بقلم رباب القاسم
عندما كنتُ صغيرة كنتُ أجلسُ كثيرا مع أمي على مقعدها الذي ما رأيتها جلست على غيره يوم أستمعُ لغناءها الشجي وحكاياتها القديمة وكنتُ أستمعُ بشغف تلك الأسطورة الغريبة عن ذلك الصوت الغريب الذي كانَ يُناديها في منتصف الليل مقلداً صوت أُمِها ليأخذها معه إلى بلادٍ بعيدة وكنتُ أسألها بسذاجةِ الأطفال وأين ذهبت؟؟؟ حتى يقوم بتقليدِ صوتها وكانت تُجيبُني بحُزنٍ بالغ رحلت بعيداً إلى تلك البلاد السوداء التي ليس لها طريقٌ للعودة وكنت أسألها خائفةً هل ستذهبين أنت أيضا إلى تلك البلاد وكانت تُجيبُني نعم عندما أكبر وعندما تكبُرين مذ غابت أمي أجلسُ على ذلك المقعد الوحيد أتذكر تلك الأحاديث الغائبة وأجترُ تلك الحكايات الغريبة متصورةً خيالها الذي ما غاب قط وأنتظرُ بلهفةٍ ذلك الصوت الحبيب حتى يتسنى لي سماع صوتها ولكنه لم يأتِ أنتظرهُ في كلِ لَيلَة وإلى الآن لم يأتِ ورغم أنها حكايةٌ غير منطقية رغم يقيني بأنها خرافةٌ لا يجب تصديقها أنتظرُ ذلك الصوت ولم يأتِ وأعلم أنه لن يأتي ولكني مازلت أنتظر….