مع بدايات إعلان ترشح مسعود بزشکيان لإنتخابات الرئاسة بعد مصرع السفاح ابراهيم رئيسي، والضجة التي جرت إثارتها حوله ولاسيما التقديرات المثيرة للسخرية والاستهزاء من قبل بعض الاوساط السياسية بشأن ما قد يمکن أن يقوم به بزشکيان من تغييرات في السياسات المختلفة في النظام، والانکى من ذلك إن هذا البعض قد رسموا سيناريوهات في مخيلتهم بخصوص ما قد سيواجهه بزشکيان من رفض ومواجهة في برلمان الملالي عند تقديم حکومته من أجل نيل الثقة، لکن الذي جرى أثبت حقيقة أن هذه الاوساط السياسية في وادي وبزشکيان في وادي مختلف تمام الاختلاف.
عملية التصويت التي جرت في برلمان النظام على حکومة بزشکيان ونيلها الثقة بصورة مختلفة عن حکومات الرٶساء السابقين مع ملاحظة إن البرلمان الحالي يخضع للتيار المحافظ، فإن ذلك يدل على إن حکومة بزشکيان قد جرى تحديد مقاسها وفق ما يريده ويهواه خامنئي بشکل خاص والتيار المحافظ للنظام بشکل عام، لکن الملفت للنظر هنا، إن هذا التصويت لم يحدث إعتباطا أو صدفة أو إنه بمثابة ضربة حظ لبزشکيان، بل إنه جاء کنتيجة منطقية لطريقة إختيار أعضاء حکومة بزشکيان وکذلك التنسيق الذي جرى بينه وبين مختلف أطراف ومفاصل النظام من الاعلى للأسفل عندما إعترف بزشکيان قائلا:” لم نقم بأي شيء بدون تنسيق، سواء مع اللجان الدنيا أو مع القمة (مع خامنئی)، ومع كل من كان يجب أن ننسق معهم… لقد اتفقنا مع كل من يجب أن نتفق معهم: الأجهزة الأمنية، الحرس، منظمة الاستخبارات، وكل من كان يجب أن ننسق معهم”.
ولعل أهم ما يمکن أن يلفت النظر ويفضح حقيقة الدور المشبوه المناط ببزشکيان من قبل الدکتاتور خامنئي هو ما قد أکدت عليه السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية عندما قالت بخصوص فضح حکومة بزشکيان ومن إنها إمتداد للحکومات السابقة ولنهج وسياسات النظام، بقولها:” كل شيء يشير إلى أن حكومة الملالي الجديدة، مثل الحكومات السابقة، هي مجرد أداة في يد خامنئي والحرس، وليس لها أي تغيير في المكونات الرئيسية لسياسة النظام، وخاصة القمع والنهب والمشاريع النووية والإرهاب وإثارة الحروب في الخارج. ليس من المستغرب أن يقول بزشكيان اليوم في جلسة لبرلمان النظام عن نفسه وعن وزرائه، “ثقوا بي، ليس الأمر كما لو أن شخصا ما سيأتي ويقف أمام ولاية الفقيه، وأنا سأتحمله”. وأقسم: ” أقسم بالله أننا نريد أن نحقق الرؤية التي وضعها القائد المعظم بقوة”، ولذلك فإن الذي يجب على الجميع إنتظاره وتوقعه هو أن يسير نظام الملالي على نهجه المشبوه ويبقى بمثابة خطر وتهديد جدي للمنطقة والعالم.