الأدب و الأدباءالثقافةحصرى لــ"العالم الحر"

الأميرات يهزمن النبيذ … ويسقن فلورنتينو اريزا إلى السبي ,,, ابراهيم السيد

احجز مساحتك الاعلانية

الأميرات يهزمن النبيذ … ويسقن فلورنتينو اريزا إلى السبي
إلَى / سُلْوَان / غَدًا نَلْعَب شَرِيطَةَ أَنْ لَا تُمْسِكِي الْوَانِيّ أَبَدًا

قالت : من كل ذرة في كياني ألعنهم وألعنكَ
فصمتْ
قالت: لأنك كنت حقي، صرت استرق سماع صوتك، والآن أختلس حديثًا عابرًا معك

( I  ) مدخل
دموع “آليس”
وضحكاتها
يعيدان صياغة المصائر في بلاد العجائب
…………….

و”سيدة القلوب”، تأمر عسكرها بالبحث عنك
و”جيبروكي” يمسك بي
ويشعل نار فمه من غضب انتظاري

“بيل” الصغير يراقب المشهد
و”باني بني” يحاول إنزال “هانتي دانتي”
من فوق حائطه السرمدي
كي يهدمه “شرشر”  و”تويدلدي”

ليستريحوا من محاولتي البحث عن آخرة

(II)
نبيذ وردي

ليس للنبيذ عنفوان الفودكا
ولا تهور الويسكي
لا ملكية الشمبانيا
ولا خطورة جمع الجنيبر
ليس له غجرية التيكيلا
ولا شعبية المشروبات الغازية
……..

للنبيذ ملكوته المنفصل
…………

لا يُذهب العقل تمامًا
ولا يُبقيه على تمام امتلاكه.

النبيذ دولة مستبدة،
تحكمها الأميرات

هن لا يعترفن بملكية لك على روحك
ولا يعترفن بحق لك في السكون
إذا أردن اللعب
لا يعترفن لك بحق في إغضابهن
ولا مخالفة أوامرهن

الأميرات يضحكن
ولا يطلبن اعترافك بحقهن في التقافز حول روحك
باللعب

يضحكن
فيهزمن ملكوت كبريائك

ويبكين فتذوب تحت الدمعة الأولى كل مهابتك المصطنعة

قبلة ملتهبة
على خدك
تُسقِطُ كل قوانين حياتك

وأذرعهن إذ تلتف حول رقبتك
رشوة لا طلب يرد بعدها أبدًا

يهمسن في شحمة أذنك بلهجة آمرة:
)هتلعب معايا(
فتسقط كل شواغلك
وتلعب
……..

(III)
نبيذ أبيض

قطرتان بنيتان تسبحان
في صفاء بياض عيني “روكا”
تشبه سكرة النبيذ الأبيض
ولـ “روكا” شقاوتها
وللنبيذ الأبيض وطئته النرجسية.

النبيذ الأبيض لا يحتمل الطعام الثقيل
ولا يقبل أن يشوى به اللحم
لا يقبل أن يخالط فم الشيكولاته
ولا الكرز
وبياضه الثلجي
لا يقبل إلا أن يحظى باهتمامٍ خاص

و”روكا” ترفض أن تشارك الأميرات ألعابها
تطلق صرخة مستبدة:
(كل هذه الألعاب لي،
عمي أتاني بها،
ووحده يشاركني اللعب)
…………

ملتزمة بخط نهاية اللعب
تحتفل بمجيئك على طريقتها
تلف ذراعها حول رقبتك بالكاد

تطبع قبلتها
تنقلك من عالم أشباه الأحياء إلى عالم الخلود
تشكو لك أخًا يخبئ ألعابها
وحملاً يصرخ فيها
قلمًا كسرته عمدًا لتهرب من الدرس
ورغبتها في إجازة رسمية
…………

وتغلبها  النرجسية إذا ما فكرت
أميرة أخرى في عرشها على فخذيك
…………

تضعك في محبس غضبها
لأنك نسيت شراء الألوانها
حكاياتك هي “تفاحة أحلام” “روكا”
تنقلها وهي متوسدة صدرك إلى حزام الملائكية
هناك تخبرها “المرآة المسحورة ” أنها أحلى البنات

إياك أن تنبس
أو أن تنزلها عن رئتيك
ستستيقظ “روكا”
وحتمًا ستطلب حكاية جديدة
………….

