تذكرت الزوجة قوله تعالى ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها ) وتذكرت موتة النمرود بتلك البعوضة، وصرخت في نفسها: اللهم لا تمتني هذه الموتة البشعة، وبدأت تستعرض ماقبل الموت، وشدة الألم التي تداهمها وتعانيها،
وفجأة صرخت ممتعضة من تصرفات زوجها، الذي ترك الباب مفتوحاً، والإضاءة شديدة، وارتدى ملابسه، ولملم أوراقه، متأهباً للذهاب إلى عمله: ماذا لو حدث لي مكروه؟
ستكون أنت السبب و سيكون ذنبي في رقبتك، لأنني نبهتك كثيراً ألا تترك الباب مفتوحاً مع الإضاءة، منعاً لدخول الذباب والناموس، ووقاية من البرد أيضاً.
ها أنا ذا أشعر بوجع في الرأس يهز أركاني، وطنين بأذني لا يكف، لا أدري، قد يكون بفعل بعوضة، تستقر في أذني، وتستمر في الدخول نحو الأعمق، فيهمس الزوج: لا عليك، إنها مجرد تهيآت، فأصرخ فيه: إنها أذنى أنا، وأنا من أسمع الصوت والطنين وأشعر بالحكة،
يتفحص الزوج أذن زوجته كأنه الخبير العليم، ويقول: إذن، سنضع بها بعضاً من زيت الزيتون ليميتها، فتسارع الزوجة وتحضر له الزيت، و يضعه في أذنها،
بعد دقائق معدودة، يختفى الصوت، وتهدأ الزوجة، وتحمد الله، وتحاول أن تخرجها بطريقة ما، يالها من حشرة مزعجة..