عندما كنت صغيرا كان ببلدتنا عدد من المشردين ما بين رجال ونساء منهم من كان مشردا لأنه بلاعائل ومنهم من فقد عقله وكانوا يبيتون في الشوارع غالبا والاغلب انهم كانوا يتخذون من فروشات الأسواق ملجأ لهم.
وعندما يكون الصباح كنت أشاهد شباب الباعة وأهالي المنطقه طبعا أغلبهم وليس الكل يستهزون بهولاء المشردين في مواقف تدمي الأعين.
كما رأيت أن القوي يستقوي بقوته علي الضعيف وينكل به بطريقه استهزائية ماسخة.
وعندما كان يعترض احد غالبا ماكانت تقوم المشاجرات والمشاحنات وقليل ماكانت تنتهي بما لايحمد عقباه.
كل هذا تذكرته في أيامنا تلك عندما رأيت من يتنمر على مصاب الكورونا وكأنه لم يصب بمرض أودي بحياته أو كتب الله له الشفاء لكنه سيظل متنمر عليه حتى من اقرب الاقربين له.
ووصل الأمر إلى أن رفض أهالي بعض القرى دفن موتي كورونا ببلدهم وكأنهم وباء سيصيبهم في مقتل.
في ظل هذا التنمر نتذكر أيضا اننا نتنمر علي صاحب الذنب ونصبنا أنفسنا قضاه نطلق الأحكام جزافا فمنا من يؤكد أنه مخلد في النار ومنهم من يقول ان الله قرر أن ينتقم منه في الدنيا وأن كان له أبناء فيا ويلهم لن يهنوا بحياتهم سيظل التنمر مصاحبا لهم طيلة حياتهم.
ونسينا جميعا قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
فلقد وصف الله تعالى التنابز بالألقاب وهو مانطلق عليه التنمر في عصرنا ببئس الاسم الفسوق بعد الإيمان فهذا لايليق بمسلم أن يفعله.
وهناك مقوله تقول من عاب أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله فإياك و الشماتة بأخيك فيعافه الله و يبتليك.
وهناك امثله كثيرة رأيتها بعيني وسمعتها منذ صغري عن أناس تنمروا وشمتوا في غيرهم وابتلوا بماكان فيهم.
لابد من تغير تلك الثقافة الفجة التي تدل على عدم الإيمان بل وتصل بنا إلى مرحلة الفسوق.