ربما  لا تدرك “روكا” أن شقاوتها
هي مبررك المصطنع في انتظار موت “أوربينو”
أو رحيله.

(IV)
نبيذ أحمر

للنبيذ الأحمر المعتق
رائحة ماء البحر
قوام النوتيلا المخفوقة بالكريمة
ولون الياقوت
شهوة النار وعنفوان الصولجان.

“مريومة” حارة كالنبيذ الأحمر
لـ”مريومة” كل خصائص بساط الريح
تلقيك في كهف الأسرار
حاملاً خرجًا كبيرًا
وتصريحًا لتجمع ما تشاء
تعيدك إلى “أجربا”
بعد أن حررتَ “الجني” ليحبس “جعفر”
ويحلق “عجوة” فرحًا بزوال عبوديته

“مريومة” تعوض حداثة نطقها بالبسمات
وبلمعات مُشكَّلاتٍ مُتغَيراتٍ في عينيها

“مريومة” لا تنتبه لحديث أمها:
(لم تري خالك هذا قبلاً، لماذا تحبيه؟!)

لـ”مريومة” عوامتها البطة
تحملها في يمناها
وتشير بسبابتها اليسرى إلى البحر

“مريومة” تعرف أنك لا تجيد العوم؛
تثق فيك.

لـ”مريومة” ضحكة تطلقها
إذا تلاعب بكما الموج
تغنيها:
(هفضل أحبك من غير ما أقولك إيه اللي غير أفكاري)
تضحك لتذيب موج البحر

“مريومة” تدفن عينها اليمنى في صدرك
وبلمعة في عينها اليسرى، تزجر كلام أمها.

“مريومة” تعرف أنها أشبه الناس
بـ”تسنيم”، طفلتك من إيناس
الساكنة رحم ما قبل الوجود.

(V)
شمبانيا
لإيناس ملكية الشمبانيا
“فرمينا” معتقة في برج “جوثل”

“ربانزل” دمعة الشمس في أسر “لورينزو”

“ربانزل” تخشى الحياة

لا تعرف ملمس العشب تحت أقدامها
لم تحلق الريح في شعرها الملكي
لا ذاكرة لها إلا كلمات “فلورنتينو”.
ولا تسمع سوى “فلس الربة المتوجة”
أو صوت “إريزا” محاولاً تقليد “المنشاوي”
{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى () وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى () وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}

سرقوا عينيك اللوزيتين يا حبيبتي مني
ومنحوني عدستين من زجاج

شعرك الذهبي  يا “ربانزل” لعنتك،
التي اشتهى الغاصبون.

“مرسيدس” تحاول تجفيف دمع “ماركيز”
وقد أفلتت منه خيوط الحكاية
ليخلق عن غير عمد منه “لورينزو – جوثل ـ أورليانو”
…………..
“العمة إسكولاستيكا” فشلت في ترتيب المواعيد
أو تبديل الخطابات

“رايدر” أسره العسس
فمن يريك نجوم السماء

“ماركيز” يبكي فقد “فلورنتينو”
وهو يشكي الفقد لابنة الإسكندر
ويشاكل أوجاعه بماء البحر
( سرقو كرم شفتيك المزهر مني،
ومنحوني نبيذًا من أردء أنواع العنب)

إيناس يا لهفة النجوم والكواكب
الأشجار والأنهار
وهم يضحكون في حفل ميلادك المستطابة
و”الملك ” يطلق مصابيح تضيء المدينة
بديلاً لوجهك.

إشراق وجه إيناس
…………….
…………….
…………….
.
(سرقو أنفك المحجل يا حبيبتي مني
ومنحوني أفطس لا تشم الروائح ولا تميز الأشياء)

(iv) مخرج

وما كانت إيناس إلا بعض نبي
يشفي الأعمى والأبرص
ويأكل الطعام ويمشي في الأسواق
ويحب “إريزا”
وما جعله الله ألا ليحمل من أوزار ما تأفكون
يا أيها الظالمون.

تمت الاسكندرية 31/5/2021

احمد فتحي رزق

المشرف العام

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى