تعددت أساليب جمع المعلومات عن الأِشخاص سواء كان الاسم ورقم الهاتف، العنوان، معلومات عن الدرجة العلمية، الموقف من التجنيد، المهارات وغيرها ما بين الترغيب فى العمل على مواقع العمل المختلفة أو بالمسابقات الحقيقية تارة وغير الحقيقية تارة، ومن أهم الاساليب المستحدثة على الفيس بوك هو اللعب على أوتار الحاجة للعمل وحلم الثراء السريع وخاصة فى دولة تعم فيها البطالة وتتدنى الأجور وحالة المعيشة لمواطنيها تسوء كل يوم عن الآخر بسبب الإهمال والفساد وعدم الأخلاق …
وصادفت اليوم إعلاناً على الفيس على أحد الصفحات .. والكارثة الكبرى أنها لبعض من يدعون الفضيلة أو الاستقامة أو محاولة التغيير والتنمية سواء للفرد ذاته أو للمجتمع من حولة يعمل على وتر الحلم الدائم لماذا تسافر وتتغرب لما ممكن تشتغل فى بلدك، وليه تشتغل بمرتب قليل لما ممكن تكسب آلاف الجنيهات فى شهر واحد .. كل ما عليك هو مخاطبتنا .. مراسلتنا .. الاتصال بنا .. فقط اترك رسالتك وبها رقمك واسمك وانك ترغب فى العمل معنا .. أو أكتب مسابقة الاحلام الورديه وأكسب معانا العربية .. أكتب وأوعى تخاف وهتكسب معانا الألاف .. وبدون وعى يجرى الشباب والفتايات من كل الاعمار تحملهم النشوة والبحث عن تحقيق الذات بالعمل الصالح والمال الحلال أو المكسب الوفير والجهد المعقول .. وعندما يتجرأ شخص شاب أو فتاة للسؤال عن ماهية هذا العمل .. وما الشئ الذى يمكن ان يجعل الفرد يحصل على مبلغ مكون من الاف الجنيهات فى شهر واحد وبشكل حلال .. نجد الإجابة .. ليس عليك الا ان ترسل بياناتك وعلينا مسئولية تحقيق أحلامك وآمالك .. أنك إن لم تكن مبادراً ستظل دوماً فقيراً .. وعلى رأى الفنان الرائع محمود عبد العزيز .. الجرأة حلوة مفيش كلام ….
هناك من يتاجرون بأحلام الناس .. وهناك مازالوا يرضخون لهم بعض السذج دون وعى أو تفكير .. وهناك من يرضخون للضغوط أملاً فى المكاسب يدفعهم لهذا شقاء الأيام والخوف من المستقبل الغامض .. كل ذلك فى ظل صمت ممن عليهم الضرب بيد من فولاذ على كل جبار عتيد .. فاسد من نظام سقط أو حتى مازال موجوداً فى نظام جديد ….
ويا من تدعون الفضيلة .. وتتشدقون بالقيم .. وتلوكون حسن الخطاب .. وتلعبون على أوتار الحاجة وزراعة الأفكار .. يا من تتقنون فنون الإقناع .. أتقوا الله فى أنفسكم وفينا .. لأنها ستأتى الساعة عليكم وعلينا .