهمة فى القدس.