مظاهرة 8 شباط (فبراير) للجالية الإيرانية في باريس: مناشدة للاعتراف بالمقاومة الإيرانية
لقيت الهزائم الأخيرة التي مني بها النظام الإيراني في المنطقة ترحيبًا دوليًا وداخليًا، حيث جاءت كنتيجة لأكثر من ثلاثة عقود من الاحتجاجات وكشف السياسات التخريبية للنظام، بما في ذلك تدخلاته الإقليمية، وانتهاكاته لحقوق الإنسان، واستغلاله للموارد الوطنية. وعلى مدار 45 عامًا، كان هذا النظام المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، وقد فشلت جميع الجهود الدولية للتعامل معه.
السياسات الدولية التي تعتمد على انهيار النظام من خلال الأزمات الداخلية أو الإقليمية أثبتت عدم فعاليتها، بل وأتاحت له فرصة البقاء. حان الوقت لأن تتبنى الدول نهجًا أكثر فعالية يرتكز على دعم المقاومة المنظمة والشعب الإيراني. فقد أكد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، باعتباره المعارضة الرئيسية، مرارًا أن إسقاط هذا النظام هو الشرط الأساسي لتحقيق السلام والاستقرار في إيران والمنطقة.
الطريقة الوحيدة لمواجهة هذا النظام تكمن في الاعتراف بالمقاومة الإيرانية كممثل شرعي للشعب الإيراني وإشراكها في السياسات الدولية المناهضة للنظام. فأي تعامل مع النظام لن يؤدي إلا إلى إطالة عمره وتعزيز قمعه للشعب واستمراره في تهديد المنطقة.
يُعتبر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية القوة السياسية الأبرز المعارضة لهذا النظام الديني، وقد رفع شعار إسقاطه منذ سنوات طويلة، وواصل نضاله لتحقيق هذا الهدف. وقد شدد المجلس على أنه لا يمكن تحقيق السلام والأمن والاستقرار في إيران والمنطقة والعالم دون الإطاحة بهذا النظام. والطريق الوحيد لتحقيق ذلك هو الاعتراف بالمقاومة الإيرانية كبديل شرعي ومشارك رئيسي في الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على النظام.
وفي هذا السياق، سيتم تنظيم تظاهرة حاشدة يوم السبت 8 شباط (فبراير) 2025 في باريس، إحياءً لذكرى الثورة المناهضة للملكية عام 1979. وسيشكل هذا الحدث فرصة للإيرانيين الأحرار لإعلان مطالبهم المشتركة من أجل التغيير وإقامة نظام ديمقراطي في إيران. كما أن هذا التجمع، الذي ينظمه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، يمثل استجابة للتحولات الأخيرة والضغوط الدولية المتزايدة على النظام الإيراني، ويؤكد أن النضال من أجل الحرية وإسقاط النظام يجب أن يستمر.
لطالما أكدت المقاومة الإيرانية أن هذا النظام يجب أن يُنبذ دوليًا، لأن أي تواصل أو تعامل معه لن يؤدي إلا إلى إطالة بقائه، وتعزيز القمع ضد الشعب الإيراني، وتهديد الأمن والسلام الدوليين. إن التقدم الكبير الذي تم تحقيقه في المنطقة من خلال إضعاف نفوذ هذا النظام لا يجب أن يضيع. وبالنظر إلى طبيعته، سيحاول النظام الإيراني مرة أخرى استعادة موقعه، لأن سياساته لا تسمح له بالتراجع. ومن هنا، فإن على المجتمع الدولي، وخاصة دول المنطقة، أن تواصل المسار الذي بدأته، والذي انطلق مع سقوط نظام بشار الأسد، ويجب أن يُستكمل في طهران.