کما شاهد العالم کله، فإن النظام الايراني قد أقام الدنيا وأقعدها بتصريحاته وتهديداته العنترية بخصوص رده الکبير والقاسي جدا على اسرائيل لقتلها زاهدي، الجنرال في الحرس الثوري، وکان العالم کله يترقب بأعصاب مشدودة هذا الرد، ولکن وعندما جاء الرد بعد کل ذلك التهديد والوعيد، فإنه کان وبحق مصداقا للقول المعروف”تمخض الجبل فولد فأرا”!
معروف عن قادة النظام الايراني، اسلوب الغطرسة والتعجرف في تصريحاتهم وخطاباتهم، وهم يسعون دائما لإظهار نظامهم بمظهر القوة التي لايمکن قهرها وإلحاق الهزيمة بها، ويحرصون على التأکيد على ذلك في داخل إيران وفي المنطقة، والمثير للسخرية إنهم ومن أجل إظهار النظام بمظهر من قد تجاوز البعد الاقليمي بکثير، فإنهم صاروا يکثرون من وصف نظامهم بالقوة العظمى ويردد عملائهم في المنطقة والاقلام المأجورة التابعة لهم ذلك بصورة ملفتة للنظر، لکن المهزلة المثيرة للسخرية والتي حدثت من جراء ردهم”الساحق” على إسرائيل حيث إنه وکما نقلت وکالات الانباء ووسائل الاعلام العالمية فقد تم تدمير أكثر من 99 في المائة منها في السماء. أصيبت فتاة عربية تبلغ من العمر 8 سنوات في صحراء النقب في إسرائيل. والحقيقة إن ماقد جرى قد أکد وبموجب القوانين والنظم العسکرية بأن الهجوم الذي شنه النظام الايراني على إسرائيل، قد کان هزيمة عسکرية لاتقبل النقاش وإن هذا النظام أجهل مايکون بإستخدام الاسلحة المتطورة وإدارة الهجمات العسکرية.
مزاعم القوة والغطرسة التي دأب قادة النظام الايراني على ترديدها، قد مرغها الشعب الايراني والمقاومة الايرانية في الوحل ولاسيما بعد الاتفاضة الاخيرة التي دامت لستة أشهر وحطمت کبريائهم وجبروتهم وأثبتت بأنهم ليسوا أبدا کما ەدعون ويزعمون وإن نظامهم ليس إلا مجرد نمر من ورق وليس أکثر من ذلك أبدا.
فشل هذا الهجوم والهزيمة العسکرية والنفسية التي لحقت بهذا النظام، أکدت مرة أخرى بأن مساعيه المحمومة من أجل التظاهر بالقوة في سبيل تخويف الآخرين وتوفير الارضية والاجواء المناسبة من أجل بقاء وإستمرار النظام، لم يعد ينطلي على أحد وإن هذا النظام لايمکنه بعد الان أن يستمر في هکذا مسرحيات مثيرة للسخرية والتهکم وآن له أن يواجه الحقيقة ويدرك بأن مساعيه من أجل فرض واقع وهمي على الشعب الايراني وعلى شعوب وبلدان المنطقة، إنما هو مسعى خائب ومفضوح ولايمکن أن ينطلي على أحد والاهم من ذلك بکثير أن يعرف هذا النظام بأنه قد آن الاوان لکي يدفع ضريبة الظلم والطغيان الذي مارسه بحق الشعب الايراني منذ 45 عاما.