تواجه الساحة الاقتصادية في اليمن تطورات خطيرة وغير مسبوقة، إذ يستمر انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، حيث أصبح سعر صرف الدولار الأمريكي في مدينة عدن قريباً من 2,500 ريال يمني.
كما شهد الريال السعودي أيضاً زيادة ملحوظة، مما يضيف عبئاً جديداً إلى سلسلة الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد منذ سنوات.
سعر صرف الدولار الأمريكي في مدينة عدن
في العاصمة المؤقتة عدن، تظهر البيانات التي صدرت اليوم الاثنين، 21 أبريل 2025، أن سعر صرف الدولار الأمريكي وصل إلى 2,454 ريالاً يمنياً للشراء، و2,475 ريالاً للبيع بينما سجل سعر صرف الريال السعودي 645 ريالاً للشراء و649 ريالاً للبيع.
على الجانب الآخر من الوضع المالي، في العاصمة صنعاء، تظل الأسعار أكثر استقراراً نسبياً نتيجة للتدابير التنظيمية المتبعة هناك، حيث وصل سعر صرف الدولار الأمريكي إلى 535 ريالاً للشراء و537 ريالاً للبيع، في حين سجل سعر الريال السعودي 139.80 ريالاً للشراء و140.20 ريالاً للبيع.
ويعكس هذا الفارق الكبير في أسعار الصرف بين عدن وصنعاء الانقسام المالي الواضح بين المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية وتلك التي تديرها سلطات الأمر الواقع في صنعاء.
وقد ازدادت هذه الفجوة مع مرور الوقت، مما نتج عنه خلل كبير في البنية الاقتصادية العامة للبلاد.
أسباب الانهيار المتسارع للعملة المحلية
الانهيار الجديد الذي تعرض له الريال اليمني لم يكن نتيجة لحظة عابرة، بل جاء نتيجة لتراكمات اقتصادية وسياسية وأمنية مترابطة ومن أبرز العوامل التي ساهمت في هذا التدهور:
تواصل الصراع المسلح منذ أكثر من عشر سنوات، مما نتج عنه تدهور مؤسسات الدولة وغياب الاستقرار السياسي الذي يعد ضرورياً لدعم الاقتصاد.
شهد الدعم الدولي انخفاضًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبح تركيز المانحين منصبًا على الأزمات الإنسانية بدلاً من تقديم الدعم للنظام المالي.
تزايد الحاجة للاستيراد في ظل نقص الموارد النقدية الأجنبية، وذلك بسبب عدم قدرة الدولة على التحكم في التجارة الخارجية.
القيود المفروضة على الواردات وارتفاع تكاليف الشحن والنقل أدى إلى زيادة الطلب على الدولار والعملات الأجنبية.
فقد البنك المركزي قدرته على القيام بدوره الرقابي الموحد نتيجة انقسامه بين عدن وصنعاء، مما أدى إلى تشتت السياسة النقدية.
اقرا اليوم؛ شهد سعر الدولار في مصر استقرارًا ملحوظًا اليوم
