كتبت / شيماء اليوسف مشروع للنهوض بالوطن بريشة إخناتون دونت هذه الأحرف وبألحان درويش عزفت إمتناني المخمل وبحبر عدل الفاروق قصدت النهوض المبجل وبفلسفة الغزالي درست شموخ الفكر المجمل ترسو نخيلاتنا بموكب الحديث تتوج بثقافة الرافعي أبت الأ تقهر كحديث عرابي لا تخجل الكتابة عن البوح تتجمل بآبيات العقاد فهي وسيعة العلم كالرازي وإن ثارت لتتألق تتأدب بأخلاق المصطفى عليه الصلاة والسلام . جئت من أقصى غرب الصعيد أحمد ربي على ثقافتي ومعتقدي أعتز بكل شبر في أرضي أعشق لحاظات يحتضن فيها آذان مسجدي ترانيم كنيستي إن حضارة بلادي العريقه وتاريخها الزاخر بالمجد الرافع رايات النصر القاهر لكل معتد أثيم يزخر بمجد فوق كل مجد جعل الأمم تشتاقنا وتهوانا لأجل فطره روحيه خفيفة الظل وهبنا الله إياها فمن عاشنا يوما أحبنا دهرا
. أي هذا القلم بلغ قارئ أن كنانة الأرض مرفوعة الرأس وحتى الأبد عظيمة الشأن ،كليمات أبتدأت بها حديثي الراجية فيه منال إعجابكم ولنأخذ من شجيرات تاريخنا وريقة جميله ذات جذور متأصله وحبات ثمر طاهره الأ وهي (الكنيسه الآثريه للسيده العذراء) بقرية دلجا التابعه لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا. ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي وقد بناها الرومان على طراز آثاري بقيت هي الوحيده التي تنفرد به دون كنائس العالم من بين أربع وعشرين غيرها وقد أختفت الآخريات أثر الإضطهاد التي تعرضت له الكنائس منذ الأف السنون
. هي اول كنيسه بنيت في مصر تمتلك مقصورتان آثاريتان بهما أيقونات من رسم إبسطاس وهو رسام فلسطيني من طائفة الأورام إلى جانب صور آثريه ،بها مذابح أربعه إلى سلاسل هياكل وأعمده آثريه مغروسه في الحائط تحوي العديد من المخطوطات ونقوش آشوريه ذات روعه مذهله ، وأغرب ما تتفاجئ به هو تلك السرداب الذي حفره الكهنه القدامى هو نفق مخفي تحت الأرض وقد أنشأ للربط بين الكنائس عند الإغارات في فترة الإضطهاد
. تقع الكنيسه على مساحه تقدر بألف فدان ، تعرضت الكنيسه للحرق والنهب عقب فض إعتصامي (رابعه العدويه والنهضه ) لحق هذا التصرف الذميم بها من قبل بلطجيه وأفراد مدفوعين الأجر ثمن أجرامهم وهذا القبيل جاء لإثارة الفتنه والفزع والهلع والبلبله . كما جاء مناجاة لأهل الصعيد من الجهل والتخلف الذي لحق بقرى الصعيد المنحدره أقصى غرب الدوله وقد سارع أهالي القريه بجمع مال يسير لإعادة ترميمها ندد خير أجناد الأرض تحقيرا لهذا التصرف وسعت الشرطه جاهده على كل من سولت له نفسه التعدي على حقوق الغير .
هكذا نحن جسد واحد إذا إشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمي وعادت شموع السماحه تشتعل مره أخرى حفظ الله مصر بأهلها وجندها حفظه لحروف القرآن والرسل الكرام ليس بالغريب على (المنيا) إنفرادها بهذا الصرح العظيم فالمنيا كانت عاصمة مصر في عهد نفرتاري وزوجها إخناتون وتحديدا في قرية (تل العمارنه) ومدينة إخناتون تزخر بالآثار إنها المنيا عروس الصعيد ثراها ذهب وأهلها رجال
. وبعد أن استنشقنا في عطر أزهارنا رحيق الفخر ورأينا في أصالتنا عطايا البحر أود أن أنوه عزيزي القارئ عن طرح (فكرتي) التي مازلت مرارا وتكرارا أخطو لتحقيقها وهي (تحويل الكنيسه لمتحف آثري ) مع الحفاظ على الشعائر الدينيه للإخوه الأقباط في الطابق العلوي للكنيسه ، وبعد دراسة جدوليه لمزايا وعيوب الفكره وبعد تفحيص وتمحيص وتدقيق وتعميق أكتشفت أن نجاح هذه الفكره لهو ردع قاس لكل فكر متطرف ولكل يد خاربه ولكل ممول متعفن في الداخل والخارج وإدارة عجلة التنميه في صعيد مصر
