بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم
كثيراً ما سمعنا عن بيوت تهدمت أركانها وشرد أطفالها لأن زوجا محترماً توهم أن زوجته لا تخلص له بنسبة مليون في المائة،أو لا يستطيع أن ينسى شخصاً خطب زوجته قبل أن يخطبها هو ولا يمر على تفكيره أن هذه الزوجة قد رفضت ذلك الشخص ليكون له نصيب معها،الزوج يتذكر الظنون فقط ! فيبدو في نسج قصص خيالية وأحداث وهمية لم تقع فينفجر البركان ليدمره ويدمرها ويدمر بيته،وإذا كان هذا هو حال الأزواج فالزوجات حالهن يزيد الطين بلة ويتفوقن على الرجال ببضعة ملايين من المراحل،وكثيرة هى حكايات النساء اللاتي تشك إحداهن في زوجها وخاصة إذا كان في مكان عمله زميلات .. عند ذلك يبدأ الكمبيوتر الأنثوي في تحليل البيانات والقيام بعمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة ليخرج بإدانة صريحة : زوجك يخونك يا مسكينة!،ولا أوقعنا الله مكان هذا الزوج أو هذه الزوجة فهذا هو الجحيم بعينه والذي يبدأ بالشك وينتهي بالخلافات التي لا تخلو من صياح ولجوء غير سياسي إلى منزل الأهل وربما الضرب المفضي إلى الطلاق.. وقد يكون هذا كله مبنياً على أوهام،والشك مرض مستفحل بين الشعوب بغض النظر عن مستواها الثقافي والاجتماعي والحضاري ففي الولايات المتحدة الأمريكية مؤسسات خاصة تعمل على تقصي مدى إخلاص شركاء الحياة لبعضهم البعض فما على زوجة التي يؤرقها سلوك زوجها سوى الذهاب إلى مكتب المؤسسة وتدفع 500 دولار كمقدم حساب مرفقاً به صورة الزوج ومعلومات عن اسمه وبعض طباعه ومكانه وعمله وتتولى المؤسسة تسليط امرأة أخرى على الزوج وتنفرد به وتحرص على أن تكون طبيعية معه ثم تتقرب إليه بعد أن تكون قد سجلت أحاديثه دون أن يعلم ثم تقدم الشريط للزوجة وتقبض بقية الأتعاب،وبغض النظر عن النتيجة..هل يمكن أن تتحول الحياة الزوجية إلى شبكة جاسوسية؟هل نجعل الشك يفتك بنا إلى هذه الدرجة ؟ فإلى كل الأزواج والزوجات:أجعلوا الشك عدواً لكم ..قابلوه بالرفض والأحجار والطوب إذا أقتضى الأمر وإلا سيكون الفراق هو الطريق النهائى،والشك لايقتصر على الزوجين فقط بل نجده في التعاملات اليومية والعلاقات الاجتماعية وفي الأعمال ولذا علينا الالتزام بتعاليم الدين والسنة النبوية والأعراف الاجتماعية،وعندما يعرف كل شخص ماله وماعليه سوف يتوارى الشك فالعلاقات والتعاملات المبنية على الصدق تستمر مابقيت الحياة أما التي تكون لغير طاعة الله فمصيرها النهاية فماكان لله دام واتصل وماكان لغير الله انقطع وانفصل وهذا ماأكده دائما في كتاباتي وتعاملاتي،وأذكر في هذا الصدد أن أحد الأصدقاء أخبرني أن أحد الأشخاص المعروف عنه حب المال والمظهرة يتخذ من الأدب وفنونه الستار لذلك ،ذلك المتلون فجأة أطلق شارات براقة ومسميات لايعرف قيمتها وجعل من سيدة لاتعرف قواعد الإملاء واللغة العربية نائبة لجنابه وهنا قلت : لن تستمر تلك الأمور فسوف يكون الفشل الذريع هو المصير وبالفعل كان ذلك،وقبل أن نفترق أهديكم هذا الجزء من قصيدتي التي ضمها ديواني (بساتين البوح)الذي يضم مجموعة من نصوصي التجريبية: وجدانكَ فجرُ أشواقي .. رقصتْ من عطركَ أوراقي يا هبةَ اللهِ إلى الدنيا .. ياعمري الماضي والباقي يا ثروةَ حبٍ أملكها .. جعلتني أَغنىَ العشاقْ قلبكَ سلطاني ومنايا .. وأنا كوزيرِ الأشواقْ كلماتُ العالمِ لا تكفي .. لتصوغَ لنا نصفَ لقاءْ الصدقُ يحوطُ مهجتنا .. ويزينُ لهفتنا نقاءْ قلبكَ في الحبِ هو قلبي والنبضُ حنينٌ ووفاءْ بعيونكَ أمتلكُ العالمَ وأجوبُ أرضاً وفضاء يا أغلىَ أيامِ حياتي يا نبضَ الروحِ ويا سكنيِ .