أخبار إيرانأهم الاخبار

هزيمة استراتيجية للنظام الإيراني تتردد أصداؤها في وسائل الإعلام العالمية

احجز مساحتك الاعلانية

أثار سقوط نظام بشار الأسد في سوريا تغطية واسعة في وسائل الإعلام العالمية، حيث سلطت التقارير الضوء على الخسارة الاستراتيجية الكبيرة التي لحق بالنظام الإيراني والتداعيات الجيوسياسية الأوسع لهذه التطورات.

وأكدت صحيفة وول ستريت جورنال أن «النظام الإيراني هو أكبر الخاسرين جراء سقوط بشار الأسد في سوريا»، مشيرة إلى أن الوضع الحالي في الشرق الأوسط، الذي يشهد تقلبات غير متوقعة، بالتزامن مع احتمال إعادة فرض عقوبات “الضغط الأقصى” من قبل إدارة ترامب، يجعل من سقوط النظام الإيراني احتمالًا واردًا. وأكدت الصحيفة أن النظام الإيراني يواجه حاليًا تضخمًا اقتصاديًا مرتفعًا واقتصادًا ضعيفًا وسخطًا شعبيًا متزايدًا. (وول ستريت جورنال، 15 ديسمبر 2024).

من جانبها، أفادت العربية بأن الولايات المتحدة سمحت رسميًا برفع العلم الجديد لسوريا على مبنى سفارتها في واشنطن، في خطوة رمزية تعكس التحول الدبلوماسي لصالح القيادة السورية الجديدة. (العربية، 15 ديسمبر 2024).

وأما وكالة فرانس برس، فقد ذكرت أن أحمد الشرع، القيادي السوري، التقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة في دمشق. وتم خلال اللقاء مناقشة ضرورة تحديث قرار مجلس الأمن لعام 2015 ليتماشى مع الوقائع الجديدة، مع التركيز على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. (فرانس برس، 16 ديسمبر 2024).

وفي تقريرٍ لـرويترز فی وقت سابق، أكدت كايا كالاس، مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن وفدًا أوروبيًا توجه إلى دمشق للتواصل مع الحكومة الجديدة والشعب السوري. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سيقرر يوم الاثنين بشأن سبل التعاون المستقبلي بناءً على “الإجراءات العملية” التي ستتخذها القيادة السورية. وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن حزمة مساعدات بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني لسوريا، قائلًا: «نطمح لمستقبل يشمل جميع الفئات، ويمثل الشعب السوري بالكامل، ويقوده السوريون بأنفسهم». كما أقر بوجود تواصل دبلوماسي واستخباراتي مع الفاعلين الأساسيين في سوريا، بمن فيهم جماعة هيئة تحرير الشام. (رويترز، 16 ديسمبر 2024).

وفي تصعيد ملحوظ، أفادت العربية أن إسرائيل نفذت لأول مرة عملية جوية استمرت 8 ساعات، استهدفت خلالها 10 مواقع عسكرية على طول ساحل طرطوس السوري. ووصفت التقارير العملية بأنها “غير مسبوقة” من حيث قوتها، حيث هزت منطقة واسعة، وسمع دوي الانفجارات على بعد عشرات الكيلومترات. (العربية، 16 ديسمبر 2024).

وداخليًا، عكست وسائل الإعلام المرتبطة بالنظام الإيراني حالة القلق المتزايدة. حيث وصفت صحيفة رجا نيوز، المقربة من المتشدد سعيد جليلي، سقوط حكومة الأسد بأنه “اختبار جدي لمحور المقاومة والجمهورية الإسلامية”. ودعت إلى تنفيذ سريع لعملية «وعد صادق 3»، محذرة من أن أي تأخير إضافي لن يصب إلا في مصلحة الأعداء وسيفرض “تكاليف باهظة” على الأمن القومي الإيراني. كما حذرت الصحيفة من أن عدم الرد القاطع في هذه المرحلة قد يرسل رسالة ضعف إلى الأعداء، مفادها أن إيران «فقدت القدرة أو الإرادة» للدفاع عن خطوطها الحمراء. (رجا نيوز، 16 ديسمبر 2024).

وفي اعتراف نادر، نقلت وكالة انتخاب الحکومیة، التابعة للنظام، تصريحات للضابط في حرس النظام الإيراني كوثري، الذي أقر بأن انهيار الجيش السوري جاء نتيجة “دعم ضعيف”. وقال كوثري: «سوريا كانت ممرًا لدعمنا لحزب الله، لكن عندما لم يعودوا يرغبون بنا، لم نكن قادرين على فرض وجودنا». وأضاف أن الأسد فشل في كسب دعم جيشه رغم المساعدات الإيرانية الطويلة الأمد. (*انتخاب*، 15 ديسمبر 2024).

يشكل سقوط نظام الأسد نقطة تحول مفصلية في المنطقة، حيث يقوض النفوذ الإقليمي للنظام الإيراني ويضع استراتيجيته الإقليمية برمتها أمام تحديات كبرى.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى