أخبار عاجلةأهم الاخباراسليدرالأدب و الأدباءاهم المقالاتمقالات واراء
أمي الحضور المتجدد في الغياب .. بقلم الكاتبة : جيهان حكيم
لأول مرة فى حياتى كلها أرى رأية الموت مرفوعة فوق رأسى تدفعنى لمرارة الأندحار والأستسلام لفاجعة اليتم الحقيقى وعمق الجراح وربما أطولها وأوسعها
تاهت منى العبارات ولم أجد الكلمات التى تستطيع أن تصف ما يعترينى من ألم
فلم أشعربقيمة وعظمة أمى ألا عندما غرس سكين الموت نصله فى قلبى وأنتزع حياتها بسرعة خاطفة فجأة وجدت نفسى قد تغيرت ، وتغيرت أيامى وليالى وكل شئ فيها
لم يرواد خيالى أن الموت حين يفتح الباب ستهب منه رائحة غربة مقيتة
تلك الرائحة ظلت جرحاً غائراً وأمتدت وتشكلت دموع عانقت قلبي قبل عيني حتى لاحت الحسرة وتجسدت حزناً دفيناً
حزنـــــــــاً لا يعى حجمه إلا من خطف الموت عزيزاً علي قلبه
تصورت فى البداية أننى أعانى من عزاء مؤقت ، ولكن بعد أيام من رحيلها تسرب الرعب إلى نفسى وشكل ملامحى وضمت الغصة قلبى وتجلى غيابها أضطرارى ودائم
لم أكن أفهم وقتئذا معنى كلماتها بأننا دونها بلا ظل ،بعد ذلك فهمت وآمنت إنها كل شيء
نعــــــــــــــــم ..
لقد رحل معها معنى الحياة فى قافلة اللاعودة وأستكان فى قبرها
ذهب الحب الذى كان يحمل على جناحيه الحق والخير فيضئ سراديب الأيام أنوار
ودعنى العطاء الذى كنت أجده فى كل وقت يمتد كذراع يعانق أنفعالاتى وتوترى فى صبر نادر
افتقدت الحنان والدفء وعم البرود والجفاء دنياى وتصدعت جدران الأمن فيه
رحل الرضا والمتنفس الذى كان يحتضن ضعفى ودموعى فيجعلنى أطلق لهما العنان دون تحفظ
عذراً قلمى
لم أعد أبصر الأوراق بوضوح من غشاوة الدموع فى عينى
وكيف لا..
وقد رحلت عن دنياى نسمة من نسائم الجنة