يتميز قادة ومسٶولوا نظام الملالي بقدر عال جدا من المهارة في أمرين؛ الاول هو الممارسات القمعية والاعدامات والثاني الفساد وبشکل خاص في عمليات نهب ثروات ومقدرات البلاد.
ومنذ الايام الاولى لتأسيس هذا النظام شرع هذا النظام بالامرين اللذين ذکرناهما أعلاه وظل مواظبا وبحرص شديد على القيام بهما دونما إنقطاع إذ أن هذين الامرين وکما ذکرنا آنفا من أهم ما هو متمرس وماهر بهما، بل وحتى إنه وبعد 45 عاما من تأسيسه نجد وبعد مسرحية الانتخابات الرئاسية البائسة والمثيرة للسخريـة وعلى الرغم من کل ذلك التطبيل والتزمير والتلميع للدمية الرئاسية الجديدة القادمة أي بزشکيان ووصف نزاهته وزعم إعتداله، فقد رأى العالم کله کيف إن هذا النظام وخلال فترة قصيرة تزامنت مع مسرحية الانتخابات المذکورة، قد قام بتنفيذ أحکام إعدام جائرة بحق العشرات من المواطنين لکي يلفت النظر الى حقيقة إصراره على نهجه الدموي.
وبالنسبة للأمر الثاني، أي الفساد والنهب الذي يتخصص به قادة النظام ومسٶولوه، فإنه وأيضا وبعد 45 عاما من تأسيسه المشٶوم، وکما جاء في مقال بعنوان” بلد معطل وخزينة فارغة”، فقد أوضح موقع (عصر إيران)، ومن خلال تقرير له أن:” الرصيد النقدي للخزانة هو 10.5 تريليون تومان، أي حوالي 170 مليون دولار. لفهم مدى ضآلة هذا المبلغ لخزينة دولة بحجم إيران، يكفي معرفة أن هذا الرصيد الحالي الذي ستسلمه الحكومة الـ13 للحكومة الـ14 يكفي فقط لدفع رواتب موظفي الحكومة لمدة يومين إلى ثلاثة أيام”!
وفي سياق متصل فقد لفت موقع”خبر أونلاین” الى حجم الفساد وعمليات النهب التي جرت في عهد المقبور ابراهیم رئيسي عندما ذکر قائلا:” لطالما زعمت الحكومة الـ13 أنها نجحت في زيادة مبيعات النفط وصادراته، وحققت عائدات محلية مضاعفة مقارنة بالحكومة السابقة، ومع ذلك، سلمت خزينة بقيمة 170 مليون دولار فقط. وهنا يطرح سؤال: أين هي نتائج هذه النجاحات الاقتصادية الهائلة المزعومة وكل هذا الدخل؟ إنها ليست على طاولة الشعب! وليست في الخزانة أيضا! فأين ذهبت؟”!
بل وأن المثير للسخرية وحتى الاستهزاء بهذا النظام وطريقة إدارته للبلاد أن أحمد ميدري، الخبير الاقتصادي الحكومي، صرح بعظمة لسانه أن:” اختلال توازن الطاقة في واحدة من أغنى دول العالم من حيث الاستفادة من احتياطياتها القيمة هو دليل واضح على كيف يمكن أن نصنع أزمة من الوفرة”، والانکى من ذلك إنه وتزامنا مع المعاناة الشديدة للشعب الايراني من الاوضاع السائدة عموما في ظل هذا النظام ولاسيما في المناطق الجنوبية الحارة، من نقص المياه والكهرباء وسط حرارة شديدة، اغلقت معظم الصناعات في البلاد أو شبه مغلقة بسبب نقص الكهرباء. وكتب محمد مهاجري، وهو مسؤول حكومي محسوب على التيار التابع للملا خامنئي”إن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في الأيام الأخيرة يعكس بشكل واضح أداء الحكومة الـ13 خلال السنوات الثلاث الماضية. تم إغلاق الورش الصناعية الكبيرة والصغيرة فعليا بسبب انقطاع التيار الكهربائي. المكان الوحيد الذي لايزال يعمل هو جهاز الدعاية الحكومي، الذي يستمر في إنتاج إحصاءات غير واقعية. في كثير من الحالات، تجد حكومة بزشكيان نفسها أمام أرض محروقة”! والسٶال الذي يجب طرحه وبإلحاح بالغ مالذي يمکن أن ينتظره الشعب الايراني من هکذا نظام سوى أن يواصل نضاله من أجل إسقاطه اليوم قبل غدا!