كلمة معتادة دايماً بنسمعها بعد كل حادث أو جريمة بتحصل ، هي ” الشرطة فين ” ، و نبدأ من غير معلومات نكيل الاتهامات ، بالقصور والإهمال وتصيد الأخطاء وتضخيمها ، سواء عن عمد أو جهل ، هذا هو واقع حالنا ، في التعامل كمجتمع مع أي حادث إرهابي أو جنائي .
الحقيقة إننا أمام كلام عبثي يحتاج إلى وقفة ، لأن استغلاله من قبل البعض يؤدي إلى كوارث على أرض المجتمع .
شاهدت الإعلام المعادي الإخواني وهو يتناول حادث الإسماعيلية ، و انتابني شعور أن مصر رجعت إلى فترة ما قبل ٣٠ يونيو ، وأن المنظومة الأمنية في بلدنا تحتاج إلى أعادة النظر قبل أن تنهار ، حديث كله غل وحقد وكراهية للبلد و لرجل الشرطة ومنظومة الأمن .
كلامي لن يكون دفاعاً عن الشرطة كرجل أمن سابق ، لكن هي محاولة لأقرار حق وواقع قد يكون غائب عنك ، سواء عن عمد أو سوء تقدير أو عدم فهم ، يعني مينفعش من اسبوع تقريباً نفتخر أن معدل الإرهاب في مصر عامي ٢٠٢٠ و ٢٠٢١ ” صفر ٪ ” ، بفضل جهود الشرطة وتضحياتها ، ونيجي النهاردة نقول هي فين الشرطة ، علشان حادث جنائي حا يتكرر مره واتنين وتلاتة و عشرة …
وده وضع طبيعي في أي مجتمع ، مهما كان تقدمه و تطوره ، حتى التواجد الأمني المكثف لن يمنع من ارتكاب الجرائم ، ولكن سيقلل من معدل ارتكابها .
الأمن لا يقيم بالقطعة ، لكن الأمن شعور وإحساس يقيم ” بالحالة ” الأمنية ، هل تشعر بالأمان في أمورك الحياتية أم لا ؟ ، لا أريد أن اقارن بين أيام يناير ٢٠١١ و اليوم ، في تقييم الاداء الأمني كما يفعل البعض ، فهذه الفترة ليست مقياس للمقارنة ، فهي فترة استثنائية في تاريخ مصر .
ليس من الإنصاف أيضاً أن ننظر الي الاداء الأمني وتقيمه بالقطعة ، ودعوني أسأل في واقعة حادثة الإسماعيلية ، ما هو المطلوب من رجل الأمن ، تجاه قاتل يرتكب فعلته في أقل من خمس دقائق ، حتى لو كان بجوار مرتكز أمني ، أو تواجد شرطي .
انا لست ضد توجية نقد للأمن ، عندما يكون هناك تقاعس أو إهمال ، وهذا موقفي دائماً سواء فيما أكتبه ، أو في لقاءاتي الإعلامية السابقة ، فأنا غير راضي عن الجانب الخدمي الذي تقدمه الوزارة للمواطن رغم الجهد الضخم الذي يبذل في هذا الشأن ، و أتفق مع الكثيرين من كونه يحتاج إلى وقفة من قيادات الداخلية ، لأن هناك قلة تسئ لمجهودات الوزارة ، لكن عدم الموضوعية والكلام غير المسؤول ، يجب أن نتوقف عن ترديده .
كلامي لا يعني أن الاداء الأمني ١٠٠ ٪ ، فلا يوجد على مستوى العالم أداء أمني ١٠٠ ٪ ، لكن يوجود جهود وتضحيات تبذل من أجل رضا المواطن ، و اعتقد أن الجهود الأمنية في السنوات القليلة الماضية في تقدم ملحوظ سواء على مستوي مواجهة الإرهاب أو مواجهة التشكيلات العصابية الجنائية ، أم الحوادث الجنائية الفردية ، فهي تخرج عن سيطرة أي جهاز أمني على مستوى العالم .
تحية لكل رجال الشرطة وشهدائها ونحن على مشارف ٢٥ يناير ” عيد الشرطة ” .