أخبار إيرانأهم الاخبار

اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية في إيران… أصوات الغضب تتصاعد من الأهواز إلى أصفهان وشيراز وزنجان

 اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية في إيران… أصوات الغضب تتصاعد من الأهواز إلى أصفهان وشيراز وزنجان

شهدت إيران اليوم الأحد 6 نيسان أبريل موجة جديدة من الاحتجاجات الاجتماعية التي تعكس عمق الأزمة الاقتصادية واستفحال الشعور بالظلم بين مختلف شرائح المجتمع. من متقاعدي الضمان الاجتماعي في الجنوب، إلى العمال والخبازين في الغرب، وصولًا إلى أصحاب الأراضي في الشمال الغربي والمزارعين في أصفهان مركز إيران ، تتوحد الأصوات حول مطلب مشترك: الكرامة والعدالة والحقوق المهضومة. وفي يوم 6 نيسان 2025، برزت عدة تظاهرات في مدن مختلفة، تؤكد أن الغضب الشعبي لم يعد محصورًا في فئة أو منطقة بعينها.

في مدينة الأهواز، نظّم متقاعدو منظمة الضمان الاجتماعي وقفة احتجاجية أمام الإدارة العامة للمنظمة في خوزستان، رافعين شعارات منددة بالوضع المعيشي الكارثي، وارتفاع الأسعار، وتجاهل الحكومة لمطالبهم المتراكمة. هتفوا ضد الفساد، وأدانوا التخلي عن كبار السن الذين أفنوا أعمارهم في خدمة المجتمع. عبّروا عن رفضهم للذلّ ورفعوا شعار: «لا صدقة، لا منّة، نريد حقوقنا بكرامة».

أما في شيراز، فقد دخلت احتجاجات موظفي مصانع الاتصالات الإيرانية يومها الثاني، تنديدًا بسياسة الطرد التعسفي التي طالت العديد من الموظفين أصحاب الخبرة. المحتجون اعتبروا أن هذه الخطوات هي طعنات في ظهر من خدموا لعقود، مطالبين بإعادة النظر في قرارات الفصل، وضمان الأمن الوظيفي، في ظلّ تدهور الأوضاع الاقتصادية وفقدان الأمل بمستقبل مهني مستقر.

وفي كرمانشاه، احتشد الخبازون أمام مبنى المحافظة، معبّرين عن سخطهم من ارتفاع تكاليف الإنتاج وتجاهل السلطات لأوضاعهم المتدهورة. وأعلنوا عن تنظيم احتجاجات على المستوى الوطني خلال الأيام القادمة، محذّرين من انهيار هذا القطاع الحيوي إن لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.

وفي مجمع هفت تبه، نظّم العمال احتجاجًا بسبب انخفاض حصة المياه المخصصة لمزارع قصب السكر، ما يهدد الإنتاج الزراعي ومعيشة آلاف الأسر. واعتبر المحتجون أن السلطات تتجاهل خطرًا بيئيًا واقتصاديًا بالغ الخطورة، داعين إلى تدخل فوري للحيلولة دون كارثة وشيكة.

وفي مدينة أراك، خرج عمال شركة صناعة الآليات في أراك في وقفة احتجاجية جديدة، مطالبين بصرف مستحقاتهم المتأخرة، والتي لم تُسدَّد منذ شهور. ويعاني هؤلاء العمال من أوضاع معيشية صعبة، في ظلّ تنصل الإدارة من التزاماتها تجاه الحقوق العرفية والمناسباتية، كبدل نفقات التعليم لأبنائهم والمساعدات النقدية، والتي توقفت بعضها بشكل كامل. كما طالب المحتجون بإعادة تشكيل مجلس العمال الذي تمّ حله العام الماضي بضغط من إدارة الشركة، دون اتخاذ أي إجراء لإعادته حتى اليوم. وأكدوا في هتافاتهم: «لا تسحقوا حقوقنا المهنية! من حقنا أن يُسمع صوتنا وتُلبى مطالبنا».

في شوش، خرج متقاعدو الضمان الاجتماعي من مدن شوش وهفت‌تپه وكرخه في مظاهرة قوية أمام مبنى القائممقامية، ونددوا بغلاء الأسعار وغياب الرعاية الصحية، ورفعوا شعارات تُدين استغلال النظام للدين لتبرير الفساد والنهب، قائلين: «ينادون باسم الحسين، وأعمالهم كذب وسرقة».

وفي زنجان، احتجّ عدد من أصحاب الأراضي في منطقة كاوازنك أمام مبنى المحافظة، بعدما تخلّت السلطات عن التزاماتها القديمة بمنحهم أراضي في المنطقة، واقترحت عليهم مؤخرًا مبادلتها بأراضٍ أخرى خارج الموقع، ما اعتبروه إهانةً وتنصّلًا من الحقوق.

تُظهر هذه التحركات الشعبية المتنامية أن المجتمع الإيراني يقف اليوم على فوهة بركان اجتماعي، حيث تتراكم الأزمات المعيشية، وتنعدم الثقة في مؤسسات الدولة. ومع غياب الحلول الجذرية، يتصاعد احتمال أن تتحول هذه التظاهرات المتفرقة إلى حراك شامل يُمهّد لمرحلة جديدة من الانتفاضات الشعبية في وجه النظام الإيراني، ما لم تتم الاستجابة الفعلية والفورية لمطالب الشعب.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم حاجب الاعلانات

يرجي غلق حاجب الاعلانات للاستمرار فى تصفح الجريدة