اسليدرالأدب و الأدباء

البطل زغلول محمد فتحى

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم

البطل الرائد زغلول محمد فتحى أحد أبطال الصاعقة خلال معارك أكتوبر 1973 فقد تولى قيادة إحدى كتائب الصاعقة وتم تكليفه بالإغارة على موقع لسان بور توفيق وكبريت والإستيلاء عليه لمناوبة أعمال قتال الفرقة 19 مشاه التى كانت تعمل فى الجانب الأيمن للجيش الثالث .
يعتبر لسان بورتوفيق الممتد على الشاطىء الشرقى لقناة السويس بمثابة برزخ داخل خليج السويس وتحيطه المياه من ثلاث جهات ويصل طوله إلى اثنين من الكيلو مترات وعرضه يتراوح مابين 50 إلى 300 متر وطبيعته صخرية مما يصعب رسو القوارب المطاطية وعنده أقامت إسرائيل حصناً منيعاً من حصون خط بارليف وتحديداً فى منتصف اللسان وفى مواجهة بورتوفيق وخصصته للدفاع عن موقع اللسان وبسرية مدعمة بفصيلة دبابات متمركزة بداخله بالإضافة إلى فصيلتين من الدبابات خارج اللسان كقوة احتياطية تكتيكية .
كانت القوات الإسرائيلية الموجودة داخل الحصن مزوده بـ 24 رشاشاً و(6) مدافع عديمة الارتداد و(6) مدافع هاون و (10) دبابات بالإضافة للذخيرة والطعام والشراب والتى تكفى القوات لأكثر من 15 يوماً تحت الحصار .
فى الموعد المحدد عبرت كتيبة الصاعقة بقيادة البطل الرائد زغلول محمد فتحى قناة السويس وحاصرت الحصن الإسرائيلى من جميع الجهات وهنا أدرك الملازم أول شلومو قائد الحصن انه محاصر من جميع الجهات فطلب النجدة من القوات الإسرائيلية ولكنها لم تتمكن من نجدته .
فى اليوم الخامس من الحصار وصلته رسالة لاسلكية من القيادة الجنوبية الإسرائيلية كان نصها : ( إذا لم تصل خلال 24 ساعة التعزيزات فيمكنكم الاستسلام ) .
فى الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثالث عشر من شهر أكتوبر 1973م الموافق للسابع عشر من رمضان 1393 هـ تم استسلام الموقع عن طريق الصليب الأحمر الدولى .
أصر البطل الرائد زغلول محمد فتحى على إنزال العلم الإسرائيلى بنفسه ورفع العلم المصرى وأن يؤدى قائد الحصن الإسرائيلى التحية العسكرية له .
كما تم أسر 37 إسرائيلياً منهم 5 ضباط و(32) رتب أخرى منهم 20 جريحاً .. وكان هذا أمام كاميرات المصورين بوكالات الأنباء العالمية .
قال البطل زغلول محمد فتحى قائد كتيبة الصاعقة التى أسقطت هذا الحصن : قبل يوم من سقوط الحصن طلبنى اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميدانى وأمرنى بوقف الاشتباك مع الموقع الإسرائيلى حيث طلب العدو الاستسلام بدون قيد أو شرط وفى صباح اليوم التالى أتصل بى العقيد فتحى عباس مدير مكتب المخابرات فى السويس وأخبرنى بأن مندوب الصليب الأحمر ورئيس جهاز الأتصال بالمنظمات الدولية معه للتشاور لأن قائد الموقع الإسرائيلى طلب الاستسلام .
فى الساعة ( 11 ) من صباح نفس اليوم تواجد مندوب الصليب الأحمر بالضفة الغربية ونادى على قائد الحصن بالميجافون فخرج فى مقدمة جنوده وهم يلوحون بالأعلام البيضاء ثم جلسوا على الساتر الترابى فسألت شلومو : أين القائد الفعلى للموقع ؟ فقال : لقد قتل وتوليت القيادة محله .
أضاف البطل زغلول : عرض القناة فى مواجهة الموقع كان يبلغ ضعف عرضها فى باقى الأماكن بالإضافة إلى شدة التيار فى منطقة اللسان وكان رصيف الميناء يشكل على امتداد مواجهة الموقع مانعاً يتأثر بارتفاع أحوال المد والجذر والأرض المحيطة بالموقع لاتمكن من المناورة وحصنت إسرائيل هذا الموقع بشكل يجعله يتحمل ضربات الطائرات والمدفعية وتجعله قادرا على الحصار لفترات طويلة وتحت غطاء المدفعية قمنا بدفع ثلاث مجموعات قتال لاقتحام الموقع وعزله تماماً وتمثلت مهمة المجموعة الأولى بقيادة البطل النقيب ممدوح عبد الغنى فى عزل الموقع أما المجموعة الثانية فكانت بقوة فصيلة وقادها البطل ملازم أول محمد أمين وكانت مهمة هذه المجموعة اقتحام طرف الموقع الجنوبى وأما المجموعة الثالثة كانت بقوة سرية وقادها البطل النقيب جمال عزام وكانت مهمتها أقتحام الموقع الرئيسى وتم تنفيذ المهمة بنجاح وفشلت إسرائيل فى تقديم الدعم والمعاونة للموقع.
أوضح البطل زغلول محمد فتحى : قتلنا 18 إسرائيلياً منهم الميجور دايفيد قائد الموقع وأسرنا 37 منهم خمسة ضباط و(32) جندياً وصف ضابط وكان من بين الأسرى 20 جريحاً وقمنا بالاستيلاء على الأسلحة والمعدات والذخيرة والتى بلغ وزنها 37 طن هذا بالإضافة إلى الوثائق والخرائط
أشار : فى عام 1979 تلقيت اتصالاً من الفريق أحمد بدوى رئيس الأركان ودعيت لمقابلة وفد إعلامى بريطانى وهذا الوفد سجل معى بمناسبة مرور عام على زيارة الرئيس محمد أنور السادات للقدس وكان هذا التسجيل فى القاهرة وفى نفس الوقت تم التسجيل مع شلومو فى إسرائيل وتم طرح على كل واحد منا 30 سؤالاً ومن بينها هذا السؤال : هل توافق على مقابلة شلومو بعد إتمام عملية السلام ؟ وكانت أجابتى بالنفى ولكن شلومو أجاب بنعم .
يقول ضابط إسرائيلى بعد وقوعه فى الأسر : ( رجال الصاعقة فى مصر لابد أنهم من نوعية خاصة‏ .. لقد شاهدت جندياً يحمل لغماً فوق صدره وينام تحت إحدى دباباتنا لتمر فوقه ويموت مع الانفجار الرهيب‏ فتعجبت وقلت فى نفسى : ‏ ما هذا الذي يفعله وأمثاله ) ؟.
قال ضابط إسرائيلى آخر: ( لقد كنا نحاول الامساك بالصاعقة المصرية‏ ولكننا فشلنا تماماً‏ ولم يكن أحد من قادتنا في تل أبيب يتصور أن دباباتنا سوف تعجز عن المرور‏ بسبب الصاعقة التي شكلت سداً بشرياً أمام تقدمنا بلا دبابات ولا مدافع ولا طائرات تحميه‏ وفي كل مرة تحقق شيئاً جديداً لو تحدث أحد عنه قبل الحرب لوصفوه بالهذيان‏ ) !.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى