اهم المقالاتمقالات واراء

جرائم لايطويها التقادم الزمني

احجز مساحتك الاعلانية

سعى ويسعى النظام الايراني وعلى مر ال45، عاما المنصرمة، الى التغطية والتستر على الجرائم الفظيعة التي قام بإرتکابها ولاسيما مجزرة إبادة آلاف السجناء السياسيين في عام 1988، وتباينت مساعيه هذه إذ إنه من جانب يسعى لإنکار تورطه بإرتکاب تلك الجرائم وحتى إنه قام بإنکار الفتوى الدموية التي أصدرها الخميني بإبادة 30 ألف سجين سياسي، ومن جانب آخر يوجد إعتقاد لدى النظام الايراني مفاده إن جرائمه ومجازره الدموية تلك ستنتهي مفعوليتها بموجب عامل التقادم الزمني، ولکن الذي فات ويفوت هذا النظام إن تلك الجرائم يوجد من تابعها ويتابعها عن کثب والاهم من ذلك إنه قد قام بتوثيقها فلم يعد من السهل أبدا الافلات من تبعاتها والعقوبات المترتبة عليها.

في يوم الاثنين الماضي، ال22 من تموز2024، دعا المقرر الخاص المستقل للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمن، الى تحقيق دولي في سلسلة “جرائم وحشية” و”إبادة” ارتكبتها إيران على صلة بعملية تطهير استهدفت معارضين والأقلية البهائية في ثمانينيات القرن الماضي.

وأضاف في بيان صادر عنه:” يجب ألا تكون هناك أي حصانة في مواجهة هذا النوع من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بغض النظر عن التاريخ الذي ارتُكبت فيه”، مشددا على أنه “لا يجب أن يسمح للنظام الإيراني وقادته بأن يفلتوا من عواقب جرائمهم ضد الإنسانية والإبادة” وأکد رحمن الذي ستنتهي ولايته في 31 من الشهر الجاري، في تقريره المفصل الذي نشره يوم الاثنين أن”الفظائع التي ارتكبت من عمليات إعدام بإجراءات موجزة وتعسفية وخارج نطاق القضاء في الأعوام 1981-1982 و1988 ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية من خلال القتل، فضلا عن الإبادة الجماعية”.

وکشف رحمن دموية الجرائم الفظيعة التي قام بإتکابها النظام الايراني والتي تجاوزت کل الحدود وتمادت في قسوتها المفرطة أن”عمليات الإعدام شملت نساء – بعضهن قد يكن تعرضن للاغتصاب قبل إعدامهن – والعديد من الأطفال”. وتابع “شملت الجرائم ضد الإنسانية أيضا السجن والتعذيب والاختفاء القسري” وشدد الخبير على أن “الاستمرار في إخفاء مصير آلاف المعارضين السياسيين ومصير رفاتهم يرقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية من خلال الاختفاء القسري”، داعيا إلى إجراء تحقيق شفاف ونزيه بموجب القانون الدولي.

جرائم ومجازر النظام الايراني التي ذکر هذا التقرير قسم منها فيما بقي الکثير منها غير مذکورا ولم تسلط عليه الاضواء، فإنها تثبت مدى إيغال هذا النظام في إرتکاب جرائمه ولايردعه شئ بهذا الصدد، ولکن من المهم جدا هنا إن جرائم هذا النظام ليست مجرد جرائم عادية يمکن أن يطويها عامل التقادم الزمني کما يسلي ويواسي النظام نفسه بذلك، بل إنها وهذا هو الاهم موثقة ومختزنة في أعماق الذاکرة الانسانية وفي عقل وذاکرة وضمير الشعب الايراني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى