يوم السبت، 8 فبراير 2025، ستشهد باريس واحدة من أكبر التجمعات للإيرانيين المقيمين في الخارج. يُنظم هذا الحدث بمناسبة الذكرى السنوية للثورة المناهضة للملكية عام 1979، ويعد فرصة للإيرانيين المناصرين للحرية وداعمي المقاومة للتجمع معاً وإعلان مطلبهم المشترك بوضع حدٍ للديكتاتورية وإقامة الديمقراطية في إيران. تجمع هذا العام، الذي تنظمه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، ليس فقط استذكاراً لتاريخ نضال الشعب الإيراني، بل أيضاً استجابةً للتطورات الأخيرة في المنطقة وزيادة الضغط على النظام الإيراني.
رسالة التجمع: لا للديكتاتورية
الشعار الرئيسي لهذا التجمع هو “لا للديكتاتورية، لا الملكية ولا الدينية“، ويعكس هذا الشعار رغبة الشعب الإيراني في التحرر من شكلين من الديكتاتورية اللذين شهدهما في تاريخه الحديث. هذه الرسالة الواضحة تؤكد أن الإيرانيين يتطلعون إلى مستقبلٍ حر وديمقراطي، ويريدون نظاماً قائماً على حقوق الإنسان، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الجنسين.
سيشارك في هذا التجمع ممثلون عن الجاليات الإيرانية وشخصيات سياسية وحقوقية من دول مختلفة. وسيسلطون الضوء على دعمهم للمقاومة المنظمة في إيران وعلى خطة النقاط العشر التي قدمتها السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة، للتأكيد على أن التغيير في إيران هو ضرورة وليس خياراً.
أزمات النظام الإيراني: لحظة حساسة
يأتي هذا التجمع في وقتٍ يواجه فيه النظام الإيراني أشد أزماته الداخلية والخارجية. إن سقوط بشار الأسد، أحد أهم حلفاء النظام في المنطقة، وجه ضربة قوية لاستراتيجية طهران الإقليمية. فقد أصبح طريق نفوذها إلى لبنان وحزب الله، الذي كان يمر عبر سوريا، يواجه تحديات جادة.
وعلى الجانب الداخلي، يعاني النظام من ضغوط ناجمة عن القمع، والفساد الهيكلي، والفقر المتزايد، مما دفع الشعب الإيراني إلى النزول للشوارع. يعتمد النظام بشكلٍ كبير على القمع الداخلي للحفاظ على سلطته. وزيادة حالات الإعدام بشكل غير مسبوق، والتي تجاوزت 1000 حالة في عام 2024 فقط، تعكس محاولاته لخلق حالة من الرعب داخل المجتمع. ومع ذلك، لم يتمكن هذا القمع من وقف تصاعد السخط الشعبي. الشعب الإيراني اليوم أكثر إصراراً من أي وقت مضى على المطالبة بتغيير النظام.
دور المقاومة الإيرانية
من الرسائل الأساسية لهذا التجمع هو التأكيد على البديل الديمقراطي للنظام الإيراني، والمتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. هذا المجلس الذي ناضل لسنوات من أجل الحرية والديمقراطية في إيران، قدم برنامجاً واضحاً لمستقبل البلاد. وتعتبر خطة النقاط العشر للسيدة مريم رجوي، التي تركز على مبادئ فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الرجال والنساء، وحقوق الأقليات، ونزع السلاح النووي، بمثابة خارطة طريق لإيران المستقبل.
دعوة لدعم دولي
سيدعو المشاركون في هذا التجمع المجتمع الدولي إلى وقف سياسات الترضية مع النظام الإيراني والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني. وسيؤكدون أن تغيير النظام في إيران ليس ضرورياً فقط للشعب الإيراني، بل أيضاً للسلام والاستقرار الإقليمي والدولي.
هذا التجمع يمثل فرصة هامة لرفع صوت الشعب الإيراني، الصوت الذي يطالب بوضع نهايةٍ للديكتاتورية وبداية فصل جديد من الحرية والديمقراطية.