بقلم : نور يوسف
الرمز : “يعني الرسم الذي يعبر عن شيء معين”
“علم الرموز” أو “symbologie” وهو علم يتناول دراسة بعض العلامات المستخدمة ضمن ثقافة أو دين معين والرجوع إلى مصدرها الرئيس، بالإضافة إلى تأثيرها على الطقوس الدينية وطريقة تعامل الناس مع هذا الرمز سواء دينيا أو ثقافيا.
“المصدر: ويكيبيديا”
” أنهيت الشرح و إنفردت أتأمل هذة المسألة التي تمس روح اللغة و جوهرها , أعني اللغة العربية تحديدا , وإلا ففي اللغات الاخري لا توجد هذة الظاهرة التي تؤكد ضمنا اعتقاد العربي بأن كل شئ كان أصله في الماضي.فالمصادر او الجذور كلها في لغتنا ماضوية . وهكذا الحال مع كل مجموعة (مشتقة) من الالفاظ المتقاربة. اذ كلها تعود الي (جذر) اساس تشتق منه , هو صيغة الماضي ..الماضي يمضي بوعينا نحو غاية غير معلن عنها مفادها ان ما يتم الان وما سوف يتم انما اصله كان قد قدر , وإن استعصت احدي الكلمات علي الرد الي هذة الصيغة الماضوية فهذا يعني انها ببساطة شديدة : كلمة غير عربية ! ”
من كتاب إلتقاط الماس من كلام الناس لدكتور / يوسف زيدان
ومن هذا المنطلق كان من الضروري العودة إلي جذور الحكاية عن “الرمز” أيضا حتي ندرك المعني والمدلول المشار إليه ب”الرمز” كميراث علم و حضارة أجداد.
يأتي الرمز بحكاية يرددها المجتمع يستلهم منها معني عميق في وجدانه و يورثها لاجياله كخلاصة توصيات والهامات مبطنة في حدوتة عن الرمز ,لعله يستلهم منها حكمة تجربة السابقين عبر التاريخ.
ومحاولة التنقيب عن حكاية الرمز سواء رمز مكتوب او رمز انساني او رمز تاريخي متمثل في حدث ربما كانت عملية لها الاثر الكبير في بناء / إعادة هيكلة البناء الفكري للاجيال الحاضرة والقادمة ويحفز عودة النبض للكنوز المدفونة في المخزون الحضاري للمجتمع .
وربما يكون تلك المهمة من اعلي ما يمكن ان يقدمه الحاضر لابناء المستقبل عبر استجلاء الحكمة و العبرة المحكية عن رموزهم الجمعيه وتنقيتها من عوامل التعرية التاريخية لاي خبر او حكاية علي لسان اجيال متعاقبة فتتغير الكلمات او يكسوها التحريف المقصود او غير المقصود فتبهت العبرة او تختفي الحكمة المقصودة و المشار اليها ب”الرمز”.
العودة الي جذور الحكايات حول الرموز يساعدنا في فهم الحكمة المقصودة من هذا الرمز او ذاك فربما ارتبطت حياة شعوب برموز وباختفاء المعني المدرك منها عبر السنوات و الاجيال كغذاء جمعي من المخزون الحضاري للتجربة الانسانية للمجتمع , كانت نهاية حضارتهم وحلول غيرهم بهذا المعني بدلا منهم وهذا ثبت حين نهضت اوروبا علي قيم ومعاني انسانية مصرية أو عربية كانت عماد لحضارتهم في وقت سابق وانطلق بهذة المعاني الاوروبيون يرددونها متفاخرين بها ولو بحثنا لوجدنا رموز كثيرة عن اصل تلك القيمة اوهذا المعني وحكاية تعمق حكمة يشير اليها الرمز و لكنها حرفت بالتضليل او اختفت من ذاكرة الوعي الجمعي بالتجهيل.
البناء الفكري للجماهير والافراد وما يتداعي عنه من بناء نفسي فيكون بهما “الوعي”, حيث انه يتكون من الرموز كأحد أهم وحدات بناؤه كالكلمات والصور بما تتضمنها من حكايات مختزلة في رمزية كل رمز , وهذا ما أكده جوستاف لوبون عندما تطرق في كتابه.
سيكولوجية الجماهير الي العوامل التي تؤثر في روح الجماهير و التي منها الكلمات و الصور و العبارات أو الشعارات فيقول :
” عندما درسنا مخيلة الجماهير رأينا أنها تتأثر بالصور بشكل خاص فهي تبهرها فعلا “.
فالرمز ربما يكون شكل او صورة لكائن حي او صورة لزهرة مثل رمز “اللوتس” في مصر القديمة , لذا فالعودة إلي جذور الحكاية عن “الرمز” يساهم بشكل كبير في حماية البناء الفكري للافراد والمجتمع حيث ان مسخ البناء الفكري يعتبر الآفة الاساسية والوباء الذي إعتمد عليه غزاة الشعوب في “معركة الوعي القائمة اليوم” فتكون لهم به الغلبة والتحكم في مصائر الشعوب والذي بواسطته استطاع غزاة الوعي تخليق افراد ومجموعات من شعب الارض المستهدف تكون بمسخها الفكري و النفسي ( الوعي الزائف ) معينه لهؤلاء الغزاة بنفسها علي تدمير نفسها .. فقط بمسخ البناء الفكري وتوطينه و رعاية تداعياته من مسخ للبناء النفسي …
وللحديث بقية ….