اسليدرمقالات واراء

أين الهندسة و السياسة و الاقتصاد ؟

احجز مساحتك الاعلانية

كتب : محمد موسى

اعداد : عادل شلبى

وزير الري المصري ينبه أثيوبيا أن سد النهضة لا يمكنه تشغيل ١٦ تربين لتوليد الكهرباء و ينصحهم بالاكتفاء ب ١٢ تربين فقط .. هذا ما قاله سيادة الوزير محذرا لهم من خطأ في تصميم السد تكشف لنا و غاب عن أثيوبيا كما يظن ..!!

أوليس الأفضل لنا كمصريين ترك الأثيوبيين يركبون الستة عشر تربين حتى يضطرون لتشغيلهم حال تركيبهم لإنتاج الكهرباء، و بذلك يضطرون إلى زيادة تصريف المياه من السد و التي ستصلنا بعد ذلك ..!!

أم أن تخفيض أثيوبيا لعدد التربينات بالسد من ١٦ إلى ١٢ يعني تخفيض تصريف المياه من السد إلى ما بعده إلى الثلثين ،

هذا التخفيض يخفي خلفه نية لتوفير المياه غير معلنة لاستخدام مياه السد في أمور أخرى غير توليد الكهرباء كالزراعة مثلا ، و في هذه الحالة سيكون منع المياه عن مصر أو تقليلها له مبرررات جديدة تحت لافته التنمية و رفاهية الشعب الأثيوبي ..!!

قد يقول قائل أن كمية الأمطار التي تسقط على أثيوبيا كبيرة جدا و تكفيها للزراعة ،
لكن هذه نظرة آنية محدودة ، فالزراعة على مياه الأمطار زراعة موسمية و لمرة و احده بالسنه ،

ولا تصلح لكل انواع المزروعات كما كان يحدث بمصر قبل بناء السد العالي ، لكن استخدام المياه أمام السد في الزراعة يتيح لأثيوبيا الزراعة المستدامة عروتين أو ثلاثة سنويا و لجميع انواع المحاصيل و الأشجار .

قد يقول قائل أن السد تم بنائه في منطقة جبلية صخرية لا تصلح للزراعة ، لكنه يغفل أن خلف الجبال الضرورية لبناء السد و إنشاء البحيرة العملاقة أمامه ،

خلف تلك الجبال مساحات شاسعة من السهول الخصبة على بعد أمتار أو كيلوا مترات لا يلزمهم غير شق قناة تماما كما فعلنا في مفيض توشكى أو حفر نفق أو حتى إنشاء محطات رفع عملاقة بخطوط أنابيب كبيرة تجتاز الجبل الذي غمرته المياه أصلا بعد رفع منسوب المياه ١٧٥ متر بفعل السد ،

علما بأن الكهرباء الناتجة عن تربينات السد المتوفرة الرخيصة ستقلل تكلفة تطبيق كل تلك الحلول .

حتى لو لم تكن أثيوبيا في حاجة إلى زيادة انتاجيتها الزراعية و ليس لديها الإمكانيات لمثل هذه المشروعات العملاقة ،

فيوجد دول تفتقر للأرض و للمياه و في أمس الاحتياج إليهم و إلى الزراعة و لديها الإمكانيات المادية الهائلة لذلك و يمكنها إغراء أثيوبيا بما سيعود عليها جراء مثل هذه المشروعات .

إن التعامل في الأمور المصيرية بحسن النية و الوعود الشفويه و استنادا للخطط المعلنة لهو نوع من الغفلة .

إننا لو لم نستعد و نتصرف على أسوء النوايا و الاحتمالات فإننا ذاهبون إلى منتَحَرٍ و نفق إبادة مظلم بالمواجهة أو بالاستسلام .

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى