بقلم : رباب القاسم
كان لزاماً يا أبي
أن أجثو تحت قدمْيك
تلك السنوات الماضية
لأتعلم منك كيف يكون الحزن
رفيقاً في تلك الرحلة الشاقة
وأن أحضر لك باقات الياسمين
وأنثرها حولك
لتُنبِتَ في كفي
غاباتٍ من الزيتون
وكثير من الصبار
لِأُيقْن أن الحزن
سيبقى مقيماً بيننا
مازال يحتلُ تلك الأوطان
يجلدُها
يعذبها
جزاء الخنوع
ولكنك تركت الساحةَ مبكرا
لتلك الوجوه العابثة
لماذا يا أبي
لماذا تركت هؤلاء الأغراب
ينهشون تلك الجثث الملقاه
على قارعة الطريق
فظيعٌ يا أبي
فظيعٌ منظرُها
في كل صباحٍ ومساء
أشتاقُ إلى رؤية تلك الجداول
التي كنت أشاهدها معك
ولسماع صوت العصافير
بدلاً من أصوات المدافع
وأصوات الطائرات
أشتاقُ يا أبي
ولكني أخاف
أن أعود بدون ذراع
أما كان يجدر بك يا أبي
أن تعلمني أكثر وأكثر
أما كان يحسن بك البقاء
ربما تحتوي الصورة على: شخص أو أكثر