كتب والدي الباحث الدكتور فتحي أحمد رضوان عن مشكلة خلق القرآن بين المعتزلة وأهل السنة ويسعدني أن أقدم ذلك رحمة على روحه .
بحث المعتزلة في العقل والنقل واقتنعوا بأن القرآن كلام الله مخلوق وبذلك يكون القرآن مخلوقاً فلماذا استمسك المعتزلة بهذه المقالة وأصروا عليها، بذلك أصبحت في نظرهم قضية خلق القرآن هى قضية إيمان وشرك ولقد شاء القدر أن يصل معتزلة بغداد إلى مقاعد السلطة والوزارة في خلافة المأمون ونقول أن أحمد بن حنبل أحد أصحاب المذاهب السنية الأربعة.
يتناول هذا البحث مشكلة خلق القرآن منذ نشأتها محاولا نفي الصفات القديمة عن الله عز وجل حتي لا يتعدد القدماء والكلام من صفاته وتناول أيضا دراسة أحداث هذه المحنة وسؤال العلماء والمحدثين وامتحانهم ومحاولة أرغامهم علي القول بان القرآن مخلوق وقد تتبع الفكرة منذ نشأتها لدي الجعد بن درهم وجهم بن صفوان وكيف اعتنقها المعتزلة وأصبحت هي الركيزة الأولى لأهم أصولهم ثم عرض أهم الشخصيات السلفية من جهة والمعتزلة من جهة آخري ثم قدم عرضا لأراء أصحاب الحل الوسط وهم الأشاعرة الذين حاولوا الوقوف بين تشدد أهل السلف وتمسكهم بالنصوص من جهة وكبح جماح العقل الحر لدي المعتزلة فقالوا بالحل الوسط ثم قام بتقديم نموذج فريد ورائع في صورة مناظرة بين رجل من أهل السلف وهو عبد العزيــز بن يــحيــي الكناني المكي ورجل من أهل الاعتزال هو بشر المدين ثم قام بتصنيف أهم أدلة أهل السلف من العقل والنقل ثم تصنيف أهم الأدلة التي قدمها أهل الاعتزال من العقل والنقل أيضا وقد اتضح من البحث إن النتيجة واضحة وضوح الشمس وهي أن القران كلام الله غير مخلوق وأن قول البعض بان القران مخلوق فقد كفر لأن القرآن من علم الله وحاشى لله أن يكون علمه مخلوقا والأمر بالخلق لابد وأن يكون سابق علي الخلق وما سبق كل الخلق فليس بمخلوق.