في بلادنا، يُقتل الرجل دون أن يدري فيم قتل، وتقضي المرأة عمرها خلف القضبان دون أن ترتكب جرما يستدعي البقاء في ظلمة القهر ليلة واحدة .. ويلقي المواطن الهوان على أيدي الدرك والحرس الذين ينتمون إلى لون البشرة وصفحات التاريخ نفسها، أو على أيدي العسكر أو الجندرمة القادمين من وراء المحيط ليشهدوا منافع لهم. الموت إذن هو القدر الذي لا مناص منه لمن يحمل هوية عربية باتت مسبة في بطاقة لا يفخر بحملها أحد.
وليس من حقك في بلاد العرب أن تختار طريقة مصرعك أو لون الحاشية التي ستضعها تحت جنبك وأنت تنطق بالشهادة فوق سرير الموت. وقد لا تجد من يبكي عند قبرك أو يتمتم ببعض آيات القرآن وهو مغمض العينين ليستحضر ملامحك قبل أن تواريها الأحداث المتسارعة تحت ركام الذاكرة. فبعض الأسر تموت معا لأنها لم تستطع أن تحيا معا.
فضل من الله أن تموت كالإبل فوق فراش دافئ لأنك ترفض أن تكون قابيل الأخير، لكن الغصة تبقى في حلقك لأنك قررت أن تدير ظهرك للعدو يوم زحف لم تستعد له.
في سوريا، وتحديدا في إدلب، يرفض القابعون في سجون الوطن أن يغادروا زنازينهم لأنهم لا يشعرون بالأمان خارجها ويزهدون ضوء الشمس ورائحة القرنفل الدمشقي مفضلين رائحة الروث الآدمي والعرق والعفن.
فما الفائدة من حرية لا تفضي إلا إلى الموت؟ وما جدوى هواء ملوث برائحة البارود والغازات السامة في وطن ليس له حرفة إلا القتل والحرق والخسف؟
في سوريا، يمارس الجيش الوطني الغواية، فيقصف بطائرات روسية أبواب الزنازين ليغري الخارجين على حرم السلطان بالخروج أفواجا إلى الموت.
لكن المواطنين الذين أصبحوا أكثر دراسة من المخابرات التركية لما وراء الأكمات الروسية، يرفضون الانزلاق خلف وهم الحرية لأنهم يعرفون أن ثمن الحرية في بلاد القصف هو الموت المبكر أو العجز المقيم.
وحتى يصل السيد الروسي إلى هدنة دائمة مع حليفه التركي المتمرد تحقن دماء المغلوبين على القصف، سيظل السوريون يبحثون في سجون الوطن عن مكان آمن وإن كان مساحة ضيقة لا تتسع لأجسام الرضع أو أقدام العجائز.
لا مرحبا بالتعليم أو المدارس في بلاد حرفة أهلها الاختباء وغاية أحلامهم الحفاظ على أطرافهم سليمة حتى الموت.
في إدلب، التي أعلنت التمرد على الخوذات الوطنية والقاذفات الروسية، وألقت بما تبقى فيها من أنقاض في أحضان الأتراك ومن ورائهم الأمريكان، لا يغادر السوريون سجونهم حتى لا تحطمهم الأحذية الباردة أو براميل البارود، ويفضلون الأمن على الحرية، ويقدمون النجاة على نسمات الهواء الباردة تحت أشجار اللوز والزيزفون.
في وقت يطالب الغربيون بحقوق الحيوانات والشواذ، لا يجد العربي من يطالب بحقه في الحياة دون خوف.
وفي وقت تسعى فيه الدول الكبري والإثنيات الصغرى إلى التكتل في قوميات كبرى، ينهار سقف العروبة على رؤوس الحالمين بغد مختلف، وتتآكل الدول الكبري وتتشظى تحت معاول الأطماع والخيانات والعمالة.
وفي وقت يسعى فيه الناس جميعا إلى الحرية، يهرب الإدلبيون إلى السجون. ويستمر النزف دون أدنى بشارة في أي أفق، وكأننا حطب الموت فوق كرة لا تستدفئ إلا بعظامنا.
هل كان من حكمة حكامنا الأشاوس الإفراط في بناء السجون؟ وهل ينبغي على الثورات العربية القادمة أن تكف عن المطالبة بالعيش والحرية وأن تطالب ببناء المزيد من المعتقلات؟ أم أن الغد قد يحمل رؤيا لا يؤولها إلا سجين كيوسف يكون على خزائن الأرض ليحول سنواتنا السبعين العجاف إلى أعوام فيها يغاث الناس وفيها يعصرون؟
مواقف الأطراف الدولية من الضربة الثلاثية على سوريا
13/07/2015
“بيت السحيمى”:إستضاف الليلة حفلاً لفرقة “النيل” للآلات الشعبية
04/12/2015
مصرع طفل غرقان فى ترعه بفرشوط
09/11/2015
إجمالى نتائج … الجولة الرابعه من الدورى المصرى الممتاز
07/07/2015
الاوبرا تستأنف نشاطها بسهرة رمضانية للحجار
14/08/2020
وزيرا الكهرباء والتخطيط ورئيس مجلس إدارة صندوق مصر السيادى يوقعان بروتوكول تعاون مشترك لتعظيم الاستفادة من المشروعات والأصول المملوكة للهيئات والشركات التابعة لوزارة الكهرباء
21/08/2020
قرينة رئيس الجمهورية : الهجرة تذكرنا بأسمى المعاني الإنسانية
25/11/2018
هل تقوم الدوله المصرية بالسماح بتجاره المخدرات !؟
13/11/2015
جحا مساء اليوم بالهناجر
26/06/2020
الزراعة : 187 مليون جنيه تمويل جديد لمشروع البتلو لصغار المربيين والمزارعين
21/02/2016
عاجل وحصري وانفراد مارتن يول مديرا فنيا للأهلي
30/08/2015
داعش والمالكي وجهان لعملة واحدة
09/05/2019
أيا طفلي المدلل
24/06/2015
” الزمالك يقترب من درع الدوري بثلاثية في المقاولون”