كانت المرآة تعكس اللون الملائم لهذا المساء،
عندما همست هند لنفسها:لم يعد هناك متسع من الوقت؛فالغروب قد حان،ويجب تأمين كل شىء قبل الخروج من دائرة الأحلام.
أغلقت النوافذ ومفاتيح الكهرباء، والغاز، وعيون البوتاجاز،والمياة ومكواة البخار ،وأصبح كل شىء على ما يرام.
نادتها صديقتها من حجرة الاستقبال:يا هند أسرعى فلم يعد هناك متسع من الوقت.
أسرعت هند وحملت حقيبتها وميدالية المفاتيح الفضية التى أهداها لها زوجها ليلة زفافهما.
لقد عاشت معه حياة سعيدة،تبادلا فيها كل مشاعر الود والوفاء،كما حفلت حياتهما بالأعمال الخيرية كالإنفاق على بعض دور الأيتام التى عوضتهما عن عدم الإنجاب.
أسرعت هند مع صديقتها إلى خارج المنزل،وجذبت الباب نحوها،ثم تراجعت وهى تقول: معذرة
لقد نسيت ترك رسالة قبل الخروج.
سمعتها صديقتها فنظرت إليها بشفقة وهى تربت فوق كتفها قائلة:ماذا دهاكِ يا هند،هيا يا حبيبتى،
فالتفتت هند إليها،وكأن شيئا قد صعقها كى تفيق من الصدمة
،وتتذكر بأنها ذاهبة لقاعة المناسبات كى تتلقّى واجب العزاء.