. تعال معي سيدي القارئ لننظرها من زواياها الإقتصاديه إن قيام هذا المشروع لهو قيام خير ونماء ليس بالقليل ، أولا:قيام حركات المواصلات كجريان الماء في النهر بلا جنادل وإذا ما جاء السائح بلدنا يلزمه حتما مآوى يستريح فيه عناء الطريق تنويه بإنشاء الفنادق والمساكن الراقيه وإزدياد حركة البيع والشراء والتداول بالعملات الصعبه التي هي جانب للدخل القومي ، وحين تدخل شمس المحبه وطننا ترحل ظلمة الكره فتركض سريعا خطوات العمل وتسقط أثرها أقنعة البطاله مصطحبتا معها الإستغلال الصحيح للجزء الأكبر من الصحراء الغربيه وإنشاء عدة مصانع تكون بمثابة وتد تتكئ عليه العماله ويأخذ بيد التكتل إلى يد الكدح و الجد . ثم يأتي إهتمام الدوله بقرى الصعيد وتقوم ببرامج التوعيه ونشر الثقافه بديلا عن التهميش الذي مر بصعيدنا وأوقعها في زمرة الإرهاب والتطرف وجعلها تكن سقف للبؤر الإرهابيه ثم نملي عليك سيدي القارئ بعض المشروعات الصغيره التي تصنع التحف إرضاءا لزائرنا الكريم ، وكل ذلك خطوه جاده لتنمية مجتمعنا ورفع مدارك العمل . والأن دور الأبعاد السياسيه وهي تنقسم بين شقين : عالمي ودولي لا تتعجل سيدي فالقصه لم تنتهي بعد. أما عن البعد العالمي لهو ضربه قاضيه للفكر المتطرف وإدعاءات الغرب الباطله بأن مسيحي العرب مضطهدين في بلادهم وتدخل في ثوب حماية الأقليات إستعمارا جديدا فالعالم الغربي بعدما تيقن إستحالة السيطره العسكريه للعرب وتحديدا مصر إتخذت مذهبا حديثا للغزو على ثقافتنا وهويتنا فالغرب لا يهمل في التفكير في أمور العرب ولا تخادعنك سياستهم القذره وأن كل ما يرد عن هؤلاء رابطه لتشويه إسلامنا وأن العرب بلاد تخلف ورجعيه وبلاد إرهاب ووحشيه ووحوش لها ولأي يد مدنثه تفكر في الإقتراب منا وهذا المشروع وغيره من الأفكار الشابه تمثل بدورها طعنه من الخلف في ظهر أمريكا قاصفه عنق فكرها الخبيث ،أما من الناحيه المحليه فهي تشكل سلاح قوي محاربا للإرهاب وإستقراره وأمنه الذي يتوغل في ذرات رمال صحراء دلجا ،إنشغال الأفراد بالعمل في نطاق السياحه والتوجه إليه ضروره ملحه للحسم بين صراع الإرهاب والإستقرار ،خارطة طريق شبابيه بأيدي جيل مصر الواعد تقف في كتف خارطة طريق الأمه العربيه ومصيرها ،خطوه صاعده للإمام تأخذ في عين الإعتبار أهالي الصعيد إلى الرياده . سيدي القارئ أشعر أنك متمع جدا بقرائتك المحموده مقالتي البسيطه والتي مازلت في أجواء مملكتها ،فهيا بنا سويا نستعرض بعدها الديني (واستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم زمه ورحمه) صلوات ربي وسلامه عليك سيدي يا رسول الله إنها وصية رسول الإسلام (محمد) شاهده على سماحة الإسلام وشاهده أيضا على تطرف المتطرفين وقيام هذا المشروع مجرد رد فعل بسيط على الهجوم الذي تعرضت له الكنيسه وللذين فقدوا تعاليم وأداب وأوامر ونواهي دينهم وتطاولوا على ممتلكات الناس بغير الحق ،عوده للترابط والتجاذب والتلاحم والوحده الضاربه لكل يد خارجه وخاربه قاصده النيل منا ،دعوه للتخلق من جديد بالأخلاق السماويه التي دعا بها رب الأرباب تشفينا من أمراض الدنيا فالله طيب لا يقبل الإ الطيب . القضاء على التعصب الديني بين الطرفين والعنف المذمن والإضمحلال الإنشقاقي وغلبة العمل بالحق على التعدي بالإثم وكل ذلك لتسري سحابة السماحه والسلام لتغطي عورات الأمه ،بدعوة مسيحي العالم للنظر إلى تكاتف الأيادي المصريه سنحيا أمه واحده رغم أنف الحاقدين . قد طرحت (فكرتي) الراجيه الإعتناء بها التي تطل علينا بعين النفع ومعنى تبني أفكار الشباب ووضعها محط أنظار الإهتمام وتسليط الضوء عليها يخلق لهم إمعانيه الحاجه إليهم وعدم الإستغناء عنهم وتشكيل دورهم في شتى مجالات الحياه وإستغلال طاقتهم فيما يصلح الأمه وبناء مستقبلها ،وإنهيار عواقب الإرهاب التي تحمد وزرع الأبتكار والجديه في أزقة الفكر وخلق الرابط بين الدوله وشبابها ، إحساس الشاب المصري بأن مصير أمته متوقف عليه . فنحن لن نفعل كمن يشتروا عقول الناس باسم الدين ونلتف حولهم بالقال والقيل وندفعهم إلى التطرف المهين بل نحن لدينا جواهر وآسفا عليها مدفونه في الطين وحتما لتعيش بلادنا رفرافة الجبين ناصره ومنتصره ليوم الدين. أعرب سيدي القارئ عن غاية سروري حين تطل بعيناك لأحرفي الصغيره المبتسمة الثغرين التي مازلت أحسد نفسي على قرائتك وأعتذر عن طيل الإلتفاف حول الأمور ،وأفخر بنفسي كثيرا حين أصرح بأنني فتاه مسلمه قد جاءت بفكره تخص إخوانها الأقباط في طيلة حياتي بمصريتي لم أسمع أن هناك فرق بين هلال وصليب الإ أن رأيت ذلك الإعلام الغربي يتحدث عن التفرقه التي لا نعلمها نحن المصريين أصحاب أعظم حضاره وأروع تاريخ وأسأل نفسي كثيرا من أين أتوا بذلك التشتت الذي لا نعلمه نحن المشار إلينا فيه.