بعد مراسم تقلد مسعود بزشکيان کرئيس للجمهورية، ومع الهالة الاعلامية التي سعى النظام عموما والمرشد الاعلى خامنئي لتصويرها بشأن الاوضاع في البلاد ولاسيما من حيث تصويرها بأنها سائرة بإتجاه الثبات والتحسن، لکن وعند التمعن في واقع الحال وبشکل خاص في ضوء ما يستشف من المٶشرات والمعلومات الواردة في داخل النظام نفسه، فإن الصورة مختلفة تماما وإن کل مايزعمه النظام وخامنئي بهذا الصدد ليس إلا مجرد هراء!
لسنا هنا نتحدث عن تفاقم تفاقم الصراع بين فصائل النظام الإيراني عشية تقديم أعضاء حكومة بزشكيان، فذلك أمر ومسألة لم يعد النظام يتمکن من إخفائها والتستر عليها، بل إن نتحدث مسألة بالغة الاهمية والحساسية ولاسيما وإنها تٶثر على النظام من مختلف النواحي، ذلك إننا نتحدث عن الازمة المالية المتفاقمة للنظام وبموجب إعترفات من داخل النظام نفسه وليس من خارجه أو حتى من جانب المعارضة الايرانية الرئيسية أي المجلس الوطني للمقوامة الايرانية.
وسائل الاعلام التابعة للنظام الايراني، ونقلا عن كتاب رسمي من وزير الشؤون الاقتصادية والمالية إلى “القائم بأعمال الرئيس” في 28 يوليو/تموز، أعلنت أن الرصيد النقدي للخزينة يبلغ 10.5 تريليون تومان، أي نحو 170 مليون دولار! وهذا الخبر الصادم والملفت للنظر نشره بشکل خاص موقع”عصر ايران” حيث کتب عن هذا الخبر قائلا:” هذا الرقم حرفيا لا شيء بالنسبة لخزينة بلد مثل إيران ، لأن رواتب الموظفين أعلى بكثير من هذه الأرقام”!
موقع عصر ايران، أکد بأن هذا لا يعني أنه لن يكون هناك أموال في المستقبل وأن الحكومة لن تكون قادرة على دفع الرواتب. ومع ذلك، فقد ذکر أن “ميزان الخزينة الحالي الذي ستسلمه الحكومة ال13 (حكومة رئيسي) إلى الحكومة ال14 (حكومة بزشکیان) يكفي فقط لدفع رواتب موظفي الحكومة لمدة 2 إلى 3 أيام”!
لکن السٶال المهم والملح جدا الذي يطرح نفسه هنا هو: الى أين ذهبت الاموال في دولة تمتلك موارد هائلة وکيف تم صرفها بحيث لم يعد هناك سوى 170 مليون دولارا في الخزينة؟ قبل الاجابة على هذا السٶال، فإنه ووفقا للوثائق التي سربتها قناة تلغرام ل”الانتفاضة حتى إسقاط النظام”، وتم نشرها خلال العام المنصرم، فقد قدم النظام الإيراني ما لا يقل عن 50 مليار دولار كمساعدات مالية مباشرة لبشار الأسد، قاتل الشعب السوري. والى جانب ذلك فقد أوضح حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، أن كل شيء من حزب الله اللبناني، من الأسلحة إلى المال، وحتى النفقات الحالية لحزب الله اللبناني، يأتي من النظام الإيراني!
ونعود الى السٶال الذي طرحناه والذي لانجد هناك من حاجة للإجابة عنه!