أخبار إيرانأهم الاخبار

الآلاف يتظاهرون في باريس في الذكرى السنوية للثورة المناهضة للشاه في إيران

احجز مساحتك الاعلانية

شهدت العاصمة الفرنسية باريس تظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف من الإيرانيين الأحرار وأنصار المعارضة الإيرانية، إحياءً للذكرى السادسة والأربعين للثورة التي أطاحت بنظام الشاه عام 1979. التظاهرة، التي نظمتها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، حملت رسالة واضحة برفض كل من النظام الديني الحالي وأي عودة إلى الحكم الشاهنشاهی. وقد شهد الحدث كلمات لعدد من الشخصيات السياسية البارزة، من بينهم مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وغي فرهوفشتاد، رئيس وزراء بلجيكا الأسبق (1999-2008).

وألقى غي فرهوفشتاد كلمة أمام الحشود، انتقد فيها بشدة سياسة الاسترضاء التي اتبعتها الاتحاد الأوروبي على مدى سنوات تجاه النظام الإيراني. وأشار إلى مناقشته مع جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، حول ضرورة إدراج حرس النظام الإيراني على قائمة التنظيمات الإرهابية في أوروبا.

وقال فرهوفشتاد: “يجب أن نوقف سياسة الاسترضاء التي استمرت لسنوات. وربما يكون هذا هو الوقت المثالي لذلك. لماذا؟ لأن هناك تغييرات في أوروبا – لدينا حكومة جديدة، وممثل أوروبي جديد، ومفوضية جديدة. وفي نفس الوقت، هناك تغيير في الولايات المتحدة أيضاً، حيث تولت إدارة جديدة الحكم. لذا، أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للتخلص من هذه السياسة الخاطئة تماماً، وبدء نهج جديد أكثر صرامة تجاه النظام الإيراني، خاصة من خلال فرض العقوبات التي نصّت عليها قرارات الأمم المتحدة المختلفة.”

كما أدان فرهوفشتاد الاستخدام المكثف لعقوبة الإعدام في إيران كأداة للقمع، مشيراً إلى أن النظام الإيراني أعدم ما يقرب من 1000 شخص في عام 2024 وحده، وكثير من هذه الإعدامات تم تنفيذها في ظل حكم الرئيس الذي يوصف زيفاً بـ”المعتدل”، مسعود پزشکیان.

وأكد قائلاً:“لا يوجد رئيس معتدل في إيران. لقد قيل لنا لسنوات أن النظام قد يشهد انقسامات داخلية، لكن لم يعد أحد يصدق ذلك. الإعدامات مستمرة تحت هذا النظام، ولا يوجد حل سوى حل واحد – قيام إيران ديمقراطية. هذا هو ما نحتاج إليه، نهاية الديكتاتورية الدينية الحاكمة اليوم.”

ومن بين المتحدثين البارزين أيضاً كانت دومينيك آتياس، الرئيسة السابقة لـمجلس نقابة المحامين الأوروبيين، والتي تحدثت عن الأهمية الخاصة لهذه التظاهرة مقارنة بالسنوات السابقة.

وقالت:“هناك العديد من الفروقات هذا العام. أولاً، نحن نحيي ذكرى سقوط نظام الشاه على يد الشعب الإيراني. هذه مرحلة جديدة في عام 2025، حيث يوجه الشعب الإيراني رسالة واضحة للملالي، القتلة الحقيقيين لشعبهم: لا للشاه ولا للملالي! لقد انتهى الأمر!“.

كما أكدت على الدور المحوري للمرأة الإيرانية في هذه الانتفاضة، مشيرة إلى الحضور البارز للنساء من كافة الأجيال، من الجدات إلى الأمهات والخالات والفتيات الشابات. وأضافت:“الشعب سيستعيد السلطة، والنساء في الصفوف الأمامية لهذا التغيير.”

وعندما سُئلت عن تصاعد الإعدامات في 2025، وجهت انتقادات شديدة إلى الحكومات الغربية بسبب تقاعسها عن اتخاذ موقف حازم: “السؤال الحقيقي هو: أين هم هؤلاء المسؤولون الذين نعتمد عليهم؟ نحن – الشعب – من يتخذ المبادرات، لأن القادة يغلقون أعينهم عن الحقيقة. إنهم خائفون، لكن خائفون من ماذا؟ من من؟! إنهم لا يفقدون فقط مصداقيتهم أمام الشعب الإيراني، بل أمامنا جميعاً، رجالاً ونساءً، الذين نناضل من أجل الحرية. إنه لعار أن يغمضوا أعينهم بينما هؤلاء الأبطال يضحون بحياتهم يومياً، ويموتون في سجون النظام. حان وقت التغيير، وإن لم يتحركوا فنحن من سيزيحهم ليفسحوا المجال للتغيير الحقيقي.”

في كلمتها القوية أمام الحشود، أعلنت مريم رجوي أن سقوط النظام أصبح حتمياً.وقالت:

“نحن نقول لكم، زمنكم قد انتهى، سواء بالمفاوضات أو بدونها، سواء بامتلاككم للأسلحة النووية أو بدونها، فإن الانتفاضة والثورة قادمة لا محالة.”

وقد رفع المتظاهرون الأعلام الإيرانية، ورددوا شعارات تطالب بإسقاط النظام، كما رفع البعض صوراً لمعتقلين سياسيين، فيما حمل آخرون ملصقات ساخرة تسخر من خامنئي.

التظاهرة جذبت اهتمام وسائل الإعلام الدولية، حيث ذكرت رويترز أن الحدث جاء في وقت تستعد فيه السلطات الإيرانية لإعدام اثنين من أعضاء المقاومة، بينما حُكم على ستة آخرين بالإعدام في نوفمبر 2024.

من جانبه، ألقى رياض الأسعد، مؤسس الجيش السوري الحر، كلمة عبر الفيديو كونفرانس، أكد فيها دعمه للمعارضة الإيرانية، مشيراً إلى التشابه بين نضال الشعب الإيراني ضد الملالي ونضال الشعب السوري ضد بشار الأسد.

وفي هذا السياق، توقع غي فرهوفشتاد أن يكون عام 2025 عاماً فاصلاً، قائلاً: “كما انتفض الشعب السوري ضد بشار الأسد، سينتفض الشعب الإيراني ضد الملالي. وهذا سيحدث في 2025.”

جسّدت تظاهرة باريس إصرار المعارضة الإيرانية على إحداث التغيير، حيث أكدت الهتافات والشعارات رفض الشعب الإيراني لكل أشكال الديكتاتورية، سواء كانت ديكتاتورية الشاه أو ديكتاتورية نظام الملالي.

كما برزت مطالبات دولية بضرورة إنهاء سياسة الاسترضاء الأوروبية تجاه النظام الإيراني، مع تأكيد شخصيات مثل فرهوفشتاد وآتياس على أهمية اتخاذ موقف حازم ضد طهران.

وفي ظل تصاعد الإعدامات والقمع الوحشي في إيران، بات المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي: إما أن يتحرك بجدية، أو أن يبقى متفرجاً فيما يواصل النظام جرائمه. أما رسالة المتظاهرين فكانت واضحة: الشعب الإيراني مصمم على استعادة وطنه، والعالم يجب أن يقف إلى جانبه.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى