اسليدرمقالات واراء

كل الذين تباهينا بهم خذلونا

كتب : عمرو العويس

كان يحمل بداخله خوفاً تزداد كثافته بمرور الأيام ، يشبه خيوط العنكبوت المتشابكة ، يمنعه دائما من التقدم أى خطوة نحو أى شىء ، كان يخشى الخسارة و يخشى كل شىء قد يؤذى قلبه أو يترك فيه ندبة .

“يخاف أن يتكئ على قلبه فيُخذل ، أو يتكئ على عقله فيعيش وحيدا ، هو لم يصبح أقوى ، بل صار أكثر تقبلًا لما كان يهابُه ، ليس لجسارة قلبه وإنما لأن ما يمر به لم يعد يعني شيئًا أمام ما أبصرته عيناه يومًا ، هو صار أكثر صمتا ليس لأنه لا يجد مايقوله ، بل لأنه أحب الصمت ومن يُشاركه فيه ، نحن نكبر بحجم الالم وبالمدي الذي نتذوق فيه الشعور وعكسه .

لكن ‏يا عزيزي القلوب المُحبة بصدق لا توارب أبوابها ، تظل مفتوحة علي مصرعيها لكل غالٍ بكل ما تملكه من ودٍ ولُطف ،ولكنها أن تأذت تُحكم أغلاقها ، لا تنتصف أبداً مهما كان .

لكن لا بأس لا بأس لقلبك وأن لم يبرحه الحزن ، ولا بأس لروحك وأن دثرها الخوف ، لا بأس لضجيج رأسك وقدميك المثقلة على الطريق ، لا بأس لكلمات محبوسة قهرا لحنين لأيام كنت فيها كما تحب ، لا بأس للأرق الذي مل قلبك ، حتما سيتبدل كل هذا يوما ما عسى أن يكون قريب .

عسى يا عزيزي ألا يسلبك الزمان أبدا من كرامتك ، عسى ألا تحوجك الوحدة أو تكسرك سوادوية الواقع ، وعسى أن تقف أمام مصائب الدهر وأختبارات القدر عزيز النفس مرفوع الرأس لا يمنعك شعورك بالحزن والتعب من أن تظل مُحتفظا بكبريائك .

لكنك ممتن لكل شخص صادفته في حياتك حتى لو أنتهت بك السُبل بشكل غير لائق ، ممتن للإختلاف لأنك تعلمت أنكم لستم نسخة وأحدة ولقنك درسًا في التعامل مع البشر بشكل أنضج ، فنحن يا عزيزي لا نعرف خبايا أنفسنا إلا في الأوقات الصعبة فقط ، ندرك قيمة الأشياء بعد كل مُر نمر به .

فعلى كل إنسان أن يتمنى يتمنى على الأقل أن يمتلك تلك الانتقائية الموفقة لاختيار ما يحزن عليه وما يُحارب من أجله وما ينفق فيه رصيده من المبالاة والوقت ، ف لا بأس يا عزيزي.

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى