ضحيه جديدة
بقلم / ولاء جمال يوسف
تلتقط اذناي وقع خطواته الواثقه ، انقباض مفاجئ في معدتي سرعان ما يزول ، يدور مفتاحه في الباب برتابة محدثا صريرا احفظ اناته . تهرول نحوه بسنوات عمرها الثلاث .. في منتصف الطريق اليه تقف .. نظراتها الحياري تتلاعب بها ، تنقل عينيها بيني وبينه ، وجهه الصارم يزيد من حيرتها ؟، تنزوي ابتسامتها علي طرف شفتيها . تهرول نحوي، يعتصرني إدبارها ولا أملك الاعتراض. هادئ هو أكثر مما ينبغي ، بارع في إخفاء ما بداخله ..ابتسم أنا ، أتحدث كثيرا ربما لاكسر ذلك الجمود الذي يصنعه ، تنفك اساريره تدرجيا لكنها لا تتراجع عن اديارها وتتشبث به اكثر ، علي نفس المائده نجلس ، بعفويته طفولتها تسقط بعض الطعام .. تنطلق سهام عينيه حادة محذرة . تنكمش خائفه في مقعدها ، اهرع لاعالج الامر دون ان تمتد يداي لتحتضنها مهدهدة ، اتركها لخوفها وانكماشها ويزداد قلبي اعتصار . اعلم صراعها حين تود نطق تلك الكلمه لتناديه ، ينهرها .. عليها ان تمحي تلك الكلمه من قاموسها لكن عقلها الصغير يتساءل عنه ، ان لم يكن هو فمن ابي يؤلمني سؤالها ، اخبرها انه سافر بلا رجعه . ذلك اليوم امتدت يداه تنتزعها من احضاني ، بعنف يأمرها بالنوم في حجرتها .. انطلقت دموعها متوسله ان يدعني ان انام اليله معها ،قرأت معاني الخوف في عينيها لكنه لا يبالي ، اذاب اخر ذرة امل لديها وهدم سلامها الداخلي . تبعته خارج في استسلام الشاه المذبوح ،جافي النوم عيني .. اعصار داخلي يؤمرني بال1هاب اليها ، تأبي قدماي الحراك . محلقه في سقف حجرتي دموعي تبلل وجنتي ، لا اطيق انفاسه بجواري ، مع اول خطوط الفجر خرجت اليها ، كدت انكفئ علي وجههي حين اصدمت بجسدها الهش يتوسد عتبه بابنا باحثه عن دفء احضاني في ذلك الليل القارس .. في لهفه احتضتنها حتي كادت اضلعها الدقيقه تتمزق ، في خوف راجي لفت زراعيها الصغيرين حول رقبتي .. تلثم وجهي بقبلاتها النديه . انهمرت في بكاء صامت ليس شيئا مما يعتمل في قلبي.. حرارة انفاسي تكاد تحرق السكون حول . ممزقه بينهما انا .. معركة مهزوما فيها قلبي .. التواجد الوحيد بينهما هو اللاوجود . انفصالي عن والدها كان قرار لا رجعه فيه وكانت هي من تحمل عبء سوء اختياري دون ان يكون لها ذنب “لا تاتي النهايات دائما كما نتمناها ” وكذلك البدايات . تائه الدرب كنت .. مبعثرة النفس حين التقيته ، اشعرني بامان تحطمت قلاعه في طريقي الملئ بالصخور .. لم يشعرني انها عائقا لزواجنا .. شعرت يومها انه المرفأ الذي تتمناه سفينة ليالي الحالكه . ذابت ابوته الذائفه في كاس الواقع الذي كان عليه تجرعه كل يوم .. دائما قلقه حائرة مدبرة الخطي . (الان لا حاجه لوجودها معنا ) زلزلتني كلماته المتاغه .. وكان ما باحشائي هو كل ما ينتظر حتي يلفظها من دنياي .. اقنعته تتساقط الان كاوراق خريفيه تحت قدماي .. من قال انني لن احتمل طفلان !! تستمر اوراقه بالتساقط .. يصمت في ياس مقنن لافوز بتلك الجولة . متحمله الامي .. اكتم شكواي ، هكذا اخترت .. تزداد غيرتها النظريه من مولودي الجديد ، يزداد اصرارا علي خوض نفس المعركة معي . كجرثومة في دمه تسيطر الفكرة عليه .. يزداد قبض اصابعه علي قلبي فيتمزق .. علي الان الاختيار .. في اعتمة الليل اقف .. قبضته ثقيله في يدي .. وهي الي جواري .. وعلي كتفي ضحية جديدة .