بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم
في اوائل شهر يناير عام 2019 زادت الوعكة الصحية التي تعرضت لها أمي نظرا لكبر سنها وبعد إحضار الطبيب أكثر من مرة للكشف عليها في المنزل قرر ضرورة نقلها إلى المستشفى ومنذ المغرب حتى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل لم نجد مكانا في العناية المركزة بالمستشفيات فأخبرنا مسئول الأمن بمستشفى الدمرداش بألا نتعب أنفسنا لأن كل المستشفيات طوارىء نظرا لأعياد الميلاد وعندما استقلينا السيارة إذ بسائق ينادي علينا وسألنا عن أمرنا ؟ فأخبرناه بما حدث فقال فيه مستشفى في مدينة نصر وأسعاره معقولة ثم اتصل بطبيب هناك وبالفعل ذهبنا ومكثت أمي بالمستشفى بضعة أيام وتدهورت حالتها وتبين أن ذلك المستشفى ماهو إلا تجارة لنهب الأموال
أخذنا التحاليل وذهبنا بها إلى عيادة الطبيب الذي كان يتابع حالة أمي الصحية وعندما أطلع على التحاليل قال : هذا المستشفى لارحمة عندهم ولابد من نقل أمي إلى العناية المركزة بمستشفى الجمعية الشرعية بجمعية أحمد عرابي بالعبور وأعطانا كارت إلى المستشفى
بالفعل طلبنا سيارة الإسعاف ونقلنا أمي إلى مستشفى الجمعية الشرعية قبيل الفجر بقليل وكان في استقبالنا طبيب شاب في قمة الأخلاق وقال لنا : هذا المستشفى لخدمة المرضى وبدون مقابل
تبين أن الذي بنى هذا المستشفى والمتحمل للتكاليف وأجور الأطباء والتمريض والموظفين به هو السويدي ابن الشرقية ومصر
ظلت أمي في العناية المركزة فاقدة الوعي لمدة أيام حتى فاضت روحها إلى بارئها ظهر يوم الأربعاء 9 يناير 2019 وتوارى جثمانها الطاهر بين ثرى مقابر الأسرة بمحافظة الشرقية
كتبت ذلك في ذكرى وفاة أمي لأن لكل كلمة دلالة كبيرة
بإختصار اقول : بارك الله في السويدي وعائلته وبارك الله في الطب الذي يهتم بالإنسان ولعنة الله وغضبه على الطب الذي يلهث وراء المال
ياسادة : برحيل أمي رحلت معها كل الأشياء الجميلة في حياتي وأصبحت في الحياة كمن يعيش في بيت بدون سقف وفي صحراء تلاطمه الرياح وتكويه معالم التضاريس .
بعد الليلة الأولى لوجود أمي في قبرها كتب قلمي بالدم والدموع قصيدة وأذكر منها :
حنين إلى عينيكِ يا أمي ناداني
يا دمعة تبكي على أحزاني
ما كنت أدري أن عطركِ يا أمي
قد فاق عطر الورد والريحان
أهدى الحياة ربيعها وجمالها
ورحلتِ يا أمي وبقيت ..
وحدي تأكل اللوعة أشجاني
رحمة الله على روحك ياأمي وأرجو من كل الذي يطالع مكتوبي هذا أن يقرأ الفاتحة على روح أمي