كل الطرق في أوكرانيا تؤدي إلى الموت، وكل الملاجئ معرضة للسقوط فوق رؤوس أطفالها، واللافتات لا تعنى أي شيء لأبابيل الموت التي تستبيح الأجواء دون وازع من عصبة أمم أو خوف من مجلس أمن.
في أوكرانيا، يمكنك أن تكون بطلا في مأساة على خشبة أحد المسارح المهجورة حتى وإن لم تكن تجيد التمثيل في زمن أفسدت فيه السياسة كل فن.
يوم الأربعاء الماضي، وتحديدا في السادس عشر من مارس بتوقيت ماريوبول، تصاعدت سحب الدخان والغبار الكثيف من بقايا أحد المسارح المهجورة بوسط المدينة إثر سقوط قنبلة من إحدى الطائرات الروسية عليه.
وخلف الكواليس، تحركت الأيدي المرتعشة للاطمئنان على صغارها وإزاحة الصخور والأتربة من فوق الوجوه الدامية.
وأمام المسرح، تحلق جمع من رجال الدفاع المدني لمشاهدة العرض الأول للقصف الدموي لأحد الملاجئ، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من فم الموت.
يبدو أن الطيار الذي أنزل حممه الحارة فوق الأجساد الباردة لم يكن يجيد القراءة، وإلا لما قصف عمدا ملجأ كتب على جانبيه بالروسية الفصحى “هنا أطفال”.
وربما لم تأته الأوامر من قيادته العسكرية في موسكو بقراءة اللافتات أو تصديقها. ولعله أراد أن يحقق نصرا على أي ركام حتى وإن كان من عظام طرية غضة.
لكن التاريخ علمنا أن ألسنة النيران وسحب الدخان ليست سوى بداية درامية لمشهد عبثي أراد مخرجه أن يلفت أنظار الواقفين على جانبي الخرائط. فخلف مشهد القصف هذا عيون دامعة، ونشيج لا ينقطع، ودماء لن تجف، وثارات لن تهدأ.
حين تنتهي الحرب، هذا إن انتهت، سيعود الطيار المغوار إلى وطنه بالكثير من الدمى والحلوى، ليجلس مع أطفاله في شرفه منزله ويحدثهم عن بطولاته في ماريوبول، وكيف أنه استطاع أن يخترق أنظمة الدفاع الأوكرانية، وأن يراوغ طائرات العدو الحربية، وأن يلقي بحممه فوق الحصون والفيالق والمدرعات، لكنه لن يستطيع أن يخبرهم أنه حقق انتصارا على أطفال لا يملكون إلا صرخاتهم، ونساء كن يبحثن في الظلام عن أعواد ثقاب لإعداد وجبات حليب دافئة لأطفالهن.
الحرب قذرة وغير أخلاقية أيها السادة، فلا تتسرعوا بالاصطفاف إلى جوار قاتل نكاية في أهل قتيل، خاصة عندما يكون القتيل طفلا لا يدري فيم قتل، وإلا أصبحتم شركاء في الجرم وإن لم تغمسوا أياديكم في محابر الدماء.
فلطالما جربنا في بلادنا طعم الموت، ولطالما أزكمت رائحة البارود أنوفنا، ولطالما لملمنا أشلاءنا من تحت أنقاض المسارح والمصانع والمدارس ودور العبادة التي دمرتها طائرات من لم يرقبوا فينا ولا في أطفالنا إلا ولا ذمة.
لا ثأر بيننا وبين نساء أوكرانيا أو أطفالها أيها السادة، وليس هناك سجل من العداء بيننا وبين شيوخ أوكرانيا وعجائزها.
نعلم أعداءنا جيدا، وندعو الله أن تحررنا هذه الحرب من تبعية القطب الأوحد الذي سامنا الهوان، واستباح أرضنا وسماءنا وقسم أوطاننا وسلب أرزاقنا، وأعان عدونا وقهر رجالنا وشرد نساءنا ويتم أطفالنا.
لكن لا يجب أن ننسى أن الطائرات التي كانت تدك مدننا لم تكن كلها مرصعة بنجوم سام أو نجمة داوود، ولعل طيار ماريوبول والذي دك المسرح فوق رؤوس لاجئيه قد شارك ذات بطولة بطائرته تلك في طلعات مشابهة فوق دمشق أو إحدى ضواحيها.
في أوكرانيا، كما في سوريا وفلسطين والعراق، تتشابه دماء المدنيين ونحيب الثكالى وصيحات الأطفال.
قد لا نستطيع تمييز لغة المنكوبين، لكننا لن نحتاج إلى من يترجم نشيجهم المتقطع وصرخاتهم المكبوتة.
وسيظل مسرح ماريوبول يعرض فصلا داميا من فصول همجية الإنسان ووحشيته فوق خشبته المدمرة حتى قيام الساعة، حتى وإن لم يذهب لمشاهدة العرض أحد.
هيئة التنمية السياحية يعد ملاك قرية “النزهة بيتش” بحل مشاكلهم
17/01/2019
الجيش الليبي يطلق حملة عسكرية لـ«تطهير الجنوب من الإرهابيين والعصابات»
06/12/2015
انهيار كوبري مشاة قليوب
24/08/2020
رئيس الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي : ٦٠ ألف مستفيد جديد من العلاوات الخمسة الشهر المقبل وصندوق لاستثمار أموال المعاشات استثماراً آمناً وبعوائد مميزة
26/05/2020
تكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسى الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بمتابعة واقعة وفاة الدكتور وليد يحيى عبدالحليم
05/09/2020
رئيس مركز ومدينة رفح يلتقي مع المشايخ
24/08/2020
القبض على مسؤول بحي باب الشعرية ومقاول أثناء تقاضيهما رشوة
20/11/2015
بالصور وزير الشباب الرياضة ومحافظ جنوب سيناء يشهدا الماتش التدريبى لفريقى جنوب سيناء والمصرى
03/12/2024
يستعد النادي الإسماعيلي لملاقاة شباب دمياط يوم الخميس
13/11/2015
إعلان الرياض يشيد بدور لجنة القدس برئاسة جلالة الملك في حماية وضع القدس الشريف
28/10/2015
مليون و 127 ألف جنيها للتكافل الاجتماعي بجامعة المنيا
08/03/2017
منطقة سوهاج الأزهرية .. تكرم الشيخ سيد عبد الكريم موجه شئون القرآن الكريم لبلوغه سن المعاش
12/08/2015
القبض على رجل أعمال ممول لتنظيم بيت المقدس الإرهابى بالعريش