يا خيرَ دفءٍ قدْ حواهُ كياني
يا خيرَ شمسٍ أشرقتْ بمكاني
يا أمُّ إنِّي قد ذكرتُكِ متعبًا
والشوقُ في قلبي وفي وجداني
والبعدُ عَنكِ يَسوقُني لغياهبٍ
ظلماءَ لم تُشرِقْ لذاتِ هوانِ
في قُربِكُمْ تحلو الحياةُ ومالَنا
في بُعْدِكُمْ إَلَّا ضَنى الحرمانِ
فإذا قَدِمْتِ قَدِمْتِ نُورًا نَيِّرًا
وإذا رَحَلْتِ رَحَلْتِ بالتحنانِ
إني لَيَعْصُرُني الأسى لغِيابِكمْ
يا أمُّ ماذا قد يقولُ لِساني
في عِيدِكِ الميمونِ تبكي أَضلعي
وتهيمُ نَفسي كي أراكِ ثواني
وأُلِحُّ في طلبِ الرُؤَى متأملًا
وأنامُ كم أرجو بها أجفاني
لَكنَّ طَيْفَكِ يا سميرةَ مهجتي
قد باتَ في قلبي وفي شُرياني
يَسري بنفسي أينما حَلَّتْ بِنا
ويَعودُ في حُلْمٍ لنا وسنانِ
أماهُ صوتُكِ لم يزلْ في خاطري
ينسابُ في روحي وفي آذاني
ويَسيرُ سِحرُهُ في الدَّياجي ناعسًا
ولكم سَمِعتُه في صَدى جدراني
ولقد لَمَستُه باديًا لي مرَّةً
فانجابَ في قُبَلي وفي أحضاني
واليومَ رُحتُ لأشتري لكِ باقةً
من ناضرِ الأزهارِ والألوانِ
وطَفِقْتُ أَنْثُرُ في الزُّهورِ مَحَبَّتي