لا أحد ينكر أن هناك بذخ وإسراف كبير ونهم على الشراء خلال شهر رمضان رغم ما نعيشه من تداعيات فيرس كورونا وإنكماش حجم الإقتصاد وعدم توفير فرص عمل كبيرة ولهذا فإن ترشيد الاستهلاك أصبح ضرورة ملحة ومطلب هام خاصة فى ظل ما نعيشه من حرص على الترف والإنفاق على الشهوات والملذات، حيث زادت معدلات الاستهلاك زيادة كبيرة حتى
أصبح البيت الواحد أو الأسرة الواحدة تنفق فى الشهر مبلغا من المال يكفيها لعدة شهور ويزداد الإنفاق والاستهلاك بدرجة كبيرة في شهر رمضان الكريم وفترة الأعياد سواء عيد الفطر المبارك للمسلمين أوعيد القيامة المجيد للمسيحيين ويقع على المرأة فى الأسرة عبء كبير من حيث تدبير العيش وتبرز أهميتها ودورها الفعال فى ترشيد الاستهلاك في ظل هذه المناسابات المتعاقبة .
ويؤكد هذا المعنى أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتروى عنه السيدة عائشة، رضى الله عنها، قوله: «إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها، غير مفسدة، كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما كسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا». رواه البخارى ومسلم.
ولقد حرص رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على تربية المسلم تربية استهلاكية رشيدة، ليس فيها هدر للطعام، فعن أنس بن مالك، رضى الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان»، قال: «وأمرنا أن نسلت القصعة»،
وقال: «إنكم لا تدرون فى أى طعامكم البركة»، فهذا توجيه نبوى لأدب من آداب الطعام، ربما يستنكف منه المترفون والمتكبرون، ومقتضاه ألا يستحقر الإنسان نعمة مهما قلت حتى لو كانت لقمة سقطت خطأ منها، كما يأمر الحديث أن يتتبع الفرد طعامه بحيث لا يبقى أى طعام فى طبقه الذى يأكل فيه.