اسليدرأخبار عالميةأهم الاخبار

نيويورك” قس أمريكي من أصل عربي يعود من مؤتمر عن الحرية فيُحتجز في مطار نيوآرك

احمد مراد يكتب من نيويورك

نيويورك”

 قس أمريكي من أصل عربي يعود من مؤتمر عن الحرية فيُحتجز في مطار نيوآرك

خضر اليتيم، قس أمريكي من أصل لبناني، وُلد في مدينة بيت لحم، وعُرف على مدار سنوات بأنه صوت للمحبة والسلام داخل الولايات المتحدة وخارجها. يشغل مناصب رسمية في الكنيسة اللوثرية، منها عمله الحالي كمساعد لأسقف سينودس فلوريدا – باهاماس في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في أمريكا (ELCA)، وكان مرشحًا سابقًا لمنصب حكومي في ولاية نيويورك.

عاد اليتيم مؤخرًا من زيارة إنسانية وروحية إلى جنوب أفريقيا، حيث حضر لقاءات كنسية، وزار منزل نيلسون مانديلا، ومتحف الفصل العنصري، والسجن الذي احتُجز فيه مانديلا وغاندي. لكنها كانت رحلة تنتهي بتجربة مُهينة، لا في سجن بجنوب أفريقيا، بل في أحد مطارات بلده: الولايات المتحدة.

“موثوق”… لكنه موقوف

القس خضر هو أحد المسجلين في برنامج TSA PreCheck، الذي يفترض أنه يوفر عبورًا سريعًا وسهلًا للمسافرين المعروفين وذوي السجل الأمني النظيف. ورغم ذلك، تم توقيفه والتحقيق معه فور عودته إلى مطار نيوآرك بولاية نيوجيرسي.

وبحسب روايات قريبة من القس، فإن ما جرى لم يكن حادثًا معزولًا أو سوء فهم، بل تكرار لحالة مزمنة من الشك الأمني الذي يلاحق الأمريكيين العرب، حتى أولئك الذين يخدمون في مؤسسات رسمية ويحملون أعلى درجات “الموثوقية” بنظر الحكومة.

“هو ليس شيخًا ولا متهربًا من الضرائب… فقط عربي”

لا يحمل القس خضر أي خلفية متطرفة، ولا ينتمي لأي حزب سياسي راديكالي، ولا يتورط في أي نشاط مالي مريب. هو ببساطة رجل دين، متحدث لبق، لهجته عربية، واسمه عربي.

لكن يبدو أن هذه المواصفات وحدها، في لحظة معينة، كافية لتحويل أي شخص إلى “تهديد محتمل” في عين النظام الأمني الأمريكي، خصوصًا إذا ترافق ذلك مع نشاط سياسي أو اجتماعي داعم لفلسطين، أو نقد معلن لسياسات أمريكية داخلية.

بلد تحاسب الطلاب على منشوراتهم… لن تعفو عن قس له رأي

في بيئة سياسية مشحونة، حيث يتم اعتقال طلاب على خلفية منشورات فيسبوك، ومنعهم من دخول الحرم الجامعي، لا يبدو غريبًا أن يُستوقف قس عربي يُجاهر بموقفه من الاحتلال الإسرائيلي ويدعو لمقاومة سلمية.

تجربة خضر اليتيم لا تختلف كثيرًا عن تجارب سابقة لمواطنين أمريكيين عرب، من الطلاب إلى الطهاة إلى الصحفيين، ممن دفعوا ثمن أصواتهم، رغم كونهم ملتزمين بالقانون.

من مسجد نيويورك إلى مطار نيوآرك

عرفتُ القس خضر من المسجد، عندما كان مرشحًا لمنصب رسمي في ولاية نيويورك. دعمه المجتمع الإسلامي بقوة، وكان رمزًا نادرًا للتقاطع بين الروحي والسياسي. خسر الانتخابات بفارق بسيط، لكنه ظلّ فاعلًا، وواصل خدمته العامة من ولايات أخرى، قبل أن يتعرض لهذا الإيقاف الذي لم يكن الأول، وربما لن يكون الأخير.

أمريكا تخاف من الأسماء… لا من الأفعال

كتب أحد أصدقائه تعليقًا حادًا بعد الحادثة:

“Kyrie Eleison… Lord have mercy. صديقي الذي يكرّس حياته لمحبة الله والناس يُوقف في بلده، فقط لأن اسمه ليس من الأسماء السائدة. كفى القول بأن هذه الحوادث لا تمثل أمريكا… هذه هي أمريكا.”

ربما تكون هذه الكلمات الأكثر صدقًا في وصف اللحظة:

الاسم، واللهجة، والرأي… أشياء تكلفك الكثير حين تكون عربيًا في أمريكا.

الكلمة الأخيرة: في مطار نيوآرك… لا تنسَ أن جواز سفرك لا يحميك. اسمك هو الخطر الحقيقي.

https://www.facebook.com/afrizk1/

أحمد مراد amourad978@aol.com

احمد فتحي رزق

المشرف العام

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى